د. بدر العيسى يكتب: الى كل من يجرم التعليم الإلكتروني
خرج علينا مجموعة من المحامين وأساتذة قانون أفاضل بتصريحات لإحدى الصحف منهم من يجرم التعليم عن بعد ومنهم من أدعى أن هذا النظام مخالف للدستور .. وهذا كلام لا يقبله عقل او منطق في حين انه ليس هناك نص قانوني او دستوري يدعم كلامهم بهذا الشأن ، ولكنها اجتهادات لم يحالفها الصواب .
التعليم الإلكتروني ليس بالجديد على النظام التعليمي في الكويت ولا على كل دول المنطقة ، وأقرب مثال هو استخدام التابلت في السابق وكان احد عناصر مشروع البنك الدولي لتطوير التعليم وتدرب عليه كافة الاساتذة في وزارة التربية وكذلك الطلبة وكافة العاملين في مجال التعليم . وكانت جامعة الكويت سباقة في هذا المجال منذ عدة سنوات ( في أواخر القرن الماضي) فهذا النظام ليس بجديد على الكويت .
هذا بالإضافة إلى أن استخدام التعليم الالكتروني او اون لاين في المدارس الخاصة من فترة طويلة وايضاً الجامعات الخاصة وطلبتنا في البعثات الخارجية مسموح لهم بالتسجيل على مقررات عن بعد على ألا يتجاوز بحد أقصي اربع مواد ، وهذا النظام مطبق في كل مدارس وجامعات العالم العريقة وخصوصا في المناطق التي يصعب على سكانها الوصول إلى المدارس او الجامعات ، وعمليات جراحية ممكن ان تجري عن بعد باستخدام الطبيب الآلي ، مدارسنا الحديثة صممت لاستخدام التعليم الذكي ، فالآن هو عصر التعليم الذكي شئنا ام ابينا وطلبتنا موهيئين أنفسهم تلقائيًا ومعظمهم لديهم المهارات التكنولوجية تفوق مهارات آبائهم وأمهاتهم وكل بيت لديه جهاز لوحي او تلفون وتلفزيون ، فكل الظروف المادية والمهارية والعلمية متوفرة لهذا النظام ، طبعًا كل نظام فيه ثغرات او جوانب سلبية من الممكن التغلب عليها إذا طبق النظام بالطريق السليمة وفوائد هذا النظام تطغي على سلبياته .
فالحديث عن مخالفات قانونية ودستورية وعقوبات تأديبية عند تطبيق هذا النظام .. هو حديث غريب جدا وأن يأتي من قانونيين وفي هذا الوقت الذي يجلس به ابناؤنا في البيت دون دراسة او تعليم حفاظا على صحتهم ، هذا ما هو إلا افتراء على مستقبل اولادنا ، في حين ان الشعوب الاخرى وفي وقت الأزمات تنتهز الفرصة لتطوير نفسها والتكيف مع الظروف العصيبة .
علينا ان نقدم فلسفة جديدة في التعليم تفيد هذا الجيل الذي يكرس معظم وقته مع الاجهزة اللوحية منهم للاطلاع على ما هو جديد ومنهم لممارسة الألعاب الالكترونية . وجلوس الطلبة في البيت دون دراسة عن بعد هذا يشكل ربكة وضغطا على الأهالي في كيفية شغل هذا الوقت الضائع ، وخصوصا للأسر التي يكون فيها الأب والأم لديهم وظائف عامة.
وهذا كله سوف يزيد من اعباء الحكومة في احتواء الازمة الصحية والمالية والتعليمية. الله يحفظ الكويت وأميرها وابنائها من كل وباء .