محمد السهلي تقرير بيئي يحذِّر من تغيرات مناخية مقبلة%13.1 من سكان البلاد تحت وطأة التغيُّر المناخيحذَّر تقرير مشروع البلاغ الوطني الثاني وخطة التكيف الوطنية من مشاكل بيئية ستتعرض إليها البلاد بسبب التغيرات المناخية في العقود المقبلة، قد تؤثر في صحة الأفراد ومصادر المياه والأحياء البحرية وتعرضها للمخاطر، إضافة إلى حدوث آثار سلبية على المناطق الساحلية، مبيّناً أن الجزر الشمالية ستتأثر كثيراً بتغيّر المناخ. وبحسب التقرير الذي أعّده أستاذ الجغرافيا في كلية العلوم الاجتماعية د. محمد السهلي، بإشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،فإن نحو %18.6 من جزيرة بوبيان ستكون مغمورة بالمياه حال ارتفع منسوب مياه البحر 0.5 متر، بينما ستغمر المياه نحو نصف الجزيرة إذا ازداد المنسوب بمقدار مترين بحلول عام 2080. وبيّن التقرير أن الأفراد المعرضين للخطر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر قد يصل عددهم إلى نحو 30 ألفاً و453 فرداً، أي ما يعادل %0.8 من سكان البلاد حالياً، بينما يؤدي ارتفاع المنسوب بمقدار مترين إلى تعريض أكثر من 52 ألفاً للخطر، وهو ما يعادل %13.1 من السكان الحاليين.المعرضون للخطرووفق التقرير، فإن السكان المعرضين للخطر هم الذين يسكنون في المناطق القريبة من السواحل، مثل منطقة الخيران، والسواحل الممتدة من ميناء الدوحة إلى مدينة الكويت، موضحاً أن هؤلاء سيتأثرون بشكل كبير بكل الاحتمالات، سواء ارتفع منسوب مياه البحر 0.5 أو متراً واحداً أو 1.5 متر أو مترين. وذكر التقرير أن المنطقة الساحلية على امتداد جون الكويت ستتأثر بارتفاع منسوب مياه البحر، خصوصاً الساحل الغربي بجانب ميناء الدوحة والمناطق المأهولة بالسكان، كما أن الساحل الجنوبي بجانب ميناء الشعيبة سيكون من ضمن السواحل المتأثرة بشكل كبير، مبيّناً أن هناك مساحات كبيرة ستتعرض للغمر وهي تعادل محافظتي مبارك الكبير وحولي معاً. وأشار التقرير إلى أن السواحل المعرضة للخطر تضم بنى تحتية مهمة وخدمات عامة كمستشفيات ومرافق تعليمية، كما أن بعض المناطق الحضرية التي تمتد على الشريط الساحلي لجون الكويت ستكون حساسة جداً لارتفاع منسوب مياه البحر، بما فيها المناطق الساحلية لمدينة الكويت وميناء الشويخ أهم موانئ البلاد.جودة الهواءوأشار التقرير إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحر بنحو متر سيغمر ما يعادل 229 كلم2 من الأرض، فيما يؤدي ارتفاع المياه بمقدار 1.5 ومترين إلى غمر 454 كلم2 و382 كلم2 من الساحل على التوالي، مشيراً إلى ضرورة سن قوانين للحد من الممارسات السلبية على السواحل لحماية الحياة الفطرية. وأشار التقرير إلى أن الأوضاع البيئية قد تعرّض حياة الأفراد للخطر نتيجة انخفاض جودة الهواء وحدوث موجات الحرارة المرتفعة وهبوب العواصف الترابية، التي ستؤدي إلى أزمات الربو ما يزيد الضغط على المرافق الصحية ويرفع معدلات الوفاة، مبيّناً أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر حساسية بين مرضى الربو. ولفت التقرير إلى أن درجة حرارة مياه البحر ستتغير بناء على التغيّر المناخي، مبيّناً أن ارتفاع الحرارة بشكل عام وفي فصل الصيف بشكل خاص يهدد النظام البيئي البحري، ويؤثر سلباً على الكائنات البحرية والربيان، وسيدفع كثيراً من فصائل الأسماك إلى الهجرة لبيئات مناسبة ما يقلل التنوع الحيوي في المياه الكويتية. وأضاف التقرير أن النمو السكاني السريع وزيادة الأماكن الحضرية ومحدودية المياه الصالحة للشرب من العوامل غير المناخية التي ستزيد تأثر البلاد بالتغيّر المناخي، مبيّناً أنه في عام 2035 يتوقع أن يزداد استهلاك المياه بنحو 2.24 مرة مقارنة بعام 2017، باعتبار حدوث نمو سكاني بمقدار %3.2.اختيارات التكيّف عدد التقرير اختيارات للتكيّف مع التغيرات المناخية، منها ضرورة تحديد المواقع التي ستتأثر بالتغيّر المناخي بشكل كبير، حتى يجري الاستعداد لتقديم الخدمات الصحية لساكنيها، إضافة إلى تغيير مواعيد العمل الرسمية لتّجنب الحرارة المرتفعة خلال اليوم، والتحذير من العواصف الترابية وموجات الحرارة. كما طالب التقرير بزيادة الوعي البيئي لدى صناع القرار في ما يتعلّق بخطورة ارتفاع مياه البحر، وذلك لدمج احتمالات ارتفاع منسوب مياه البحر مع خطط التنمية، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا للحد من هدر المياه.تكاليف بيئية وصف د. محمد السهلي منطقة الحرير بأنها مشروع حيوي يقام في منطقة الصبية وشمالها ويمثل رقعة حضارية تضاهي مدينة الكويت الحالية بامتدادها الحضري، ويعالج مشاكل مهمة، كالمشكلة الإسكانية والتركيز السكاني والضغط على الخدمات، كما يحقق فوائد اقتصادية متعددة، داعياً متخذي القرار إلى الاهتمام بالتقارير المعتمدة دولياً للتقليل من التكاليف البيئية للمشروع. وذكر السهلي أن جون الكويت مسطح مائي ضحل ودورة المياه فيه غير سريعة، ومن ثم فالملوثات تتركز به، لذلك على الدولة البحث عن حلول هندسية إنشائية للحد من التلوث عند إقامة أي مشاريع عليه، وهذه الحلول تجب دراستها من جميع النواحي البيئية من خلال التخصصات المختلفة.المصدر:القبس