فيصل المنَّاع أول محكِّم كويتي في منظمة الـWIPO ‏- المنظمة العالمية للملكية الفكرية

عوامل كثيرة أسفرت عن اختيار اللجنة المختصة باختيار المحكمين والخبراء الدوليين في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) التابعة للأمم المتحدة، فيصل المناع ليكون أول خبير ومحكم كويتي في المنظمة.
وقال المناع، الذي يشغل حالياً منصب مدير إدارة القضايا والتظلمات في مكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون الخليجي، إن أهم عوامل اختياره من قبل المنظمة العالمية، مسيرة كفاح امتدت 14 عاماً من الجهد والمثابرة، تجاوز خلالها الكثير من المعوقات والعثرات، مشيرا الى أنه يرى إنجازه الحالي بداية طريق طويل من الإنجازات المستقبلية لمصلحة البلاد والمجتمع الخليجي عموماً.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• حدثنا عن هذا الإنجاز الدولي الذي حققته؟
ـ خلال دعوتي إلى الانضمام عضواً في قائمة الخبراء والمحكمين الدوليين، وفقاً لما لدي من تأهيل أكاديمي ومهني وخبرات سابقة في المجال، جرى اختياري من قبل اللجنة المختصة في المنظمة العالمية والمخولة باختيار المحكمين والخبراء الدوليين في يناير الجاري، وتشرفت بأن أكون أول خبير ومحكم كويتي بمنظمة (wipo) وأدعو الله أن يقدرني لأمثل وطني خير تمثيل وأرفع علمه عالياً، فهو يستحق منا الكثير.
• ما أبرز العوامل التي أدت إلى نجاحك؟
ـ الإنجاز كان نتيجة لمسيرة كفاح امتدت لـ14 عاماً من الجهد والاجتهاد والمثابرة استطعت خلالها بتوفيق من الله، تجاوزت الكثير من المعوقات والعثرات، وكنت أحلم منذ الطفولة أن أحقق إنجازاً حقيقياً يفخر به وطني ومجتمعي الكويتي والخليجي عموماً، وهناك عوامل لكل نجاح وأهم عوامل نجاحي توفيق الله ثم صدق النية وتحديد الهدف وامتلاك الطموح والشغف.

منازعات الملكية 
• ما مهام واختصاصات منظمة WIPO؟
ـ هي منظمة عالمية للملكية الفكرية، تابعة للأمم المتحدة، تأسست عام 1967 بعد توقيع اتفاقية دولية في استوكهولم ودخلت حيز التنفيذ عام 1970، هدفها الأساسي توفير حماية دولية للملكية الفكرية والصناعية حتى لا تتعرض إنجازات واختراعات الموهوبين وخلاصة جهودهم الذهنية للسرقة والاستغلال في بلدان أخرى، وذلك لخدمة التقدم البشري علمياً واجتماعيا واقتصادياً إضافة إلى تعزيز مفهوم قيمة الفكر الإنساني والارتقاء والنهوض به.
• وما طبيعة عملك كخبير ومحكم دولي في مجال الملكية؟
ـ دوري كعضو في هيئة التحكيم والخبراء الفصل في منازعات الملكية الفكرية المعروضة على المنظمة التي قد تنشأ بين الأطراف، حيث نسعى لتقديم حلول بديلة أسرع وأوفر من التقاضي أمام المحاكم لفض المنازعات والاشراف على القضايا وتقديم الآراء القانونية، كما أن للثورة التكنولوجيا أثر كبير في تسارع الأحداث والتغييرات، مع تقريب المسافات التي سهَّلت التواصل والتنسيق بين الدول وفق الإطار التشريعي بشأن قوانين الملكية الفكرية.
• علمنا أنك مقيم حالياً في الرياض، فما السبب في ذلك؟
ـ كنت طامحاً إلى شرف تمثيل دولتي الكويت بمجلس التعاون لدول الخليج العربية – ومقره الرئيسي في العاصمة السعودية، وكان ذلك قبل 6 سنوات حظيت خلالها بشرف المشاركة وتمثيل دول الخليج بالمؤتمرات والمحافل الدولية المعنية بحماية الملكية الفكرية وحقوق المبتكرين خليجياً ودولياً، وما زلت مقيماً بالرياض حيث أشغل منصب مدير إدارة القضايا والتظلمات بمكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون خلال الفترة الراهنة.

شباب متميز
• ما تقييمك لمستوى الكويت في مجالي الإبداع والابتكار؟
ـ تمتاز الكويت بشباب مبدعين ومتميزين في جميع المجالات، أحرزوا مراكز متقدمة محلياً واقليمياً ودولياً وليس فقط وفقاً لمفاهيم الابتكار، بل في جميع المجالات سواء البحثية والأكاديمية أو الأدبية والفنية، وأيضاً في التكنولوجيا وريادة الأعمال، ولدينا الكثير من الجهات الداعمة والمحفزة للشباب لإبراز نجاحاتهم وتحقيق مراكز متقدمة، لكن أعتقد أن الأمر بحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين تلك الجهات حتى لا تتبعثر الجهود ولتحقيق مراكز أكثر تقدماً على مستوى العالم.
• وكيف يتحقق التنسيق والتعاون بين الجهات بوجهة نظرك؟
ـ يتحقق من خلال توحيد الجهود وتحديد الهدف والعمل وفق خطة للنجاح، أو بإنشاء هيئة معنية في حماية حقوق الملكية الفكرية تضم تحت مظلتها جميع فروع الملكية الفكرية، فكلما زادت معايير الحماية انعكس ذلك على نفوس أفراد المجتمع بالثقة والطمأنينة، وذلك كفيل برفع معدلات الابداع والابتكار في أي مجتمع.
• لمن تهدي إنجازك، وما رسالتك إلى شباب الكويت؟
ـ أهديه إلى سمو أمير البلاد وولي عهده والشعب الكويتي، وإلى كل من ساندني ووقف إلى جانبي، ورسالتي إلى الشباب، أدعو كل شاب الى تطوير مهاراته لتليق بمستوى طموحاته ومن ثم ستتحقق كل أمنياته من تلقاء نفسها، والكويت تنتظر منا المزيد من النجاحات، ولا شيء مستحيل فالمستحيل فكرة ابتدعها العاجزون وصدقها الخاملون.

بداية الطريق
أكد فيصل المناع رغبته في تحقيق المزيد من الإنجازات مستقبلاً، معتبراً أن لا قيمة لحياة الإنسان بلا دافع لتحقيق الرغبات والأحلام، مشيراً الى أن إنجازه الحالي بداية الطريق بالنسبة له وليس نهايته وأن لديه الكثير مستقبلاً.

188 دولة
بين المناع أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية يقع مقرها في جنيف، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 188 دولة بينها الكويت، مشيراً إلى أن المنظمة تدير وتشرف على معاهدات واتفاقيات دولية عدة بالوقت الراهن.

القبس