كتاب أكاديميا

د. حليمة الفيلكاوي تكتب: أمي، أبي أنتم قدوتي

 

 

        تعد تربية الأبناء في زمننا هذا من الأمور المهمة والصعبة، والتي يجب أن نلتفت البها بصورة جادة وأن نعطيها حقها من الاهتمام، فالأجهزة الذكية أفلتت زمام الأمور من أيدي الكثير من الآباء والأمهات، وأصبحت هذه الأجهزة هي المربي والموجه لسلوكيات الأبناء وطريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض، بل وأصبحت مصدر سيء، لذلك نرى أن تربية الأبناء أصبحت مهمة لا يستهان بها بل ويجب علينا توعية المقبلين على الزواج أو المتزوجين بأهميتها، وتبدأ تربية الأبناء في ضبط سلوكياتنا أمام الأبناء، كما أن للأب دوراً خطيراً في تربية أبنائه، بداية من سن الطفولة المتأخرة وحتى سن بداية البلوغ؛ إذ يغلب على هذه الفترة سرعة الاستجابة والتأثر، وتقليد المثل العليا إذا رأوا أمامهم النموذج والقدرة المحببة إلى نفوسهم.

ولتطبيق هذا يجب على الوالدين اتباع عدة توجيهات:

 أي مشكلة يتم النقاش فيها بين الزوج والزوجة بعيدا عن الأبناء.
 الاتفاق على طريقة مناسبة في التربية، فلا يعنف أحد الأبناء في حين الطرف الآخر يعزز نفس السلوك الذي قام به الطفل.
 التربية الدينية وغرسها منذ نعومة أظافر الأبناء تلعب دورا مهما وضروريا في ايقاظ ضمير الأبناء، والمراقبة الذاتية لأنفسهم، فيلتزم الأبناء بالصلاةوالصيام والتحلي بالقيم الحميدة، ومراعاة تحفيظهم لكتاب الله عز وجل.
 الفصل ما بين دور الموظف في العمل وما بين دوري في التربية، فلا نأخذ من العمل سببا يلهينا عن دورنا الأساسي وهو التربية، كما يجب متابعة وملاحظة سلوك الأبناء.
  أنتما قدوة للأبناء، لذا دعوهم يرونكم قدوة طيبة يحتذى بها في القول والفعل.
 الاحتضان مهم جدا في تربيتنا لأبنائنا، فلا عيب أن تكون قاعدة يومية لنا بأن نوفر الحضن واللمة والقبلة لأبنائنا يوميا، فهذا يعزز الجانب العاطفي ويقوي العلاقة بين الآباء والأبناء.
 من الجميل مشاركة الأبناء في هواياتهم والاستمتاع بالوقت معهم وذلك للتقرب منهم.
 احترام خصوصية الأبناء، فالأبناء لهم عالم خاص بهم وحدهم، وحاجاتهم المختلفة، فيحرص على تنميتها، ويتعرف بعدها على حدود ملكية الآخرين.
 حسن التوجيه وذلك باختيار طريقة اللطف واللين في التوجيه والنصح للحفاظ على كيان الأسرة والبعد عن أساليب العنف والقسوة التي تولد الجحود وتكسر روابط المحبة.
 التعرف على نقاط ضعف الأبناء، ونقاط القوة وذلك للعمل على تقوية الضعف فيها.
 عدم النقد كثيرا والتركيز على الإيجابيات لرفع الروح المعنوية، وبث الثقة في روح الابناء.  
 الاتفاق على أن ما يدار في بيتنا هو خصوصية لنا لذا يجب علينا عدم افشاء الأسرار عند أحد.
 من الجميل أن نجعل الأبناء يشاركوننا أحلامنا وطموحاتنا، كيف لا ونحنقدوة لهم في كل شيء، فيتعلمون منا كيف يصنعون أحلامهم في أرض الواقع ويستمدون القوة منا.
 التربية شاقة خاصة في زمننا هذا، لذلك يجب علينا التحلي بالصبر عند قيامنا بعملية التربية، وطول البال مع الأبناء، ولا تنسوا أنكم آباء وأمهات تريدون تغيير فكر الأبناء للأفضل، وترك أثر طيب تذكرون به.

إن الهدف من عملية التربية الصحيحة الحصول على مجتمعٍ متماسك ومتمسّك بالعقيدة الإسلامية، والقيم والمبادئ، وذلك من أجل تفادي جميع الأمور التي تعرّض المجتمع للانهيار وتذكروا أن الأبناء صفحة بيضاء أنتم من تخطون عليها نمط وسلوك أبنائكم، فالتربية بالقدوة الحسنة هي أعظم تربية علمنا اياها نبينا الكريم محمدصلى الله عليه وسلم-.

 

 د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي أستاذ مساعدقسم علم النفس/ كلية التربية الأساسية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock