أخطاء في التربية تؤدي لتنشئة طفل نرجسي
بحسب نظرية عالم النفس سيغموند فرويد عن اضطراب الشخصية النرجسية التي أوضحها في أطروحته التي نشرت عام 1914 بعنوان “مقدمة إلى مفهوم النرجسية”، فإن النرجسي يتميز بالغيرة من الآخرين والعجرفة عليهم.
كما أنه يعاني من فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين وعدم تقبلها والسخرية منها.
وتشير الدراسات إلى أن النرجسية أكثر شيوعا لدى الرجال مقارنة بالنساء، وهناك عدة تفسيرات لهذا الفرق بينهما، مثل أن طبيعةالهرمونات في جسم المرأة تدفعها للتصرف بتفانٍ أكثر.
ووفقا لدراسات وخبراء، فإن هناك عوامل تربوية قد تزيد من خطر تطوير شخصية الطفل النرجسية، منها:
أولا: تقييم الطفل وتعظيمه أكثر من الواقع (overvaluing)، فالآباء الذين يخبرون أطفالهم بأنهم أكثر تميزا أو يستحقون أكثر من غيرهم قد يلعبون دورا في تطوير النرجسية.
ومع أن الوالدين قد يبالغان في تقدير إنجازات طفلهما بهدف تعزيز احترامه لذاته، فإن ذلك قد يؤدي إلى تعزيز صفات نرجسية ولا يتوقف عند شعور الطفل بالثقة بنفسه.
ثانيا: مدح ذكاء الطفل وليس إنجازاته، إذ إن المدح المفرط للذكاء والقدرات الفطرية الأخرى، يمكن أن يؤدي إلى شخصية نرجسية.
في المقابل، يؤدي الثناء على عمل الطفل الجاد وجهوده إلى تعزيز دوافع القيام بعمل أفضل.
ثالثا: الحب المشروط، إذ ينشأ بعض الأطفال في بيئة يحصلون فيها على الحب فقط إذا حققوا شيئا، مثل نجاح دراسي أو رياضي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشعور بالهوية.
وتكمن هذه المشكلة في أن الأب لا يكون مهتما بطفله أو بما يجعله سعيدا، بل كل ما يهمه هو أن تبدو العائلة جيدة للبيئة المحيطة، مما سوف يشعر الطفل بالأمان فقط إذا كان “الأفضل”، مما يؤدي إلى الميول النرجسية.
هذا التقدير المتدني للذات سيؤدي إلى شعور الطفل كما لو أنه يضطر إلى إخماد الآخرين من حوله، حتى يشعر بالرضا عن نفسه.
رابعا: الإهمال، إذ قد يؤدي إهمال الوالدين للطفل إلى تطويره مفهوما غير واقعي عن نفسه، مع شعور مضخم بالذات كآلية لمواجهة إهماله واحتقاره من قبل الأهل، فيصبح نرجسيا.
المصدر : تايم