د. حسين فولاذ يكتب: فن إحباط المبدعين؟!
ظهر في الآونة الأخيرة فن عجيب يتميز فيه بعض المسؤولين وهو “فن إحباط المبدعين”!! فتجد هناك موظف في وزارة أو مؤسسة ما مبدع ويعمل بكل إخلاص وتفاني ويطور من قدراته من خلال الدورات التي يشترك بها من ماله الخاص والاعمال التي يقوم بها من أجل رفع اسم المكان الذي يعمل فيه، فيقوم المسؤول باحباطه من خلال قتله مهنيا فلا تقدير ولا شي يذكر بل يحاربه من خلال ضغطه بالعمل واعطاءه تقدير ضعيف بالأعمال السنوية وتجميده ان تطلب الأمر!!!
فتجد طبيب أو مهندس أو استاذ جامعي متميز في مجاله ويشهد له الجميع بالكفاءة يقوم مسؤوله المباشر، صاحب الفن العالي بالاحباط، جاهدا في تدمير نجاحه من خلال احباطه ووضعه في مكان لايمت لتخصصه أو مجاله بصله، فيقوم هذا الموظف الناجح بترك عمله في محاوله منه أن يثبت وجوده وكيانه الذي تفنن المسؤول بتمزيقه سواء كان بالعمل في القطاع الخاص أو الهجرة خارج البلاد!!
الامثلة كثيرة جدا في جميع المجالات والتخصصات… والسؤال هنا لماذا يتفنن بعض المسؤولين بإحباط المبدعين؟!! وماذا يجني هذا المسؤول من هذا النوع من الفن؟!!
بكل بساطة.. بعض المسؤولين يشعرون بالنقص تجاه المتميزين والمبدعين، ويخشوون من نجاحهم وكفاءتهم ان يؤثر على مركزهم و يهز كراسيهم ومكانتهم. ولو كانوا يملكون رؤية واضحة لعملوا يدا بيد مع هؤلاء المبدعين، بل يجب أن يسخروا لهم كل ما يحتاجونه لتطوير العمل في مؤسساتهم واداراتهم. ولكن للأسف الحقد و الحسد في قلوب هؤلاء المتمركزين وأصحاب التفكير المحدود ساهم في تدمير نجاح الكثير من المبدعين ومزق أحلامهم!!
واخيرا..
يا أيها المسؤول الفنان في إحباط المبدعين يجب أن تعلم بأن النجاح والابداع لا حدود له ومهما بالغت بالفن الذي تتقنه في إحباط المبدعين، فإن التميز والابداع سوف ينتصر اخيرا، لأن التاريخ لم يذكر الفشله واعداء النجاح بل دائما ما يذكر الناجحين والمتميزين والمبدعين.