كتاب أكاديميا

م. شهد الناصر تكتب : رسائل سرّية إيجابية

غربة تعتري كثير من البيوت فالجميع متواجد لكن غائب ! متواجد بجسده  لابروحه..!

من المؤسف أن تجد  الجدران ترتفع بين قلوب البيت الواحد فلا أحد يستمع لمشاكل أحد ! ولا حوار دافىء يخفف من قسوة الأيام ! فمن المؤكد أنّ هذا  البيت المزعزع سيتهدم عند أول عاصفة للظروف لذلك نحتاج للإنتباه للطفل من عمر سنة  لسبع سنوات نحتاج  لأرضية تربوية  قوية راسخة حيث تعتبر مرحلة  الطفولة من سنة لسبع سنوات مرحلة التأسيس فالفرد له ثلاث عوالم” أولاً بيت ،ثانياً أصدقاء ، ثالثاً ضمير”

فإن رسخت الأرضية الحسنة سيكون البناء صحيح ..سيتحول الطفل لإنسان متوازن يعي ويدرك نمط علاقاته مع الأصدقاء ،وسيكون عنده رقابة داخلية تمنعه من الخطأ فإن أخطأ بادر للتصحيح .

فالأسرة هي النواة  الأساسية والمربي الأول للمجتمع كاملاً..أتدرون ماهي الطامة الكبرى ؟! إنها الشروخ التي تحدث بسبب المشاكل الأسرية فيتسلل من خلالها الغرباء وتتفشى الأفكار الدخيلة وتتسلل أشياء لاتمثل هذا الشخص لكن تجده تطبّع بها أو اعتادها لأنه يجد بها مُتَنفساً أو هروباً من واقعه..

فمارأيكم  أن نضمد الشروخ  بالحب ؟!

مارأيكم أن نتبادل الرسائل الإيجابية ونكتبها على قصاصات ورق ؟!

سواء بين الزوج وزوجته..

بين الأهل والأبناء والأقرباء ..بين الأصدقاء..

رسائل محفّزة ناعمة تحمل قوة احساسنا

مثلاً “أنتَ بطلي

أنا مؤمنة بقدراتكَ

المشاركة تعني الإهتمام

أنتِ شجاعة

أنا فخورة بكَ

وجودكِ حياة ”

فلعلاج شخص متوتر وبائس لاتعطيه حبوب مهدئة بل عليك فقط  أن تحتضنه وتؤمن بقدراته  ستجد معدل الطاقة الإيجابية عنده يرتفع وسيتألق أملاً..

العبارات ياسادة ستصبح صفات يتّسم بها المتلقي “خاصة وإن كان طفلاً ” ومن ثم تتحول لأسلوب حياة.. فالمشاعر والإحاسيس هي أحد العوامل التي تؤثر على العقل الباطن للآخر وبالتالي سيتقبلها تلقائيا ..وعلينا ألا نغفل عن نقطة مهمة وهي أن تكون رسائلنا الموجهة لأطفالنا بمكان لا يعتادوه  لننمي فيهم حب الإكتشاف وليشعروا  بالسعادة والإهتمام وليتحمسوا لتلقي المزيد منها.

فلنبادر بالرسائل الإيجابية  فلها أثر البلسم على الجرح.

لا نريد عائلة مثالية بل نريد عائلة متماسكة متكاتفة ..نبضها الأمل ومنهجها الإعمار..تحارب بالعزيمة  كل انكسار وهزيمة.

نريد بناء جيل يحاول وإن تعثر يستمر..جيل يمتلك شجاعة التغيير ويرفض الرضوخ للفشل..جيل يمتلك المرونة ويتعلم من أخطاءه ويبحث عن الحلول بدلاً من الشكوى والعجز

جيل يفتخر بتجاربه وظروفه وذاته بعيداً عن التقليد والإستنساخ

جيل  يستمع لقصص الفشل ليقلل من الأخطاء “فليس فقط قصص الناجحين ملهمة بل كذلك  من فشلوا ستجد مابين ثنايا تفاصيلهم حكمة  لجيلنا..”

جيل متحمل للمسؤولية، صاحب قرار فإن اتخذ قرار استمر فيه بكل جدية وانضباط ومثابرة..جيل شغوف  يبتكر يتفانى يضحي والأهم أنه يحلم.

بقلمي الدافئ:

م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock