أخبار منوعة

«صغار السوشيال ميديا».. طفولة مُنتهكة بـ«إشراف عائلي»!

استخفّت إحدى شهيرات مواقع التواصل الاجتماعي، بالقوانين الضابطة، التي جرى تعميمها مؤخراً، لحماية الأطفال وعدم استغلالهم على تلك المواقع، فنشرت مقطعاً مصوراً لابنها أثناء إخباره بوفاة جدّته، لتبث ردة فعله وانهياره أمام آلاف المتابعين، من جهة أخرى قالت مصادر أن «الداخلية» استدعت 30 شخصاً من مشاهير السوشيال ميديا مؤخراً، وحذّرتهم من استغلال أطفالهم في الشهرة.

ورأى بعض رواد مواقع التواصل أن الرغبة في اجتذاب المتابعين باللعب على وتر عاطفتهم؛ طغى على مشاعر الأمومة لدى الراغبات في الشهرة، ودفع ببعضهن إلى تحويل طفله سلعة و«ترموميتراً» لزيادة أعداد المتابعين، والتكسُّب المادي جراء ذلك لاحقاً، مطالبين بمحاسبة مرتكبي مثل هذا الفعل الشنيع لردعهم ومنع تفشي السلوكيات السلبية المشابهة.
ويحظى الأطفال بحقوق كاملة ورعاية فائقة في قوانين الكويت مثلها مثل دول كثيرة، وتنص قوانين دول عديدة راسخة في الديموقراطية على عقوبات رادعة تطول حتى الأبوَين في حال تعرُّض الطفل الى القسوة والإهمال والتهميش، الى جانب وضع المسؤولية كاملة عليهما في توفير سبل رعاية الطفل كلها، لا سيما ما يتعلق بضرورة إلحاقه بالتعليم، وهو ما تمّ تضمينه في دساتير دول كبرى حرصاً منها على ضمان توفير أعلى درجات الحماية للأطفال.
وعند استطلاع آراء عدد من الأكاديميين حيال ظاهرة دفع الآباء للأبناء إلى دخول «العالم الافتراضي»، بالضغط المستمر عليهم أملاً في زيادة عدد متابعيهم، ومدى قدرة القوانين على منع استغلال الأطفال والزجّ بهم في أتون وسائل التواصل لأغراض مختلفة؛ من ضمنها الشهرة.
يرى أستاذ القانون في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.عبدالكريم العنزي أن الطفل الذي استغلت أمه براءته وصورت انفعاله لحظة تلقيه خبر وفاة جدته ونشرها على الملأ؛ تعرَّض إلى اساءة نفسية وانتهاكاً لحقه في الخصوصية، وعدم بث معلومات عن حياته الخاصة، وذلك استناداً إلى قانون حماية الطفل الذي يشدد على عدم تعريض الأطفال إلى أي إساءة معنوية.
وأضاف العنزي أن المادة الـ91 من القانون تعاقب كلَّ من مارس ضد الأطفال أي شكل من أشكال العنف أو الإساءة النفسية أو الإهمال والقسوة والاستغلال، بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، وغرامة مالية لا تتجاوز ألفَي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين، وضاعفت المادة الـ94 من القانون العقوبة المقررة لأي جريمة تقع على الطفل حال ارتكبها أحد والديه.

خالف تُعرف
من جانبه، أكد أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.موسى الرشيدي أن بعض مشاهير مواقع التواصل يتعمدون نشر الأمور السلبية وغير المقبولة اجتماعياً لكي يتداولها المتابعون في ما بينهم، مبيناً أن الأسباب النفسية وراء هذا الفعل هو هوس الشهرة والاستعداد لعمل أي سلوك لزيادة المتابعين، وهو ما تنطبق عليه مقولة «خالف تُعرف»، مبيناً أن هذا السلوك تقوم النساء بفعله أكثر من الرجال.
من جانبه، قال أستاذ علم النفس في كلية التربية الأساسية د. فريح عويد إن ما يتعرض له الأطفال على مواقع التواصل يمثل انحرافاً لقيم المجتمع، مبيناً أن حقوق الطفل أهينت من قبل بعض المشاهير الذين فضلوا الكسب المادي على الأخلاق التي يجب غرسها في الأطفال والحفاظ على مشاعرهم وحمايتها.
وأكد ضرورة اتخاذ الجهات الرسمية إجراءات لوقف استغلال بعض «الفاشنيستات» للكذب والتضليل واستغلال الآخرين للتسويق وجني الأرباح، موضحاً أن لتلك السلوكيات آثاراً نفسية وأخلاقية لا تحمد عقباها وينبغي منع انتشارها في المجتمع لحماية الأطفال من الأفعال غير المسؤولة.

الرشيدي: استفزاز المجتمع لزيادة الشعبية

استنكر أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية د. موسى الرشيدي تصوير الأطفال في لحظات ضعفهم وانتهاك خصوصيتهم والاستعراض السلبي بهم من قبل بعض المشاهير، مؤكداً أن ذلك أمر مرفوض لأن توثيق تلك الحالة يؤثر سلباً في الطفل طوال حياته، مؤكداً أن مواقع التواصل دفعت بعض الأفراد إلى استفزاز المجتمع لزيادة شعبيتهم وجماهيريتهم بنشر مقاطع غريبة وبعضها مؤذٍ.
وأوضح الرشيدي أن بعض المشاهير لا يهمهم رفض المجتمع لتلك السلوكيات، ويعتبرها بعضهم الآخر «حرية شخصية»، كما يستهجن الأفراد الفعل في البداية وربما يتقبلونه لاحقاً، لا سيما أن بعض الأفراد قد يتسامحون مع الأم حال قدمت اعتذاراً أو مبرراً منطقياً لفعلتها، مشدداً على ضرورة تدّخل القضاء لمنع تفشي مثل هذه الظواهر.
ولفت إلى أن تصوير الأطفال على مواقع التواصل قد يكون له جانب ايجابي إذا كان بهدف اظهار مواهب الطفل برضاه، حيث يعزز تقدير الذات والثقة بالنفس، بينما يتمثل الجانب السلبي في تقليد الطفل للبالغين وهو ما يؤثر سلباً في شخصيته ونضوجه العاطفي.

إسقاط الحضانة
من جهته، ذكر أستاذ القانون د. يوسف الانصاري أن القانون كفل للطفل الحماية عبر تلقي البلاغات المقدمة في حال تعرُّضه لأي حادث عنف، ثم رعايته وتقديم العلاج والدعم الطبي والنفسي اللازم له كما ورد في الباب الثامن من الحماية الجزائية للطفل وفق نصوص القانون.
وأضاف الأنصاري أن قانون الطفل جاء ليقدم كل سبل الحماية الواجب توفيرها للطفل عبر المتابعة وتخصيص مكاتب معنية لاستقبال الشكاوى، لافتاً إلى أن القانون يضع الحاضن أو المكلف بالرعاية أمام المساءلة القانونية في الحالات المختلفة التي قد تحدث نتيجة إهماله وعدم متابعته وتقديم رعاية اللازمة للطفل، مما ينتج عنه إسقاط حضانة الطفل وتكليف حاضن آخر مناسب وفق ترتيب الأولويات القانونية والإجراءات اللازمة.

مكتب حماية الطفل: إجراءات حاسمة تنتظر الأم

ضجّت وسائل التواصل بردود فعل غاضبة، أول من أمس، إثر توثيق «فاشينيستا» لحظة إخبارها ابنها بوفاة جدته ونشر التوثيق لمتابعيها، حيث ظهر الطفل يبكي بحرقة وانفعال، معربين عن استغرابهم لهذا الفعل، ومتسائلين عن السبب الذي دفع إلى توثيقه؟
وتداولت الحسابات الإخبارية والشخصية مقطع الفيديو على إنستغرام وتويتر بشكل واسع، منتقدين الفعل الذي فسّر بعضهم دوافعه بأنها «هوس الشهرة» جراء توثيق مثل هذه اللحظات التي يفترض أن يكون المرء متأثراً فيها وغير راغب في تصوير جزعه ونشره للعامة. وأعلن مكتب حماية الطفل في الكويت عبر حسابه في «تويتر»، أمس، إحالة المعنية وطفلها إلى الجهة المختصة في وزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وكتب المكتب أيضاًَ: «شكرا لتعاونكم. تكاتف جهودنا وجهودكم هو ما يضمن مستقبلاً أفضل لأطفالنا».

المصدر:
القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock