أ. أماني العلي تكتب: فاقد الشي يعطيه
قد نجد امرأة لم يرزقها الله الذرية ولكنها تزور دار الايتام للاهتمام وتهبهم دفء الامومة. وقد نجد محتاجاً يتسابق لمساعدة أي شخص بحاجة الى العون. ومن الممكن ان نصادف انسان يستمع لهموم غيره وهو بأمس الحاجة لمن يستمع له. احيانا يقدم الانسان لغيره ما يتمناه لنفسه . ويقول لغيره ما يريد ان يقال له .ففاقد الشي مدرك بشعور الحاجة والفقد والحرمان. لذا يسارع الى التقديم للناس ما يرجوه لنفسه.
ليس هناك قانون ينص ان ما نحن محرومون منه لا نستطيع اعطائه. قد يكون فاقد الشي يعطي عوضا عمل افتقده فهو يريد ان يراه في الاخرين. فربما انسان لم يعش السعادة لكن يستطيع ان يهبها للآخرين. فالأم التي فقدت الحنان في طفولتها تريد تعويض أطفالها عما سرق منها. الانسان يستطيع تعويض العواطف التي حرم منها ويرى فرحته في عيون غيره لأنه جرب مرارة الفقد. لذا من يقول ان فاقد الشي لا يعطيه فهو مخطئ.