واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تكرّم رواد الأعمال التكنولوجية الشباب في ختام النسخة الثانية من الأكاديمية العربية للابتكار
اختتمت مؤخرًا فعاليات النسخة الثانية من الأكاديمية العربية للابتكار، وهي ثمرة التعاون بين واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، والأكاديمية الأوروبية للابتكار. وتكلل حفل الختام باحتفالية تخرج تم عرض ابتكارات المشاركين فيها.
وتُعتبر الأكاديمية العربية للابتكار أول وأكبر برنامج من نوعه لريادة الأعمال في المنطقة، وتهدف لتزويد رواد الأعمال في قطر ومنطقة الشرق الأوسط والمجتمع العالمي بالمهارات التي تسمح لهم بإطلاق شركتهم الناشئة خلال 10 أيام فقط. وقد أتاحت سُبل التعليم الاختباري المسرّع للمشاركين إمكانية الوصول إلى أدوات وأساليب حديثة في مجال ريادة الأعمال، واشتملت على تكوين الفرق، وتطوير الفكرة، وعرض المنتج أمام أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين. وقام المشاركون خلال المسابقة بتطوير ابتكارات تكنولوجية جديدة، وتسويقها في سوق حقيقية توفر مراجعة تقييمية من قبل العملاء.
واستقطب البرنامج، الذي بدأ في 2 يناير، نخبة من الخبراء المرموقين وأكثر من 160 مشاركًا تم اختيارهم، من أصل 900 تقدموا بطلباتهم، فضلاً عن 25 متحدثًا، و37 موجهًا ومستثمرًا، يمثلون نحو 30 جنسية مختلفة. كما شهدت نسخة هذا العام من الأكاديمية العربية للابتكار مشاركة واسعة النطاق من قبل السيدات العربيات.
وأعرب السيد يوسف عبدالرحمن صالح، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عن فخره بنجاح الفعالية، قائلًا: “أنا في غاية الفخر بما أنجزناه خلال النسخة الثانية من الأكاديمية العربية للابتكار، حيث تمكنت معظم الفرق المشاركة من إتمام مشروعاتها خلال رحلتها معنا. وتُعد الأكاديمية العربية للابتكار واحدة من المبادرات الريادية للواحة، كونها تسمح لنا بترجمة التزامنا بدعم ريادة الأعمال التكنولوجية على أرض الواقع في قطر، من خلال الاحتضان، والتمويل، والتدريب، والتوجيه، وتوفير شبكة اتصال مع بيئة الابتكار التكنولوجي في المنطقة والعالم. ونحن نؤمن أن هذا البرنامج يُساهم بشكل كبير في تعزيز التنوع الاقتصادي في قطر وتطوير رأسمالها البشري. كما أننا ننظر قدمًا إلى تثقيف الجمهور العام وتوعيته بالمنافع المهمة التي يوفرها برنامج الأكاديمية العربية للابتكار، وحثّ الشباب في قطر والمنطقة على المشاركة بشكل أكبر خلال نسختنا الثالثة في العام القادم”.
ومن جهته، علّق السيد ألار كولك، رئيس الأكاديمية الأوروبية للابتكار، قائلًا: “نفخر جميعًا في الأكاديمية العربية للابتكار بإجراء النسخة الثانية من البرنامج، بالتعاون مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا ومؤسسة قطر. وقد رحبنا هذا العام بعدد قياسي من المشاركين القادمين من كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتمكن الطلاب هنا من اكتساب المهارات والثقة اللازمة لإنشاء شركاتهم الناشئة من الصفر، فضلًا عن تعلّم كيفية توفير قيمة مضافة فريدة من نوعها في عالم ريادة الأعمال والابتكار”.
وأردف بالقول: “لم يكن هذا البرنامج التغييري الفريد من نوعه قابلاً للتحقيق دون الرؤية الرشيدة والقيادة لمؤسسة قطر وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. وتسمح شراكتنا هذه بتمكين الشباب حتى يطوروا المهارات الأساسية اللازمة التي من شأنها الارتقاء بالآفاق المستقبلية للمنطقة”.
تصدت الأفكار المبتكرة التي أبدعتها عقول الفرق المشاركة للعديد من المعضلات العالمية، على غرار تعزيز اهتمام الأطفال بالقراءة، وإعادة استخدام المخلفات الصناعية، وتسهيل عملية العثور على المتبرعين بالدم. وقد شملت الحلول قطاعات متنوعة مثل الصحة والتعليم والإنشاءات والعقارات والسياحة.
وقبل يومين من حفل التخرج، استعرض رواد الأعمال التكنولوجية أفكار شركاتهم الناشئة أمام المشاركين الآخرين، والموجهين، والزوار، في معرض مفتوح للشركات الناشئة، حيث أجابوا على الأسئلة ذات الصلة بمنتجهم ومفهوم شركتهم. وكان المعرض بمثابة تدريب للمشاركين قبيل يوم تسويق منتجهم النهائي.
وخلال العرض النهائي، استعرضت الفرق العشرة الأفضل أفكارها أمام المستثمرين، وحصلوا على تقييم نقدي مهم من المستثمرين، مما سيساعدهم على تطوير مفاهيم العمل بشكل أفضل.
وحل فريق “سلامات – إي” الذي طور تطبيقًا جوالًا يُمكن استخدامه كجواز سفر صحي في المرتبة الأولى لنسخة 2019 من الأكاديمية العربية للابتكار. والتطبيق متصل بنظام تحديد الموقع GPS كما أنه يحتوي على معلومات حول الأمراض الوبائية الموجودة في وجهة السفر، فضلًا عن وسائل الوقاية واللقاحات الضرورية. ويضم الفريق كلا من بشار شوار من جامعة بوليتكنك فلسطين، وشيماء المهداوي من جامعة محمد السادس لعلوم الصحة في المغرب، وبولينا لادشنكو من المدرسة العليا للاقتصاد بروسيا، وطارق عثمان بابكر من جامعة النيلين في السودان، ويافا عبدالرحيم من جامعة بيرزيت في فلسطين. ونال فريق “فلاي ستوريز” المرتبة الثانية عن ابتكاره لمنصة توفر للأطفال تجربة قراءة تفاعلية وللمؤلفين منفذًا لنشر قصصهم.
وضم الفريق كلًا من أبو بكر عقلة، وغدير أبو عودة وعمر أباد من جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وجليلة راشد الشرقي من جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، وتسنيم إسماعيل من معهد الدوحة للدراسات العليا، قطر.
وحل فريقا “آي توك” و”ويلز أون كليك” في المرتبة الثالثة، حيث قدم الأول مفهومًا لمنظومة متكاملة تمكّن الأشخاص المعوقين من التواصل بأعينهم. وضم الفريق كلًا من عبدالقادر كدار وسامية شريفي من جامعة أبي بكر بلقايد في الجزائر، وعبدالله عبدالوكيل ودوجوكان أكسو من جامعة إسطنبول في تركيا، وشيخة السبيعي من جامعة قطر.
أما “ويلز أون كليك” فقد أنشأ منصة تسمح لأصحاب السيارات المستخدمة نادرًا بالتواصل مع أشخاص يحتاجون سيارة لفترة قصيرة من الوقت. وتتبع هذه المنصة مفهوم Airbnb الذي يسمح للمستخدمين بالبحث عن السيارات أو عرضها للإيجار. وضم الفريق كلًا من أبيمانيو سيني من معهد الهند للعلوم، وفتح الرحمن آدم من جامعة النيلين في السودان، وجاريما ناتاني من معهد الهند للتكنولوجيا، وأميمة هلال الكثيري من الكلية التقنية بعبري في سلطنة عُمان، ووصال أحمد خاطر بخات من جامعة الزعيم الأزهري في السودان.
وحول تجربتها في الأكاديمية العربية للابتكار، قالت شيماء عضو الفريق الفائز بالمرتبة الأولى: “لقد وفرت هذه الفرصة لنا تجربة غيّرت مسار حياتنا. لقد كان من الرائع أن نلتقي الموجهين والأشخاص الذين سيدعموننا ويعملون معنا”.
وأضافت: “بالرغم من أننا لم نلتق إلا مؤخرًا، فقد كان تناغمنا رائعًا، مما ساعدنا كثيرًا على الفوز بالمرتبة الأولى. ونحن الآن فريق من رواد الأعمال الذين يعملون على مشروع واحد، وتطويره وتنميته، حتى نتمكن من إحداث تغيير في دولنا المختلفة”.
وعلّق ساندر فان در بلونك، أحد المستثمرين والشريك المغامر في شركة هايوود أن سونز، قائلًا: “أقدر عاليًا الأشخاص الذين قدموا إلى هنا كأفراد وتمكنوا خلال أسبوعين فقط من العمل في فرق، ليخوضوا معًا تجارب شيّقة وصعبة، لإيجاد الحلول والبدء بإنشاء شركتهم الناشئة. لقد كانت العروضات التي قدموها في غاية الروعة، وإذا كانت هذه الفرق قادرة على أداء كل ذلك، فإن المنطقة ينتظرها الكثير. وأنا أتوقع الكثير من الإبداع مستقبلًا”.
كما أعرب الموجهون عن بالغ شكرهم لفرصة المشاركة في الأكاديمية العربية للابتكار. وفي هذا الصدد، قال علي السهلي، المهندس المساعد الأول الذي يعمل في مجال تطوير البرمجيات في قطر للبترول: “لقد أحببت التفاعل مع الأشخاص الآتين من خلفيات وثقافات مختلفة. ولا شك بأن فرصة مساعدتهم على التحسن ورؤيتهم يتطورون هي أمر مجز بالفعل”.