م. شهد الناصر تكتب : مشاعرنا مع كورونا…
سبحان الله كيف بدأنا مشوارنا مع كورونا كيف بدأنا مشوارنا مع العزل المنزلي والحظر؟! ..
لقد بدأناه بالضحك والتسلية وتبادل النكت عن كورونا و التباعد الإجتماعي..
نضحك لنخفف مابنا.. فنحن مصيبتنا واحدة وعزاؤنا واحد..
كان العزل شي لم نعشه من قبل..شيء دخلَ لحياتنا وأصبح روتيناً حاولنا التعايش معه ..
شيئاً فشيئاً أصبحنا نملّ النكت التي استهزأنا بها على العزل وعلى المرض..
احساسنا الآن مثل ضحايا الحروب كل يوم مُرفق بعدد ضحايا جدد كل يوم نخاف أنْ نودع عزيز ..
أصبحنا في مرحلة الإشتياق ..فالتباعد الإجتماعي الذي كنا نستهزأ به أصبح يوجعنا يوجعنا جداً..
هاهو العيد أتانا غريباً دون صلاة عيد دون عناق دون لمّة الأهل والأحباب والأصحاب ..
تمر الأيام وتزداد صعوبتها..
والتحدي أصبح أصعب والمعركة أشرس..
إننا في مرحلة الملل والضجر ونعوذ بالله أن نسخط على أقدراه.
وليس لنا سوى أن ندعو الله أن يثبّتنا” اللّهم نسألك الثبات”
الثبات على المقاومة ..على الصبر .. على المصابرة..
نحن بشر نضعف ونحتاج أنْ نسند بعضناً..
كلنا نحتاج المصابرة وتذكير بعضنا بالصبر وعظيم أجره عند الله لكي لانسخط..
كلنا نعيش نفس الضيْق .. نفس الحسرات..نفس الشوق..
كلنا مُرهقون نفسياً ..
كلنا يفتقد لحياته السابقة وللسفر والمشاوير..
كلنا يعز عليه ألا يزور أحبابه..
كلنا مشتاق للسّلام والمصافحة والعناق مع أحبابنا..
إننا ياأصدقاء في مرحلة رباطة الجأش والصبر والمصابرة..
إننا الآن في جهاد ومجاهدة ..
في حِمْل وتَحمّل ..
كلنا الآن بحاجة للزاد والتزوّد فلنتزوّد بالإيمان واليقين بقدرة الله على تغيير الأحوال بطرفة عين.
كلنا بحاجة لبث روح التفاؤل والتسليم بقضاء الله ومؤازرة بعضنا البعض..
كلنا بحاجة لجرعات من الأمل و الحب واللّطف والحنان ..
جرعات من الإحتواء والمساندة والإبتسامة..
وسبحان من جعل الإبتسامة قفل لكثير من المشكلات و مفتاح لمشاعر عميقة حلوة..
جميعنا اليوم نحتاج لهذه الجرعات في البيت المعزول ..
فضمن البيت المعزول المساحة محصورة ولن تتحمّل المُتذمرين والمحبّطين والأنانيين ..
لامكان للمشاحنات والبغضاء .. لامكان لفتح الملفات القديمة والعتاب ..
لامكان للتسّلط والإستفزاز والعصبية والتشدد بالرأي ..
لاوقت لاستنزاف عاطفتنا وطاقتنا
مع العلاقات المؤذية النكدية ..
لاتسمحوا للشروخ أن تكبر بينكم رمموها بالحب ..
فسبحان من جعل الحب القوة العجيبة لمداوة الجروح والخيبات..
لامكان لنحرق قلوب بعضنا بل أنْ نُحيي بها كلَّ شعور جميل..
لامكان لنختنق ببعضنا بل أنْ نتقبّل بعضنا ونسند بعضنا لننجو من غرق هذه المحنة إلى شاطىء الآمان..
بقلمي الدافىء:
م.شهد الناصر