(زري عتيج) و(جليب نخم) و(الجاروخ) مهن مارسها الكويتيون قديما ثم اندثرت
مارس أهل الكويت قديما مهنا بسيطة وشاقة طلبا للرزق لكن أبناء الجيل الحالي بالكاد سمعوا بها مثل (زري عتيج) و(جليب نخم) و(الجاروخ) التي اندثرت مع الوقت إثر تطور الزمن والحداثة.
وعن ماهية هذه المهن قال الباحث في التراث الكويتي حسين القطان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن تسمية مهنة (الجاروخ) مشتقة من لفظ (جرخ) وهي كلمة أصلها فارسي وتعني مسؤول الحراس.
وأوضح القطان أن (زري عتيج) إحدى المهن الكويتية القديمة وتعود تسميتها إلى الشخص الذي يسير في الطرقات ويصيح بأعلى صوته (زري عتيج) مبلغا بذلك الأهالي باستعداده لشراء البشوت القديمة وبعض العباءات والأثواب النسائية المستعملة لاسيما المستخدمة في الأفراح وتكون مطرزة بخيوط (الزري) المذهبة.
وأضاف أن هذا الشخص كان يضع على ظهره كيسا خاصا لجمع (الزري) وهي الخيوط الذهبية التي يتولى استخراجها من البشوت والأثواب القديمة التي اشتراها قبل أن يذوبها ويعيد تصنيعها وبيعها للصاغة من جديد لكن بسعر أعلى.
وعن مهنة (جليب نخم) ذكر أن هذه التسمية مؤلفة من كلمتين أولاهما (جليب) وتعني البئر والثانية (نخم) أي كنس وتنظيف البئر من الأوساخ والقاذورات التي تقع فيها.
ولفت إلى أن من يعملون في هذه المهنة قديما كانوا في العادة من كفيفي البصر يتخذون من تنظيف (القلبان) أي آبار الماء المنزلية مهنة لهم حيث يمرون على البيوت بين الفرجان والسكيك ويصيحون بأعلى أصواتهم مرددين كلمة (جليب نخم).
وبين أن الجليب عندما يحتاج إلى (خمام) أي تنظيف من المخلفات والأوساخ أيا كانت أو في حالة عدم وصول (الدلو) إلى الماء داخله تتم الاستعانة بممتهن ال(جليب نخم) الذي يتولى النزول إلى أسفل البئر لتنظيفها واستخراج ما فيها من مخلفات.
وقال القطان إنه عادة يعمل في مهنة (جليب نخم) شخصان أحدهما كفيف البصر ويتفقان على أجرتهما مع صاحب البئر قبل تنظيفها ثم ينزل إليها العامل الكفيف في حين يبقى الآخر أعلاها وذلك أن الكفيف لا يرى أي حشرات أو زواحف أسفل البئر قد تسبب له الخوف فيترك المكان.
وأشار إلى أن العامل الكفيف ينزل إلى أسفل البئر بواسطة الحبل ويتولى تنظيفها مما علق بها ويضع المخلفات والمياه المتسخة في دلو في حين يتولى زميله في الأعلى سحبه وإفراغه في (الحوش) أي فناء البيت أو في (السكة) أي الشارع الخارجي أمام المنزل. (كونا)