أ.د. لطيفة حسين الكندري قدمت ورشة “تنمية عقل الطفل”
أكاديميا | خاص
قدمت أ.د لطيفة الكندري العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية التربية الأساسية وعضو اللجنة المنظمة العليا لمؤتمر الحماية الاجتماعية والتربوية والنفسية للطفل ورشة تدريبية تحت عنوان “تنمية عقل الطفل” وذلك ضمن ختام فعاليات المؤتمر المذكور الذي بدأ يوم الثلاثاء 12 فبراير الجاري. هدفت الورشة إلى تنمية وعي المربين، والطلبة بطرائق اكتشاف مواهب الناشئة، والارتقاء بها على أسس منهجية. أكدت الورشة على أهمية التربية العقلية في الفكر التربوي وكيفية توظيف معطياته واقعيا ودور كل من الأسرة والمدرسة. وتناولت الورشة نظرية هورد غاردنر؛ الذكاءات المتعددة، وفلسفة مالاجوزي في إيطاليا وتطبيقاتها التربوية من أجل اكتشاف القدرات الشخصية، وتحسين الأداء بما يتسق مع ثقافتنا العربية. وتم تقديم مجموعة تمارين تناقش أهم العقبات التي تواجه المربين في تنمية عقل الطفل وتوظيف النظريات المعاصرة في الحياة العلمية والعملية. وفي هذا المساق فإن اعمال الفكر وسيلة لاستقلال الشخصية فيفكر الطفل لنفسه بنفسه وكما يقول فلاسفة التربية “القصد من التربية أن تجعل من غلامك فتى يحكم نفسه، لا آلة يتحكم فيها الغير”.
ناقشت أ.د لطيفة الكندري تطبيقات الذكاءات المتعددة وعقبات توظيفها والحلول المقترحة استنادا لمحاور الورشة. كما أشارت إلى بعض التجارب الدولية الناجحة في موضوع تنمية قدرات ومهارات الطفولة من مثل تجربة ريجيو ايميليا الإيطالية والطفولة المبكرة والتجربة الروسية في مرحلة رياض الأطفال. وشرحت د. الكندري أهم المرتكزات الإسلامية في موضوع تنمية عقل الطفل حيث قالت أن التربية الإسلامية تقوم على تكريم الإنسان ورفع مكانته فقال سبحانه وقال: ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)” (سورة التين). والاسلام في هذا المساق يرحب بالتنوع، والاختلاف الصحي؛ “وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)” (سورة البقرة).
وأكدت د. لطيفة الكندري أن الذكاء يتمثل في مظاهر عديدة تدور حول قدرة الإنسان على مواصلة التعلم، والتكيف مع البيئة، وحل المشكلات، والابداع، واستيعاب الذات وتقبلها. وأن لكل إنسان الحد الأدنى من الذكاءات الحسابية واللغوية والحركية والمنطقية والموسيقية والطبيعية والعاطفية والاجتماعية ولكن التفاوت يكون في تنميها في جانب دون آخر بحسب طبيعة كل شخص من جهة، وبيئته الثقافية المساندة من جهة أخرى.
وأضافت أ.د لطيفة الكندري أن نظرية الذكاءات المتعددة تختلف تماما عن نظرية الذكاء العقلي التقليدي فالأولى واسعة المدى تنفع أكبر شريحة من المتعلمين، وتعلي من شأن التعليم وتحث على البذل والمثابرة والابداع بينما النظرية الثانية ضيقة المدى. النظرية الثانية للأسف هي المسيطرة على الساحة التعليمية لا سيما في العالم الثالث فما زالت الاختبارات والكتب المدرسية تدور حول قياس الذكاء العقلي وخاصة مهارة الحفظ والامتحان هو المحك في حين أن أسلوب حل المشكلات والمهارات الحياتية والذكاء العاطفي يكتسبها الفرد بالمصادفة ولا تحرص المناهج الحالية على غرسها في نفوس المتعلمين. التلقين العقيم يحطم التعليم ويكبل الفكر ويمنعه من الابتكار ويحرمه من الحركة الصحيحة.
وفي هذا السياق تعرضت أ.د. لطيفة الكندري للفكر التربوي الإسلامي وأبرزت نظريات الغزالي التربوية وسبل الإفادة منها لبناء شخصية الأطفال في ضوء الدراسات والممارسات التعليمية الحديثة. وتضمنت الورشة معرضا مصغرا يحتوي على مجموعة إصدارات تخدم أغراض الورشة.
وختمت د. لطيفة الكندري الورشة بتدريبات عملية لتنمية مهارات المشاركين في الدورة كما تم توزيع عدد من الاصدارات التربوية على جميع المشاركين.