كتاب أكاديميا

أ. شروق المرزوق تكتب: عقد الأمانة

Twitter :shorouqalmutair

إن المربي هو الأسم الأول قبل أسم المعلم لكونه يربي النفس ثم يعلم العلم ، فيتوقف على عمله صلاح المجتمع و فساده ، وما أنزل من قدر التعليم إلا عندما نظر إليه  البعض على أنه وظيفة تؤدى لأجل مقابل مادي فقط ، فلما أمضيت أيها المعلم على عقد عملك فقد أمضيت على عقد الأمانة و المسؤولية ، فنحن كمعلمين من واجبنا الإصلاح و إزالة أي عائق يعرقل عجلة التعليم لأننا أصحاب مهنه عظيمة ، فكما ذكرت سابقاً أن عقودنا عقود أمانة فإهمالنا وتقصيرنا المتعمد دليل على تهاوننا بهذه المهنة الجليلة وعدم حرصنا على الأجيال التي تنشأ وتتعلم تحت أيدينا ، فكم من طالب تلاشت موهبته بسبب معلم ؟و كم من طالب كره المدرسة بسبب معلم ؟ ، إن دور المعلم لا ينحصر في المادة العلمية فقط بل يجب أن يكون أكبر من ذلك ،فبعض المعلمين لا يخرجون من إطار المعلم التقليدي العادي ، فهو لا يبذل أي مجهود ليطور من نفسه و من مهاراته و أسلوبه وذاته ، ويؤدي المطلوب منه فقط ، و يكتفي بترديد المنهج كل سنة دون أي إثراء يضيفه ويعتقد أن مهمته هي فقط التعليم بمفهومه المحدود، على عكس المعلم المتميز الذي يسعى دائماً بأن يكون أفضل من نفسه في السابق و يحرص على مواكبه تطورات التعليم و تنمية قدراته ، إن المعلم الناجح و المتميز يحاول دائماً ابتكار طرق جديدة لتقديم مادته العلمية و يسعى دائماً إلى التجديد، ، كي يصبح نجماً لامعاً في سماء التعليم ، ويترك أثراً طيباً في نفوس تلاميذه

أيها المعلم رب الأجيال واصنع الأبطال الذين سيعزون الأمة في المستقبل ، كن منفتحاً على الآخرين، تعلم من زملاء العمل و استشر ذوي الخبرة في المجال ، تعاون مع الجميع، فالمعلم صاحب الضمير الحي مغاير عن المعلم صاحب المصلحة فشتان بين طلابهما ، فلو غاب الضمير غاب كل شيء ،فشجع و حفز فلا تعلم مَن مِن طلابك سيكون ذاكراً وداعياً لك طوال حياته ، تذكر دائماً أن مهنتك من أشرف المهن و تعليمك للأفراد هو تعليم للمجتمعات بأكملها.

أعَلِمتَ أشرفَ أو أجل من الذي                 يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا.

سُبحانكَ اللهم خيرَ معلمٍ.                      علّمتِ بالقلمِ القرونَ الأولى

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock