كتاب أكاديميا

مريم الشمري تكتب: رسالتان وصفعة

أثناء تواجدي في المطار قرأت رسالة كُتبت لي منذ يومان، و لكن شعرت حينها بأنني يجب أن أقرأها ثانيةً .. قرأتها لعدة مرات و لعدة ساعات كنت أقرأ تلك الرسالة الجارحة و يتجدد جرحي و لكن ما لي أرى حتى جراحك  حب،           ورسالتك رسالة حُب؟ ما لي أراها قبلات و ليست صفعاتٍ صادمه، و بعد مدة قليلة حان موعد ركوب الطائرة وعيناي التي لطالما امتلأت بالحنان أصبحتا مرآتان للفجيعة مليئتان بالدموع والقلق،  “سيداتي سادتي ستقلع الطائرة الآن ” شعرت حينها أن قلبي وقع بين يدي و أن الكلمات التي كنت أريد كتابتها وقعت بين أقدامي. رحلتي لم تكن سعيده كباقي الرحلات الماضية، لم أكن الطفلة ذاتها التي كانت تشتم كل وردة في الشارع و تداعب الأطفال والقطة الخائفة تلك، أشعر بأن روحي نضجت لعشرة أعوام مِن رسالة؛ ١٠:٠٠ صَ ها أنا اعود لأكتب لك كل شي هنا يشبهك إلى ألان أرى عيناك في قعر كل فنجان أرى وجهك في أوجه الماره، و على الرغم من أني في مكانٍ آخر و بلدٍ آخر لا يحملك في أحضانه، إلا أنني في كل مرة أذهب بها إلى المقهى أجد أن كل شي يشبهك يحدق بي.. اللوحات، الكتب، اكواب القهوة، و السماء تحدق بي و تجلب لي ذكراك، و بعد ليالي طويلة مضت بنوم متقطع و مشاعر خانقة أتت لي رسالة أخرى .. رسالة أنهت جميع أفكاري و شكوكي و تعبي، اضعفتني ورققت قلبي، و لكن هذه الرسالة لم تكن فقط رسالة إنما صفعة أخرى تعاود كسر قلبي وتشتت ما تبقى من علاقتنا، أعلم أنك تراقبني إلى الآن أعلم أنك ستبحث عن الأشياء التي تخصني ستقرأ لي ستقرأني و تقرأنا ستعرف أنك المقصود و إن مكانتك لن تعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock