كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: عزلة .. وأفكار

” أعطتني القراءة عذراً مقبولاً لعزلتي ، بل ربما اعطت معزىً لتلك العزلة “

( البرتو مانغويل )

في مقال سابق تطرقت لعدة فكاهيات أثناء زمان أو زمن كورونا ، و هي حوادث قد تكون خيالية ، إنما عطفا” على مايحدث على أرض الواقع ، هي أقرب للحقيقية و إن كانت كحالة تفسية أكثر منها حادثة فعلية !

أسأل الزمن عن مستجدات كورونا ؟ ، يصرخ لا جديد ، حظر جزئي هو في الحقيقة اقرب للكلي ، الحياة شبة متوقفة إلا من انفاسنا ، يقول لي أحد الأحبة : نحن في سجن مفتوح !

قرأت أكثر من كتاب ، كنت و للحق لا استمر بقراءة الكتاب الواحد أكثر من نصفه ، لا اعلم مالخطب ، هل هو ملل ، الله أعلم ، الأكيد أني حاولت تفقد الكثير من الكتب التي لم تمسسها يدي منذ زمان ليس بالقصير ، بسبب إنشغالي بعدة أمور بالفترة الماضية ( طبعا” ماقبل كورونا ) إذ كنت إذا وجدت كتابا” يستهويني أشتريه و اضعه في خزانة الحفظ ، وأحيانا” كثيرة لم أكن افتح حتى صفحة منه للقراءة ، السبب بسيط و هو إني أصلا” منشغل ، لكن وجدت هذا الكتاب الذي فيه من أهتماماتي الكثير ، فأشتريه و أضعه بالخزانة على امل قراءته مستقبلا” متى ماسمح القدر بذلك ، و أظن هذه الطريقة اقرب لقاعدة ” لا ضرر و لا ضرار ” ، لا أنا الذي حرمت نفسي من كتاب قد لا اجده مستقبلا” (1 ) و بنفس الوقت هو في الحفظ بأي وقت بإستطاعتي إقتناءه و القراءة لصفحاته !

هنا سأتطرق لأمر مهم ، أسمع دائما” عن تجمعات تعنى أو تهتم بالقراءة ، لا اعلم عن المبادئ او النظم التي تقوم عليها لكني اعتقد أنها لتبادل الكتب أو مناقشتها او عمل جلسة حوارية حول كتاب معين ، أظنها كذلك ، و لكني أعتقد أن لافائدة منها ، ليس تقليلا” من الجهد أو عنها ، للقائمين و للهواة كل التقدير ، لكنني أتحدث عن كتاب ، أي و بصراحه ( أتحدث عن نفسي بالطبع ) لايمكنني أن اقرأ كتابا” و أدون ملاحظاتي عليه و على صفحاته ، و أعمل ملخصا” له !
هذه امور تصلح للقارئ المفروض عليه قراءة هذا الكتاب ، لأسباب اكاديمية او غيرها ، لكني أنا أقرأ للمتعة و للتفكر في
فكر الكاتب ، و ليس لعمل لكتابة ملاحظات او عمل تلخيص !

قد اعلق على الكتاب من منظوري الخاص ، كإشادة و لها أسبابها ، أو كإنتقاد و له أسبابه ، أما عمل ملاحظات و تلخيص ، لايبدو لي هذا عملا” مناسبا” ( مازلت اتحدث عن نفسي لأن لكل قارئ وجهة نظرة المحترمة ) و حتى الإشادة و الإنتقاد لاتأتي إلا لكتاب يكون قد اثر بي فكريا” أو علميا” ، ليس أي كتاب يستحق التعليق عليه ، مع ملاحظة بسيطة و هي ان هناك كتبا” من شدة الإعجاب بها لايمكنني كتابة أي ملاحظة او إعجاب ، لان اي كتابة عنها قد تخل بالمفهوم النفسي العام في خاطري نحو هذا الكتاب ، لو تسألني لماذا ؟
سأذكرك بشطر جميل في احد قصائد نزار الرائعة :
” الصمت في حرم الجمال .. جمال ” !

و من ناحية التعليقات أتذكر أنني علقت على أكثر من مقال محبة بكاتبه أو بموضوعه ، و بالطبع تكون هذه التعليقات مابيني و بين الكاتب ، و قد تحمل أحيانا” من الإسهاب في التعليق ، لكنها تبقى تعليقات و لاتغني عن المقال الأصلي ، و حتى التعليق قد يكون أقل مستوى من المقال الأصلي ، لكن ينظر له على إنه ” إبداء رأي ” و بإعتقادي التعليق الذي يخلو من الإنتقاد لا قيمة له ، لأن الإنتقاد يفتح عين الكاتب على أمور قد تكون فاتته في مقاله ، و هذا أمر عادي جدا” لأي كاتب ، فالكاتب غالبا” يجتاج ناقد حتى يقوم له كتابته ، و يساعده هذا النقد للتقدم في مسنواه ككل ، لذا تتبين اهمية النقد الموضوعي البناء و النقاد المميزين ذو الطابع الحيادي في التناول للمواضيع .. و هم في زمننا هذا نادرين !

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@


1_ حدث معي أكثر من مرة أن وجدت كتاب معين في معرض كتاب او مكتبة لبيع الكتب ، ثم لأي سبب لم أشتري الكتاب رغم إعجابي به ، و لما اتيت مرة اخرى بإقتناءه و شراءه ، لم أجده ، و تكرر معي ذلك عدة مرات ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock