العميد بدر الغضوري: 109 قتلى ضحايا إدمان المخدرات في عام 2018
في ندوة نظمتها رابطة طلبة كلية القانون الكويتية العالمية
نظمت الهيئة الإدارية لرابطة طلبة كلية القانون الكويتية العالمية ندوة توعوية بعنوان: “المخدرات وآثارها” تحدث فيها مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد بدر محمد الغضوري، وحضرها رئيس مجلس الأمناء د. بدر الخليفة، والعميد المساعد للشؤون الطلابية د. صالح العتيبي، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، وحشد من الطلبة.
استهلت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها الطالب يوسف ياسين رئيس الهيئة الإدارية لرابطة الطلبة، شكر فيها العميد الغضوري على حضوره وتقديمه للندوة لما ستتضمنه من معلومات قيمة ونصائح وإرشادات ووقائع بحكم ما لديه من خبرة في مجال مكافحة المخدرات، ثم تحدث العميد الغضوري محاضرته منبها الطالبات والطلاب من صديقات وأصدقاء السوء الذين يستغلون صداقتهم لهم ويدفعونهم إلى طريق الإدمان بإهدائهم “حبة السعادة” التي تكون في الكثير من الحالات الخطوة الأولى نحو الإدمان، كما بين الفيلم الوثائقي “إشراقة أمل” الذي تم عرضه خلال الندوة.
ثم قدم العميد الغضوري مجموعة من الأمثلة المستمدة من الواقع والتي اطلع عليها بشكل شخصي حول الضحايا الصامتين من الأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات الجسدية حتى حدود القتل والجنسية من قبل الأهل في حال كان الأب والأم مدمنين أو كان أحدهما مدمنا، علاوة على الآثار النفسية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال التي تصحبهم طول العمر ما لم يتم إنقاذهم وعلاجهم، ولذلك أنصح بأن لا يتردد أي شخص عن الإبلاغ في حالة الاشتباه بتعاطي أحد أفراد الأسرة للمخدرات سواء كان الأب أو الأم أو الأخ حتى ننقذه من هذه الآفة القاتلة، التي أدت إلى مقتل 109 مدمنين في الكويت عام 2018.
وأكد العميد بدر الغضوري أن عناصر وضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات يخوضون حربا مع أعداء مجهولين ولذلك هم في خطر دائم خصوصا في ظل ازدياد عمليات تهريب المخدرات إلى الكويت برا وبحر وجوا بسبب قربها من المناطق التي يتم فيها إنتاج المواد المخدرة بكل أصنافها، وازدياد نسبة الإدمان بين الشباب من الجنسين الناتج عن نقص برامج التوعية وسبل الوقاية وتصدع منظومة القيم الأسرية والمجتمعية وضعف دور المؤسسات التربوية من جانب والانفتاح الحضاري والتطور التكنولوجي الذي لا يخضع للرقابة من جانب آخر .
وبالاستناد إلى الأرقام والدراسات التي قامت بها وتمتلكها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، قدم العميد الغضوري إحصائية عن مصادر الحصول على المخدرات بينت أن الأصدقاء يمثلون 75% من مصادر توفيرها للشباب، فيما يمثل التجار والمروجون نسبة 8,5%، والأقارب 4%، والصيدليات 3%، والمستشفيات 1,4%، أما بخصوص الفئات العمرية فتدل الإحصائيات على أن الفئة الأكثر تعاطيا للمخدرات هي من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من فئة 16-20 عاما حيث يمثلون نسبة 41%، تليهم الفئة العمرية من 21 – 25 سنة بنسبة 36%، وتبلغ هذه النسبة 14% لمن تتراوح أعمارهم ما بين 26 و 30 سنة وهكذا تتناقص النسب كلما ارتفع العمر لتبلغ 3% فقط لمن هم فوق الأربعين.
كما كشف العميد الغضوري عن دراسة ميدانية شملت طلبة من مختلف المراحل الدراسية بينت أنه في أغلب الأحيان يبدأ التعاطي في سن 15 عاما، وأن 33 من المتعاطين من حملة الدبلوم، 28 % من المرحلة الثانوية، وقد بينت الدراسة أن من أسباب الإقدام على التعاطي هو ضعف الوازع الديني، وحب التجريب والاستطلاع، والتفكك الأسري وقسوة الوالدين أو أحدهما تجاه الأبناء، وسوء اختيار الأصدقاء، والإثارة الإعلامية الناتجة عن متابعة الأفلام والمسلسلات.
أما عن الظواهر المصاحبة للإدمان فذكر العميد الغضوري أن من أبرزها: تقلب الحالة المزاجية لمتعاطي المخدرات، وإقدامه على السرقة لتمويل شراء ما يحتاج إليه، وكثرة تغيير الأصدقاء، واعتماد السرية في حياته وتصرفاته بعيدا عن عيون الأهل ومراقبتهم، وكثرة التوتر والعصبية لأتفه الأسباب، وتبدل شكل العيون، وضعف الذاكرة وتدهور التحصيل الدراسي، ووجود آثار الحقن على اليدين، وانتشار الحروق على الثياب من جراء إشعال السجائر دون تركيز والاحتفاظ بأدوات التعاطي وسوى ذلك من ظواهر.