أطفال «المطلقين».. ما مصيرهم خلال الحجر المنزلي؟
ريتشارد مورغان (نيويورك تايمز) – ترجمة: محمد مراح
في خضم انتشار فيروس كورونا المستجد في كل دول العالم، هناك معضلة كبيرة تواجه أطفال الأزواج المطلقين، ففي العادة تجدهم يتنقلون بين منزلين أو ثلاثة، لكن خلال الحجر المنزلي المفروض الآن في معظم الدول، قد يكون هؤلاء الأطفال عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.
وضع معقد
في الأسبوع الماضي، سلمت «ليا تشاب» أوراق الطلاق إلى زوجها السابق، الذي يعيش بشكل منفصل عنها منذ فترة، لديهما طفلان، غولدا (4 سنوات)، وتيدي (8 سنوات)، في الوضع العادي كانا يقسمان حضانة الطفلين بينهما خلال أيام الأسبوع، أما عطلات نهاية الأسبوع فكانت بالتناوب بين الزوجين في منزل كل منهما، وكان هذا اتفاق الحضانة بينهما، كان الوضع بالنسبة للطفلين فوضوياً وأثر في نفسيتهما، لكن انتشار وباء «كورونا» زاد الأمر سوءاً وتعقيداً.
وتقول «ليا تشاب»، التي تعمل مديرة مشروع لشركة بناء في بورتلاند، أوريغون: «الوضع مؤلم.. عملية تبادلنا في رعاية الأطفال كانت تتم في المدرسة.. وهي الآن مغلقة.. الوضع الآن محرج ومرهق للغاية».
أطفال الولايات المتحدة لأزواج مطلقين يبلغ عددهم حوالي 790 ألفاً، وهم يعيشون حالياً في حالة فوضى بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
بسبب الحجر المفروض، لم يتم فقط إغلاق المدارس، بل أيضًا العديد من الأماكن التي كان يستخدمها الوالدان كأرضية مشتركة لتبادل الحضانة، مثل دور السينما والمكتبات والمطاعم ودور العبادة والمراكز المجتمعية.
مشكلة تباعد
وأورد جاسون أوينز، محامي قانون الأسرة في بوسطن، عبر مدونته التي شهدت دخولاً كبيراً، مجموعة من الأسئلة عن ارتباط انتشار فيروس كورونا بحضانة أطفال المطلقين، وقال متسائلاً: «ماذا لو مرض أحد الوالدين خلال رعاية الأطفال؟ أو أصيب أحد الأطفال بالفيروس؟ ماذا لو طُرد أحد الوالدين من عمله ولم يستطع إعالة الأطفال؟ ماذا لو كان الشريك الجديد لأحد الوالدين مصاباً بالفيروس؟».
وتابع، متطرقاً لموضوع المشاحنات بين المطلقين، خاصة إن كان أحدهما لا يلتزم بممارسة التباعد الاجتماعي، وقال: «سيقوم أحد الوالدين بتوجيه سؤال إلى الطرف الآخر.. هل كنت تمارس التباعد الاجتماعي؟ لكن الطرف الآخر سيجيب: «هذا ليس من شأنك.. لدي الحق في طفلي، وسيتسبب ذلك في زيادة وتيرة القلق بين الطرفين».
يوم الثلاثاء الماضي، أصدر جون د. كايسي، كبير قضاة محكمة الوصاية ومحكمة الأسرة في ماساتشوستس، رسالة استشارية مفتوحة غير مسبوقة قال فيها: «في حالات الحجر الصحي المنزلي يجب على كلا الوالدين التعاون».
وقال المحامي أوينز: «إذا كانت المحاكم لا تعمل خلال فترة الحجر، فإن الكثير من الناس سيستخدمونها كذريعة لتحدي أوامر المحكمة».
بدورها، تقول كلوديا ريبيت، وهي محامية استئناف في قانون الأسرة بكاليفورنيا: «إن بعض الناس قد يحاولون الاستفادة من الفوضى»، مضيفة: «هناك الكثير من الحيل التي ستكون فعالة.. لدي عميل تدعي فيه زوجته السابقة أنها قد تكون مصابة بالفيروس وترغب في الاحتفاظ بطفلها، وهو الأمر الذي يبدو غير منطقي».
أخطاء مرتكبة
من جهته، يذكر تشارلز شرودر، مستشار برمجيات في نورث كارولينا، أنه عاد من مهمة عمل طويلة الأمد في لندن ليكون أقرب إلى أبنائه البالغين 8 و10 سنوات، وقد تواصلت معه والدتهما، (زوجته السابقة)، لتخبره أنه لا يجب أن يعود وأنه يجب أن يكون في الحجر الصحي، وقال «إنها اتهمته بعدم الاهتمام بصحة أبنائهما.. لكنها أذعنت في الأخير وحصل على الأولاد».
وتقول تريسي مور، وهي كاتبة في لوس أنجلوس وأم لابنتها البالغة من العمر 10 سنوات، التي تشترك في تربيتها مع زوجها السابق: «كان لدي طلاق ودي، زوجي السابق أخذ ابنته مؤخرًا إلى حفل عشاء في مطعم، وهو أمر لم أكن سأفعله أثناء تفشي فيروس كورونا، لكني لم أعلق كثيراً على الأمر رغم أنه خطأ جسيم».
ما يجب على المطلقين القيام به، خلال انتشار فيروس كورونا، هو الاهتمام أكثر بصحة الأبناء والابتعاد عن المشاحنات والمزايدات التي لن تكون في النهاية في مصلحة هؤلاء الأطفال.