كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: الراية السوداء 

           منذ سنوات مضت خرجت للعالم منظمة إرهابية تحت مسمى الإسلام. لتفسد في البر والبحر وتعيث في الأرض الفساد. 
منظمة جمعت تحت مظلتها كل من يود الجهاد والاستشهاد تحت رايتها السوداء. 
دولة الإسلام في العراق والشام أو كما يسمّون باختصار داعش. داعش التي بدأت بالخروج إلى العالم بعد تدرجها وتغلغلها في مجتمعات شتى وكيانات متفرقة لتدخل عقول وقلوب الشباب المندفع المتهور وتسوقهم كالأنعام الشاردة تسرق شبابهم الفتي وتخلد حروفها الأربعة في تاريخ الجريمة والإبادة. 
داعش والتي تتخذ الإسلام ستارا ً يقربها من الشباب المتعصب لتستدرجهم إلى غاياتها الأكثر سُمّية وتغرر بهم بعد ذلك. والذين لا يمثلون لتلك الخليات الإرهابية إلا كبش فداء وطُعم سهل ترميهم وقتما شاءت لتنفذ عمليات أكبر وأهم من مجرد عمليات قتل. هدفهم أوسع من مجرد أن تكون آلة جزر، فهم يريدون تشويه صورة الإسلام وترسيخ فكرة إرهابية الدين وغلوه وتشدده. يريدون تمزيق راية الإسلام وتفريق شمل المسلمين وتوزيعهم. 
داعش منظمة لم تخرج من العدم ولم تكن يوما ً مجموعة من الشباب المسلم المتهور. داعش أكبر من ذلك. فهي فكرة تمت برمجتها وترسيخها في العقول وتضخيمها من خلال الدعم المتآمر والتابع لأجندات غرضها غرس الفتن وتدمير صورة الإسلام وكذلك من خلال الترويج الإعلامي الذي يمثل لداعش فرصة ذهبية تتضخم بها وتعلو سمعتها أكثر وأكثر.
لذلك كلما وقعت جريمة اغتيال في دولة هنا أو هناك، يتم تبنيها من قبل المنظمة التي تحمل إسم الإسلام ولا تحمل معانيه. وعلى سبيل المثال لا الحصر،  فإن أخر عمليات الدهس التي حصلت في إحدى الدول الأوروبية تحملت مسؤوليتها الكاملة منظمة داعش. فهي تتبنى أغلب عمليات القتل المتوحشة وإن لم تكن بالفعل لها. وستظلكذلك تسفك الدماء وتستبيح الأعراض تحت ذريعة الدين الإسلامي. وتتبنى عمليات اغتيال أكثر لتُدخل الرعب في القلوب.
ستستمر داعش بتحمل مسؤوليات جرائم أكبر وأوسع حتى يحين وقت إخماد الراية السوداء وحين يكف الدعم عنها وحين تُستغل بالكامل وتُنفذ المقاصد.
حينها ستتبخر حروفها الأربعة وستصبح في طي الكتمان، صفحة سوداء كرايتها مليئة بالخزي والعار ورائحة الدماء.


                                              سوسن إبراهيم محمد 
                          @SawsanIris3                                              

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock