دانة الكندري تكتب: أطعم ذئبك
معارك الحياة كثيرة وكلما ازدادت علاقاتنا و مراكزنا ازدادت مشاكلنا والعقبات التي تواجهنا وتراكمت علينا المسؤوليات تجاه أنفسنا و الآخرين .لا عجب في ذلك فما الحياة إلا كبد وكدح حتى نودعها ونودع من فيها ونرحل كما أتينا إليها بلا شيء يؤخذ ، هذه سنة الكون تتناقل جيل بعد جيل .الفيصل بيننا نحن البشر تلك القيم و الأخلاقيات التي تحكمنا في علاقاتنا مع الآخرين .ثمة أشخاص رغم الذي يعانون و رغم الخيبات والطعون إلا أنهم يحملون قلوب نقية صادقة اتسعت للجميع ، لا يعرف الحقد طريق إلى تلك القلوب التي لا تقوى حتى على الإنتقام ممن ظلمها وأساء إليها ،أياديهم بيضاء ممددوة للجميع ، عند الخصومة لا يفجرون وعند المقدرة لا يطغون وعند النزاعات يتنازلون. كرماً منهم وليس خوفاً لإيمانهم بأن علاقاتهم في هذه الحياة حتى تستمر يجب أن تحصل بعض التنازلات وكي تصفو القلوب وتهدأ الأنفس عليهم بذلك .قلة هم في وقت انتشرت فيه الأنانية وحب الذات وهكذا هم لا يتغيرون مهما تغير بهم الحال وعصفت بهم الحياة ، على عكس أولئك الذين طغى السواد على قلوبهم وأعمى بصيرتهم . عداواتهم كثيرة ولا يتمنون الخير لأحد يحسدون كل ناجح ويفتعلون المشاكل والمصائب .قرأت من إحدى الكتب قصة من شدة إعجابي بها دونتها على ورقة وعلقتها في غرفتي جاعلة منها عبرة لي .. اختصارها يقول هو أن شيخاً مسن يحدث حفيده أن هناك صراع داخلي رهيب بين ذئبين أحدهما شرير والآخر طيب والنصر سيكون للذئب الذي تطعمه أكثر ، لذا أطعم ذئبك الذي تريد أن يكون النصر له في معركتك مع نفسك والذي ستنعكس صفاته عليك في هذه الحياة ( الخيار بيدك ) .بقلم:دانة الكندري
