«الطب» تلجأ إلى مؤسسة تركية لاعتمادها أكاديمياً!
لم تجد كلية الطب في جامعة الكويت بُدّاً، من اختيار رابطة التقييم والاعتماد للتعليم الطبي التركية TEPDAD، لترسيم اعتماد أكاديمي للكلية، بدلاً من الجهاز الأكاديمي وضمان جودة التعليم، الذي تعثّر في منح الكلية الاعتماد اللازم. وأعلنت كلية الطب في مذكرة، أعدتها للعرض على اجتماع المجلس الاعلى للجامعة المزمع عقده في موعده الجديد الأحد 28 الجاري، اختيارها لرابطة التقييم التركية، والتي اشترطت موافقة جهاز الاعتماد الوطني للبدء بإجراءات التقييم والاعتماد. ورغم أن مرسوم انشاء الجهاز نص على ان من مهامه منح الاعتماد الاكاديمي والمؤسسي لمؤسسات التعليم العالي، فإنه فشل في منح الاعتماد للكلية، بسبب ان «فاقد الشيء لا يعطيه»، حيث ان على الجهاز نفسه ان يحصل اولا على الاعتماد من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي، فهو لم يتمكّن من تحقيق الاشتراطات اللازمة لنيل ذلك الاعتماد، وهي ان يعتمد كلية طب اخرى بخلاف كلية الطب بجامعة الكويت، كي لا تكون الاخيرة اول كلية طبية يعتمدها. وجاء اختيار كلية الطب لرابطة التقييم التركية، بناء على توصية من رئيس الاتحاد العالمي للتعليم الطبي د.ديفيد جوردن، في حين طلبت الرابطة التركية موافقة جهاز الاعتماد الوطني قبل البدء في اجراءات اعتماد الكلية. وبيّنت الكلية في مذكرتها الحاجة الى اعتمادها من مركز اعتراف او جهاز اعتماد معترف به لدى المنظمة العالمية للتعليم الطبي WFME، لحصول خريجيها على برامج الإقامة او الزمالة في الولايات المتحدة، وعليه فإن الكلية اختارت الرابطة التركية، بدلا من جهاز الاعتماد المحلي، لكون الرابطة معترفاً بها بالمنظمة ولديها عضوية سارية المفعول حتى يوليو 2023. وكان جهاز الاعتماد اشترط في مخاطباته مع الجامعة ان تختار الاخيرة جهة اعتماد تتوافق مع معايير الجهاز لاعتماد برامج التعليم الطبي، على ان يقدم الجهاز الدعم والمساندة لكلية الطب لانجاح عملية الاعتماد، وان يرشّح الجهاز كوادر محلية للانضمام للفريق الخارجي للاستفادة من خبراتهم في مجال التقييم. واشترط الجهاز أيضا، تزويده بتقرير التقييم الذاتي والتقارير الدورية الاخرى لمتابعة الخطة الزمنية للحصول على الاعتماد. وجاء اختيار كلية الطب للرابطة التركية السالفة الذكر، بعد اجتماعات عدة بين الكلية والجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي، تبيّن خلالها عدم تمكّن الجهاز من اعتماد الكلية الطب، وبعد تعثّر الجهاز ايضا في الحصول على موافقة كليات طبية بالدول المجاورة لاعتمادها، كي يقيّمها، ومن ثم يمنح اعتماده لكلية الطب في الكويت. المصير نفسه تواجهه كليات أخرى كشفت محاضر اجتماعات الكلية مع الجهاز الوطني، عن مشكلة أخرى قد تواجه باقي كليات مركز العلوم الطبية، حيث يحتم على الجهاز تحديد موقفه من قدرته على اعتماد باقي كليات المركز، التي لا مثيل لها في القطاع الخاص في البلاد، وبالتالي فإنها معرّضة للوقوع في الموقف ذاته الذي واجهته كلية الطب ولجأت بسببه الى جهة خارجية لنيل الاعتماد. تساؤلات عن المعايير تساءل مراقبون عن قدرة جهاز الاعتماد الوطني على تقييم جامعات عالمية وإعداد قوائم بالجامعات المعتمدة لطلبتنا في الخارج، وفقاً للمعايير الأكاديمية التي يتبعها، في حين تعذّر عليه حتى الآن تطبيق معاييره لتقييم كليات جامعة الكويت أو مؤسسات التعليم العالي الأخرى في البلاد.