وائل المطوع يكتب: سمو الرئيس والنهج الجديد
افاق اهل الكويت منذ يومين على امطار الخير والبركة التي غمرت شوارع الكويت من شمالها الى جنوبها وتسببت سيول الامطار بفيضانات عديدة في طرقات الكويت ومدنها وتوقفت الحركة في الخطوط السريعة والداخلية وتعرض العديد من المواطنين الى خسائر مادية جسيمة نتيجة غرق منازلهم وسراديبهم بالكامل وكل ذلك كان بالطبع بسبب سوء الصيانة لمجاري الصرف الصحي، والحقيقة ان هذه الامطار لم تأت بشكل مفاجئ حيث عانت دول الخليج الشقيقة من نفس المشكلة بالايام الماضية وقد كانت تصريحات القياديين في وزارة الاشغال والهيئة العامة للطرق ان الوضع مطمئن واننا مستعدون لموسم الامطار الا ان الواقع كان مخالفا لهذه التصريحات وعلى اثر ذلك اعلنت الحكومة يوم الثلاثاء يوم عطلة رسمية لجميع الدوائر والهيئات الحكومية.
وقد تصدر المشهد فعلا واعلاما رجال الادارة العامة للاطفاء وتعاملوا مع الحدث ، ادارة وافراداً، بكل حرفية وجدية وتواصلوا مع الاعلام بشكل رائع ومتواصل بالتزامن مع الاحداث وكان دورهم عظيما في انقاذ ارواح المواطنين الذين علقت سياراتهم في برك الماء التي انتشرت في كل انحاء الكويت فلهم منا كل الشكر.
وقد صاحب هذه القضية استياء شعبي كبير عبر عنه المواطنون بجميع وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء موقف سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على مستوى الحدث حيث تواجد سموه منذ الصباح الباكر في غرفة العمليات وخرج للاعلام وتحدث بكل شفافية.
وفي نفس اليوم اعلن مجلس الوزراء بناء على توجيهات سمو الرئيس عن احالة مدير عام الهيئة العامة للطرق للتقاعد كما اعلن وزير الاشغال عن وقف الوكيل المساعد لهندسة الصيانة والوكيل المساعد للهندسة الصحية عن العمل لشهرين بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة.
وقد جاءت هذه الاجراءات الصارمة بعد ايام قليلة من اجتماع سمو رئيس مجلس الوزراء مع جميع القياديين بالدولة واعلان سموه عن محاربة الفساد وانه سيعفي اي مقصر من عمله وتلا ذلك جولات قام بها سموه على الوزارات لتعلن عن نهج جديد شعاره المعلن العمل الجاد ومحاربة الفساد ومحاسبة كل مقصر والحقيقة انه ليس الاجراء الاول لسمو الرئيس فقد سبق ذلك احالة وكيل وزارة التربية والوكيلة المساعدة للتقاعد نتيجة ازمة المكيفات الشهيرة كل ذلك يجعلني اشعر بالتفاؤل في المرحلة القادمة الا ان هناك اجراء آخر تمنيته وهو احالة القياديين المقصرين للنيابة خاصة اذا كان الامر به عقود كبيرة ومناقصات وملفات ثقيلة تثير الشكوك.
فالاحالة للتقاعد لا تكفي لردع اي قيادي عن ممارسة الفساد والسؤال الاهم هنا هل بعد هذه الاجراءات والحزم عالجنا المشكلة؟
سمو الرئيس: نبارك جهود سموك ونشيد بها لكن يجب علاج المشكلة من جذورها فالعلة تكمن في طريقة اختيار القياديين فالمحسوبية والمحاصصة والتعيينات الباراشوتية هي الواقع المرير لذلك يجب علاج هذه العلة ليكون لدى مجلس الوزراء فريق قادر على تنفيذ خطة التنمية والوصول الى تحقيق الرؤية السامية لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه الكويت 2035.
ورسالتي اليوم لسمو رئيس مجلس الوزراء احسنوا اختيار القياديين واستعينوا بقادة ليكونوا خير عون لكم.
واتمنى مبادرة سموك بزيارة بيوت المواطنين الذين تضرروا جراء السيول التي غمرت الكويت فزيارتك لهم ستكون مثل البلسم على قلوبهم وكذلك يجب تعويضهم ماديا عن الاضرار المادية الجسيمة التي لحقت بممتلكاتهم. لماذا يذهبون الى المحاكم في بلد الخير؟ يجب على الحكومة ان تكون هي المبادرة بتعوض المواطنين لان المتسبب كان جزءاً من فريق الحكومة وانسداد مجاري الصرف تتحمله الحكومة.
كما اتمنى من سموكم ان تصدروا توجيهاتكم الكريمة بتوفير خدمة ادخال فلاش الى كل هاتف نقال تنقل فيه توجيهات وتعليمات الدفاع المدني الى المواطنين والمقيمين ويتم توجيه الرسائل المهمة والتحذيرات حفاظا على الارواح والممتلكات كما يمكن توجيه رسائل امنية كاختطاف طفل او ضياع طفل بحيث تعمم مواصفات الخاطف او سيارته وبذلك يمكن لكل مواطن او مقيم ان يكون خير عون للجهات الامنية.
وفي الختام أسال الله العظيم ان يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه وان يشفي معالي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح وان يرجعه الى ارض الوطن سالما معافى بإذن الله.