طالبان كويتيان يسعيان الى اطلاق اول صاروخ مداري من الكويت
عالم الفضاء والفلك بكل ما يحتويه من غموض وأسرار يعد محط شغف الانسان الذي شغل بالتفكير فيه منذ ان وطئت قدماه الارض سعيا منه لكشف أسراره وفك طلاسم غموضه عبر سبر أغوار الكون برحلات فضائية مأهولة او غير مأهولة للعثور على اجوبة عن تساؤلات طرحتها البشرية على نفسها.
هذا الشغف دفع العديد من الدول الى تجنيد علمائها لاكتشاف عالم الفضاء الخارجي عبر إطلاق صواريخ مدارية وأقمار صناعية وبناء تلسكوبات بصرية فلكية عملاقة للنظر إلى مجال أكثر عمقا في الفضاء.
ورغم ان الاسلام كان له الفضل الأكبر في نهضة علم الفلك عند المسلمين في عصرهم الذهبي فان اهتمامهم بهذا الجانب تراجع شيئا فشيئا الى ان اصبح في حده الادنى في عالمنا العربي بعدما كان للعرب حضورهم في علم الفضاء والفلك قديما.
ومن هنا تولدت فكرة مشروع الطالب الكويتي ناصر اشكناني الذي انشأ شركة تعليمية خاصة به تهتم بعلوم الفضاء والفلك ونشر هذه العلوم والتعريف بها لاسيما لدى الاطفال من خلال ورش عمل ودورات تعليمية متخصصة تناسب جميع الفئات العمرية.
وبعد اجتهادات شخصية من الطالب اشكناني وقراءته للعديد من الكتب التي تخص علوم الفضاء وصناعة الصواريخ بدأ بالعمل على بناء اول صاروخ مداري محلي يطلق من الكويت الى الفضاء بعد حصوله على تخويل رسمي.
وبدأ فكرته بانشاء نموذج صاروخ مداري (كي اس آر 1) الذي يعد نسخة اولية للصاروخ (كي اس آر 2) الذي سيطلق بعد عامين من الكويت الى الفضاء الخارجي في تجربة هي الاولى من نوعها في الكويت والوطن العربي.
وباشر أشكناني بمساعدة زميله سليمان الفهيد بصناعة الصاروخ مستعينين بنصائح وتوجيهات عدد من المتخصصين في الخارج.
وفي لقاء اجرته وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع الطالب أشكناني اليوم الاثنين للحديث عن تجربته الفريدة قال ان شغفه بعلوم الفضاء والفلك بدأ منذ طفولته وهو ما دفعه الى تحقيق الحلم الذي طالما كان يراوده منذ الصغر “والامل الذي كنا نتطلع اليه لرفع اسم الكويت عاليا واثبات ان شبابها قادر على مواكبة الدول المتطورة في علم الفلك والفضاء”.
وأوضح انه انتهى مع زميله الفهيد من صنع الصاروخ التجريبي الاول للنموذج الاولي للصاروخ (كي اس آر 2) الذي يهدف الى قطع مسافة اثنين كيلو متر عن سطح الارض.
وقال ان الصاروخ (كي اس آر 1) الذي صنع إطاره الخارجي من الالمنيوم ويبلغ طوله مترا واحدا يحتوي على نفس مكونات الصاروخ الاصلي (كي اس آر 2) مؤكدا ان الصاروخ حظي بقبول من مجلس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية.
وأضاف انه من المقرر ان يقدم بحثه كاملا في الاول من شهر اكتوبر المقبل معربا عن الأمل في ان يحظى المشروع بدعم الجهات المعنية في الدولة لإكمال مسيرته في هذا الجانب.
وذكر ان الصاروخ (كي اس آر 2) البالغ طوله اربعة امتار يزن 300 كيلو ويعمل على وقود يحتوي على كحول الميثانول واوكسيد النيتروس في الحالة السائلة موضحا انه سيقطع مسافة 100 كيلومتر وهي المسافة نفسها للخط الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء.
وبين أشكناني ان من مهام هذا الصاروخ دراسة الطبقات العليا للغلاف الجوي ودراسة ميكانيكية اطلاق الصاروخ.
وحول الهدف من انشاء الشركة قال اشكناني ان تأسيس شركته التعليمية جاء انطلاقا من احساسه بالمسؤولية تجاه المجتمع وتعريف المواطنين لاسيما الاطفال بتاريخ صناعة الصواريخ وتزويدهم بالمعلومات الكافية التي تتيح لهم فرصة عمل صاروخ مائي على أرض الواقع واطلاقه بناء على المعلومات المكتسبة من هذه الدورات التعليمية.
ورأى ان مرحلة الطفولة هي المرحلة العمرية الانسب لاكتساب المعلومات كونها فترة تأسيس مهمة تسهم في خلق جيل يهتم بمجال الفضاء.
وقال انه يقدم كذلك دورات خاصة لتعليم التصوير الفلكي واستخدام التليسكوب والكاميرات لتصوير الاجرام السماوية مضيفا “ان شركته زودت مركز عبدالله السالم الثقافي بتلسكوبات وصواريخ مائية”.
وأعرب أشكناني عن رضاه التام عن حجم الاقبال على الشركة رغم انها لم تكمل عامها الاول موضحا ان عدد المنتسبين الى الدورات التي تنظمها الشركة يبلغ 30 شخصا.
وقال انه يتطلع الى ان تكون الكويت رائدة في مجال علوم استكشاف الفضاء والفلك مؤكدا ان هذا الامر ليس مستحيلا لاسيما ان العالم اليوم مدرك لاهمية هذا المجال والاستثمار فيه.
وأفاد بان معظم المهتمين والباحثين في هذا المجال يرون انه بحلول العام 2025 سيكون مجال اكتشاف الفضاء سوقا قائما ومؤثرا بشكل كبير على اقتصاديات الدول.
وقال “نحن نطمح الى ان تكون الكويت ضمن هذه الدول المساهمة في تنوع الاقتصاد والنهوض به عبر انشاء شركات متخصصة بعلوم الفضاء وهذا الحلم قد يصعب تحقيقه حاليا لكن سنسعى اليه حتى وان استغرق ذلك 20 عاما”.
ونصح أشكناني الشباب الكويتيين بالتزود بعلوم الفيزياء والرياضيات وإطلاق خيالهم الخصب لاستكشاف ما يكتنف الفضاء من غموض ومحاولة ايجاد الحلول لاي مشكلة تواجهها البشرية معتمدين في ذلك على منهجية علمية ومفاهيم مادية اساسية للتحقق من جدواها.
من جانبه قال محمد العبيدي وهو احد الأعضاء المنتسبين الى الشركة ل (كونا) ان تجربته في علم الفضاء والفلك تعد أولى تجاربه خارج نطاق الدراسة لمزاولة نشاطاته العلمية مع مجموعة من الشباب المهتمين بعلوم الفضاء موضحا ان الشركة وفرت لهم المنصة لتبادل المعلومات والخبرات والاستفادة منها.
واضاف “نحن نسعى بالتعاون والتنسيق المشترك الى صنع منتجات علمية تعليمية بأيدي كويتية بدلا من جلبها من الخارج”.
من جهتها اعربت سارة المراغي التي شارك ابناؤها في دورة تعليمية لصنع صاروخ مائي في حديث مماثل ل (كونا) عن اعجابها بحماس وابداع القائمين على الشركة والمشاركين في دوراتها.
وقالت ان ابناءها شاركوا بحماس لافت في تركيب اجزاء الصاروخ واطلاقه معربة عن فخرها بوجود مثل هذه الطاقات الشبابية المبدعة التي سيكون لها مستقبل واعد متى ما توفر لهم الدعم اللازم. (كونا)