قسم اللغة الفرنسية بجامعة الكويت .. مصدر إشعاع حضاري وثقافي للغات العالمية الحية
لطالما اهتم الكويتيون بالاطلاع على شتى الثقافات في العالم والانفتاح على حضارات الآخرين وأقبلوا بدأب على تعلم مختلف اللغات العالمية الحية ومنها اللغة الفرنسية.
ولا يخفى على المهتمين الاتساع والغنى الذي تتميز به اللغة الفرنسية التي أوجدت حاضنة لها يعبر عنها مفهوم (الفرانكوفونية) أو الدول والشعوب الناطقة باللغة الفرنسية وهو ما انتبهت إليه الكويت وأخذت تهتم به وتشارك في الاحتفالية العالمية للفرانكوفونية التي تقام في ال20 من شهر مارس من كل عام.
ويعتبر قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة الكويت من أحدث الأقسام في الكلية اذ أنشئ عام 2014 ويضم أكثر من 300 طالب وستة أعضاء في هيئة التدريس مما يعد دليلا ماثلا على تلك الاهمية الخاصة واهتمام الكويت بهذه اللغة الحية.
ويبدأ الطالب أولى مراحل التأسيس اللغوي في القسم بمواد تختص بالقراءة والاستيعاب والمحادثة والكتابة والقواعد ثم مرحلة اللغة والمعارف وتضم مواد اللغويات والأدب وغيرها كما يضم القسم تخصصا مساندا في الترجمة.
وأصدر القسم في 20 مارس 2017 مجلة فرانكوفونية هي الاولى من نوعها على مستوى دول الخليج وذلك تزامنا مع الاحتفال العالمي بالفرانكوفونية.
وجاءت فكرة إصدار المجلة من الاستاذ المتخصص بعلوم اللغة في القسم الدكتور هاني قطب الذي أشرف عليها بالتعاون مع الأستاذ أرون فيتينادان وبدعم من رئيس القسم آنذاك الدكتور يعقوب الشمري الذي يشغل حاليا منصب الملحق الثقافي في سفارة الكويت بباريس.
وتم اختيار أعضاء المجلة التي تصدر في شهر مارس من كل عام من طلبة القسم وتحتوي على عدة أقسام ومواضيع مثل الترجمة والثقافة والرياضة والمناقشات.
ويتم في كل عدد التركيز على اللغة الفرنسية حيث ركز العدد الأول عليها عموما في جميع الدول الفرانكوفونية تحت شعار (نحو عالم متنوع) فيما ركز العدد الثاني على اللغة الفرنسية في دول الخليج العربية تحت شعار (الكويت لؤلؤة الخليج).
وتهدف المجلة إلى إتاحة الفرصة للطلبة للمشاركة وتحسين مستواهم وأدائهم في اللغة وإتاحة الكتابة في العديد من الجوانب وتنمية بعض القدرات الصحفية لديهم إضافة إلى تزويد القراء الفرانكوفونيين بمعلومات عن تاريخ الكويت.
وفي هذا السياق قال الدكتور قطب اليوم الأربعاء إن فكرة إنشاء المجلة انبثقت بغية خلق نشاط داخل القسم خصوصا لتحسين مهارة الكتابة لدى الطلبة لافتا إلى وجود عدة صعوبات واجهتهم بشأن المجلة لاسيما فيما يتعلق بالميزانية لطباعتها.
وأشار قطب إلى أن فكرة المجلة نالت إعجاب الطلبة خصوصا أنها أعطتهم الفرصة للكتابة في العديد من المواضيع باللغة الفرنسية مضيفا أن “محتوى المجلة وأقسامها قابلة للتعديل حيث يتم إعطاء الأولوية للموضوعات ذات الأهمية للشباب.
وأعرب عن الأمل أن يتسع نطاق المشاركة ونشر المجلة في المستقبل وأن يتم تداولها في منطقة الخليج وذلك لجذب الناطقين باللغة الفرنسية في هذه الدول.
من جهتها قالت المنسقة الإدارية في القسم فاطمة الناصر في تصريح مماثل إن هناك إقبالا ممتازا من الطلبة على قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها إذ يضم القسم حاليا أكثر من 300 طالب وطالبة.
وبينت الناصر أن صحيفة التخرج تحتوي على مقررات عدة في علوم اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي والفرانكوفوني والثقافة وغيرها الكثير إضافة الى المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والمحادثة.
وأوضحت أن بإمكان الطالب اختيار التخصص المساند في الترجمة أو اختيار تخصص مساند من كليات وأقسام الجامعة الأخرى المختلفة مشيرة إلى أنه بإمكان طلبة الأقسام العلمية الأخرى من الجامعة أيضا اختيار تخصص اللغة الفرنسية كتخصص مساند.
وعن مجالات التوظيف المتاحة للطلبة بعد التخرج ذكرت أن المسميات الوظيفية التي يشغلها خريج قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها في سوق العمل الكويتي طبقا لديوان الخدمة المدنية هي (مدرس لغة فرنسية) و(مترجم) و(منسق إداري).
وعن المجلة الفرانكوفونية أفادت الناصر بأنها عمل طلابي رائع ومفيد جدا إذ تحتوي على العديد من المشاركات في موضوعات متنوعة مثل السياسة والثقافة الكويتية والسياحة وغيرها من الموضوعات باللغة الفرنسية.
بدورها قالت الطالبة في القسم دانة إن اختيارها لهذا التخصص يعود الى شغفها بالترجمة إلى جانب حبها لتعلم اللغات.
وأضافت دانة إن المجلة الفرانكوفونية تجسد الجهود المشتركة بين الأساتذة وطلبتهم مشيرة الى أن اكثر قسم نال إعجابها هو قسم الترجمة.
ولفتت إلى أن الاقبال على تعلم اللغة الفرنسية في ازدياد بعد أن كان في البداية بسيطا جدا مبينة أن أوجه الاهتمام بها في السابق كانت محدودة لكنها في ازدياد وتطور.
يذكر أن الكويت تحتضن المركز الفرنسي لعلم الآثار والعلوم الاجتماعية الذي يمارس نشاطا في سبر أغوار أرض الجزيرة العربية من أجل اكتشاف حضاراتنا القديمة.
كما تشارك الكويت دول العالم لاسيما الناطقة باللغة الفرنسية الاحتفال باليوم العالمي للفرانكوفونية الذي يعد يوم تأسيس المنظمة الدولية للفرانكفونية التي تعد أم منابر الثقافة الفرانكوفونية. (كونا)