قسم السلايدشوالتطبيقيأخبار منوعة

مشاركة أ.د. لطيفة الكندري في تلفزيون الشارقة| الوالدية الأحادية: وادواجية دور الوالد التربوية

أكاديميا| خاص

شاركت أ.د لطيفة الكندري العميد المساعد للشؤون الطلابية والأكاديمية في كلية التربية الأساسية مساء أمس في برنامج “أسرتنا” الذي يبثه تلفزيون الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. البرنامج من إعداد الإعلامية القديرة منية برناط وشارك في الحوار عدد من المختصين في التربية الاجتماعية. ركز البرنامج على الوالدية الأحادية والتحديات التي تواجهها. استمر اللقاء مدة ساعة لتجلية الأبعاد المختلفة في التنشئة الاجتماعية ودور الأسرة والمجتمع في تقليص المصاعب والارتقاء بالأداء الأسري. وفي هذا السياق أيضا عرضت الدكتورة لطيفة اصدارها “سلسلة تربية الأبناء السابعة المتعلقة بموضوع كيف أكون صديقا لابنتي في حالة عدم وجود الأم”.
وفيما يلي المادة الأساسية للحوار التي قامت الدكتورة لطيفة الكندري بتناولها أثناء هذا البرنامج الإماراتي الثري بمادته العلمية وعرضه المتميز وضيوفه الأفاضل:
١بداية دعونا نعرف الأسر ذات الوالدية الأحادية، وما سبب ارتفاع عددها في المجتمعات؟
بادئ ذي بدء، وقبل كل أمر أشكر تليفزيون الشارقة وأخص “برنامج أسرتنا” بالثناء فهذا البرنامج الحيوي ينير سماء الإمارات العربية المتحدة وفي نفس اللحظة يستقطب الجمهور العربي الكريم أينما كان ويضيف للفضاء الرقمي والعالم المرئي حوارات رصينة من شأنها تدعيم روابط الأسرة العربية وزيادة تآزرها بعون الله تعالى.
نقصد بالأسرة وحيدة الوالد أو الوالدية المنفردة أو أسرة أحادية الوالدية جميع الحالات التي يكون فيها عائل واحد (الأب أو الأم) حيث يقوم أحدهما بتقديم الرعاية المطلوبة للأطفال في الأسرة على نحو منفرد، وهؤلاء شريجة مجتمعية مهمة. وتنشأ الوالدية المنفردة لأسباب عديدة ولعوامل كثيرة تقع لأحد الزوجين منها (الوفاة-الطلاق المتعسف الفاقد لأقل درجات التعاون الذي يحقق مصالح الأولاد والبنات-السفر الطويل – التصدع الأسري الحاد – الإصابة بالأمراض المزمنة المانعة للقيام بأبسط مهام الوالدية-السجن).
ومن أسباب ارتفاع نسبة الوالدية الأحادية اليوم ظروف الحياة ومفارقاتها من مثل وقوع حوادث مفاجئة لا مفر منها، وكثرة المتطلبات العصرية، وتبدل القيم، وزيادة مساحات الاختيار (فعلى سبيل المثال كانت المرأة في السابق مضطرة إلى الصبر على سوء خلق الزوج، وكان صبرها صبر اضطرار أما اليوم فلديها القدرة على رفع الظلم الذي يقع عليها بقوة القانون إذا لم تنجح في اصلاح الوضع ورفع الضرر.
٢ أن يجد أحد الأطراف هو الأم و هو الأب في آن واحد ليس بالأمر الهين .. ما هي مقومات التي يجب أن يتحلى بها الطرف الذي يجد نفسه وحيدا في التربية و لا شريك معه؟
بالضبط هذا الوضع ليس بالأمر الهين ولهذا فمن يتصدى للأعباء الوالدية في مثل هذا الظرف الاستثنائي شخص يجب أن يتمتع بمهارات عديدة منها:

  1. استيعاب المرحلة الجديدة فكريا ونفسيا واجتماعية قبل فوات الأوان؛ يجب الإيمان بوجود متطلبات مختلفة عن السابق. ثمة أفراد تتغير أوضاعهم ويستمرون بنفس الأداء القديم، وينكرون بطريقة لا شعورية الاشتراطات الجديدة وهذا التنكر يحرمهم أو يأخرهم من فتح صفحة لتقبل الوضع الراهن وتحويل المسار الاجتماعي وفقا للمعطيات الحادثة. لا بد أن يغيّر العائل عاداته السابقة كأب أو كأم لتتكيف مع الوضع الجديد وإلا تفاقم الضرر.
  2. من الحكمة بمكان الموازنة بين أداء الواجبات الأسرية والاستجابة للضرورات الشخصية. وهذا يتطلب أن يعطي الأب أو الأم كل ذي حق حقه، فلبدنه عليه حقا، ولأبنائه وبناته عليه حقا، ولعمله عليه حقا…. ولتنميته الذاتية عليه حقا وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه، والمحروم من الاتزان الذاتي لا يهب غيره هذا الأمر، ولن يستطيع أن يصبح قدوة حسنة لذريته.
  3. يتذكر المعيل إنه لا يملك طاقات خارقة فلا يقدم وعودا مستحيلة وتعجيزية ومن لوازم هذا الاتجاه أن يتعلم أن يعتذر عن قبول أشياء لا يستطيع القيام بها لأن كلمة “لا” توفر جهودنا وتبعدنا عن دائرة الحرج. لا يكلف الله سبحانه أحدا فوق طاقة بل يمكن سد ما يمكن من الفراغ في حياة الأبناء ثم سيجد مع مرور الوقت ومن حين لآخر أن الله سبحانه يسخر له الأشياء والأشخاص والأوقات والأفكار والأرزاق مصداقا لقوله تعالى “سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)” (سورة الطلاق)، إنها سنة متواترة فبعد كل ضيق وشدة يسر وسَعَة فالمولى جل ثناؤه هو القابض والباسط.
  4. يركز على كل شيء جميل في حياته فالتشاؤم والسخط من أسباب ضعف الإنتاجية ونضوب البركة، وانعدام فاعلية الإنسان. الظن الحسن بالله العزيز الغني القدير حاجة أساسية تحرر الإنسان من الضغط النفسي والتوترات والأوهام وتقمع نزعة الشكوى والسخط وإظهار البؤس النفسي وتمنع الفرد من البحث عن الشفقة من الناس ولعب دور الضحية. اظهار السخط والاستياء من أقبح الأشياء لأنها توهن الإرادة وتحجب نفحات الأمل.
    ٣ إلى أي مدى يتأثر الأبناء بغياب أحد الوالدين؟ و متى يكون دور أحد الوالدين مغيبا أكثر في حالة الطلاق أو في حالة الوفاة ؟
    يعتمد الجواب عن هذا السؤال الوجيه على طبيعة هذه الحالات ومدى تعاون الدوائر الاجتماعية المحيطة، ودرجة تفاعل الطليق أو الطليقة مع الطرف الآخر، ومسارات الحوارات التواصلية. ولا شك أن الوفاة نهاية مؤلمة أما في حال الطلاق فهناك بقايا الأمل في التعاون من أجل صالح الأبناء وتقاسم الأدوار وهذا من مقتضيات التسريح بإحسان ومن باب حفظ الود وعدم نسيان الفضل بين الطرفين والتسامح في الحقوق. عندما يفقد أو يخسر أو يفترق الإنسان عن شريك العمر يشهد فراغا كبيرا في حياته مما قد يسبب فقد التوازن إذا لم يتم استيعاب الوضع الجديد ورسم مسار آخر، وطي الصفحات المفتوحة. الراصد لأحوال الكثير من العوائل من أصحاب التحديات المصيرية يجد أن الذي لا يرسم لنفسه مسارا جديدا عندما تجتاحه المصاعب سوف يصرف جهده في التفكير بالماضي والتحسر على الحاضر فيخسر وقته، ويفقد ثقة من حوله به، ويضيع جهده.
    ٤) الأم هي عادة الأكثر تحملا لأعباء الوالدية الأحادية و تخشى دائما ألا تقدر على حماية حاجات أبنائها) . تعقيبكم.
    مع الاحترام الشديد لدور الرجال إلا أن المرأة وعبر التاريخ ذات عطاء متميز رغم أنها عانت الكثير من الظلم ولا زالت تطالب بتصحيح التصورات المجتمعية المتحيزة ضدها لتشق طريقها في تربية أسرتها على نحو راشد يقلص مشاكلها ويساهم في تمكين دورها المجتمعي الرائد. إن دور البيئات المجتمعية (المدرسة والأندية الرياضية والاعلام….) تعضيد مكانة المرأة وهو الأمر الذي نلمسه في توجيهات الحكومات الخليجية لترسيخ دور المرأة. لدى المرأة قوة قيادية أسريا ومجتمعيا وهذه القوة تزدهر بالتنمية وتذبل بالإهمال. إدارة المنزل سياسة في غاية الأهمية فالمرأة راعية وقائدة وعليها أن تكون معتدلة تجمع بين الحزم والحب وعليها أن تفرض كلمتها وحكمتها في البيت كي يشعر الأبناء بقوة ورحمة والدتهم فيحترمون قراراتها ويحبون سياساتها، ويوقرون جهودها ويشاركون في حمل الأعباء معها. من المعلوم أن التدليل والخوف الزائد على الطفل أو القسوة أو الإهمال كلها وسائل هدامة يجب الحذر منها. لقد وجدنا من خلال الحياة العامة أن الأمهات يملكن بفضل الله قدرات هائلة في تربية الأبناء وعبر القرون نجد أمثلة كثيرة لأمهات نجحن في الصبر على التحديات وقمن بتربية أبناء من أفضل الأبناء. تحذر الدراسات من الأم اللامبالية والتي تتسم بعاطفة باردة والتي لا تعيش إلا لنفسها وتهمل أسرتها. من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات قاصرا، ومن عاش لنفسه ولغيره عاش كريما ومات عظيما. وفي نفس اللحظة تحذر الدراسات من الأم العصبية لأنها تسبب بفعلها غير المسئول ضررا نفسيا بالغا حتى لأبنائها الذين قد يتقمصون سلوكياتها. ومن جهة أخر فإن الأم القاسية لا تقل خطورة عن الأم المهملة المتساهلة. لا يريد الابن أماً مهزومة نفسياً، مهمومة يومياً فإن أمومة بتلك الصفات السالبة سوف تفسد روحه، وتضعف عزيمته، وتشتت طموحاته. ومن المنظور التربوي فإن الأم ذات التربية الرشيدة تستخدم تربية متوازنة.
    ٥) الأبناء المراهقين هم أكثر عرضة للمعاناة النفسية في ظل عدم وجود أحد الوالدين .. كيف تتزن تربية المراهق في ظل غياب الأب أو الأم؟
    المراهق قد تكون معاناته أكبر في الأزمات بسبب نمو وعيه وقد يتقبل الوضع ويتأقلم معه ويدرك أن ما حدث خير من حياة مليئة بالتطاحن والخصام بين الأبوين ولكن قد يستحوذ عليه الخوف ويلوذ بالعزلة ويتشكك في مفهوم الولاء الأسري وتتبدد أمامه ذكريات الطفولة وتتفكك ساعاتها في ذهنه مما قد يسبب تشتت باله في بعض الأحيان وقد يحاول أن يتدخل في الأمور فيقف في صف الأب أم الأم. إن فهم معاناة المراهق عند فقد أو فراق أحد الوالدين خطوة مهمة لا بد للأم أو الأب من فهمها فهما صحيا كي تتواصل مع ابنها وتعيد بناء الولاء الأسري، وتشيع الأمن العاطفي والدفء الإنساني.
    يعتبر بعض الآباء أن إعلان مشاعرهم لأبنائهم أو بناتهم في سن المراهقة هو عمل صعب، إذ يشوبه بعض الحياء والتردد سواء من الوالد أو من الابنة أو الوالدة. ومن لمهم لرب الأسرة الابتعاد عن النقد، وضرورة استخدام المدح ففيه خير كبير لتثبيت السلوكيات الحسنة وتوسيع نطاقها كما أن فهم طبيعة مرحلة المراهقة نفسيا وجسديا وعقليا واجتماعيا ركيزة بناء حوارات تواصلية تستوعب عالم الأبناء والبنات. وفي هذا السياق علينا مراعاة الآتي:
    • الاستماع للمراهق والنظر للحياة من منظورهم.
    • علينا مشاركة الأبناء في بعض شئونهم والحذر من إكثار الوعظ كي لا يضجر المراهق من توجيهاتك.
    • تقدير مشاعر المراهق وتشجيعه على التعبير عنها.
    • رحب بالحلول الوسطية وفاوض عندما يتم الاختلاف فهذا يساعدك على اقتسام السلطة في القضايا التي تمسه. لن تفقد التوازن في التفاوض بل سوف تصبح قراراتكما أكثر واقعية.
    1- علينا تطوير أنفسنا لنصبح قدوة للأبناء في استخدام قنوات التواصل الاجتماعي. تشير احدى الدراسات إلى أن 78% من الآباء في دولة عربية يعتقدون أنهم قدوة سيئة لأبنائهم لأنهم يمضون وقتا طويلا في استخدام شاشة النقال (قرابة ثلاث ساعات يوميا)، والصدمة الأكبر أن 53% من أطفالهم لاحظوا افراط الآباء في استخدام الهاتف وتذمروا من ذلك.
    • عاملهم بثقة وتبع باعتدال نشاطهم (لا للتصنت، ولا للتجسس).
    ٦ إذا كانت الأسرة الأحادية الوالد لديها أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة يكون العبء التربوي مضاعفا جدا . تعقيبك
    لا شك أن في هذه الحالة ذات تحديات أكثر تعقيدا ومن الملاحظ أن كثير من هذه العوائل يقوم الأقرباء بالتعاون في تخفيف العبء كسبا للأجر وقياما بالواجب. وهناك حالات كثيرة حقق الأبناء ما يريدون رغم التحديات الاجتماعية…إن الدعم الاقتصادي والنفسي والاجتماعي والأكاديمي ركائز اجتياز المحنة. وإنني على يقين بأن هناك تجارب ناجحة -فردية ومؤسسية- في مجال الدعم التربوي لبناتنا وأولادنا من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الخليج. ومن التجارب الجيدة في كلية التربية الأساسية في الكويت تأسيس مركز الدعم التربوي وركن الأمل والنور في مكتبة الكلية … وهي منصات تقدم خدمات مجانية للطلبة وأسرهم بما يعزز وضعهم الأكاديمي ويذلل الصعاب. إن تشجيع المبادرات المؤسسية لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة تعليميا ضرورة مجتمعية تدل على صفاء وصدق النزعة الإنسانية.
    وهل من وصفة وقائية تقدمونها لأمهات وجدن أنفسهن بلا شريك يساعدها على رعاية أسرتها التي تحتوي على ابن أو أبناء معاقين ؟
    • التحلي بالصبر والاحتساب وفي الحديث النبوي الشريف الصبر ضياء.
    • الايمان بأن التحديات تعيد صياغة الإنسان إلى الأفضل إذا استثمرها بطريقة سليمة لهذا قال المعنيون بتهذيب النفوس يبتليك الله ليرفع قدرك، وينير دربك، ويصطفيك.
    • الاستفادة من خدمات المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة.
    • استشارة العقلاء والمؤسسات المتخصصة بتقديم المشورة والمعنية بمساعدة المعاقين.
    • تبادل الخبرات والمعلومات مع العوائل المماثلة.
    • يجب الإفصاح عن وجود الإعاقة للجهات التي يتم التعامل معها كي يتم تلبية احتياجات المعاق وفقا للقوانين التي تم وضعها لتذليل الصعاب.
    ٧. هل يجوز الاستعانة بأحد الرجال في العائلة للمساعدة على تربية الأبناء وخاصة الذكور؟
    هذه من محاسن العائلة المترابطة ومن بركات صلة الأرحام ولا ريب أن قيم التكاتف والتكافل من أبرز المسئوليات الاجتماعية، وهذا واجب إنساني متجذر في ضمائرنا. نعم يمكن الاستعانة بالآخرين وفق الضوابط الدينية والقانونية وبما يحقق مصلحة الأسرة وذلك كله في اطار محدد غير قابل للتمدد. من الأهمية بمكان مراعاة الضوابط الشرعية والقانونية في مسألة الاستعانة بالآخرين فالإنسان بقصد أو بلا قصد قد يتدخل في شئون الآخرين ويخدمهم ثم ربما أغوته أهواؤه فتصبح مضرته أكبر من نفعه ويصبح وصيا قاسيا وعنصرا للتأزيم وازدواجية القرارات. الطغيان آفة الإنسان ومن هنا لا يحق التصرف بمال اليتيم مثلا إلا بالتي هي أحسن وبما يصون مصالحه وللأسف هناك من لا يبالي بالزواجر والنواهي.
    ٨. هل بالضرورة الأبناء الذين يعيشون مع والد واحد أكثر عرضة للانحراف وارتكاب الجنح أو الجرائم؟
    لا طبعا ليس بالضرورة. هناك حتميات ومعتقدات عند البعض تغرس تصورات وتصرفات خطيرة يجب الحذر والتحذير منها لأنها تنعكس على سلوك الأبناء ومشاعرهم فما نعتقده يتحول لواقع في كثير من الأحوال وهذا الأمر يقع تحت دائرة البرمجة السلبية. الإهمال يجعل الأسرة مفككة قابلة للاختراق والاحتراق النفسي. لا ريب أن حسن التدبير وتربية هؤلاء الأبناء من عائل واحد أمر ميسور إذا بذلنا الأسباب وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ومَنْ يتحرَّ الخيْرَ يُعْطَهُ، وَمنْ يَتَّقِ الشَّر يُوَقَّهُ”. وهذا أصل أصيل في صياغة الشخصية الراشدة في جميع الظروف.
    ٩ إلى أي مدى حسن التواصل مع الأبناء يسهل على الوالد انشاء علاقة تربوية متزنة في الأسرة الأحادية الوالدية؟
    حسن التواصل عبر الحوار الراشد من الأمور التي تنمي الثقة وتعمل على انماء الشخصية وتوفر الأمن العائلي.
    ومن خلال الحوار الفعال تستطيع الأسرة التقرب إلى الأبناء ومعرفة ميولهم وخلجاتهم وطموحاتهم والصعوبات التي تواجههم. وبالتالي تستطيع الأسرة أن توجه الناشئة التوجيه السليم. وحسن التواصل هو حسن الاستماع ولباقة التفاعل وكلما استمعنا لهم في طفولتهم انصتوا لنا في كبرهم. حاجة الأبناء النفسية والاجتماعية لا تقل أهمية عن الحاجة الاقتصادية فعلى المربي توثيق الصلة الإنسانية مع أفراد الأسرة وهي اليوم مهددة بفعل انتشار التعامل الخاطئ مع العالم السيبراني فتصبح الأسرة محل السكن فقط ولكن التواجد الفعلي مع أصدقاء العالم الافتراضي مما يضاعف خطر المخاوف ويوهن الأواصر الأسرية ووشائجها العميقة.
    ١٠ النصائح الختامية
    إن مبادرة برنامج أسرتنا تطرح مواضيع قريبة من واقع الناس وهذا جهد إعلامي يساهم في مساعدة الأسرة التي تعاني من فقد الأب أو الأم في حمل رسالتها الإنسانية الخالدة في تربية الأبناء وصقل مهاراتهم ليكونوا لبنة صالحة في جدار المجتمع. وهنا أقول لمن مر بتجربة الطلاق أن ستر العيوب من أخلاقيات الفراق الجميل. ومن الأهمية بمكان نزع جذور الأحقاد والضغائن التي قد ترافق عملية الطلاق حماية من توريثها للأبناء. إن احترام الأبوين بعضهما البعض وخاصة أمام الأطفال خلق يكشف عن معدن أصيل في التسامح يحتاج إليه الأطفال لسلامة البناء النفسي عندهم. ويجب عدم التقوقع في آلام الماضي وعدم والتذمر واللوم وجلد الذات فالطفل لا ذنب له ومن الظلم أن نحمله نتاج تجاربنا الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock