عبدالرحمن نايف يكتب: ذكرياتنا
أحياناً امّر على أفئدتنا لحضات ” نظن أننا لن ننساها ” ومع مرور الأيام وكثرة المواقف الحزينة أو ربما المفرحة ، يضعُ عقلنا الباطن هذه اللحظات في رفٍ هُناك على جانب العقل ، نسترجعها كل مادار علينا الزمن وتذكرناها ! لكن هل سألنا أنفسنا هل هناك حكمة الآهية من ذلك النسيان؟ بالطبع هناك ..
النسيان نعمة عظيمة من نعم الله تعالى التي أنعمها على الأنسان ، لولاه ما إنتهت للإنسان حسرة أو حزن أو مصيبة ولا نسى أيضاً حقداً حمله في صدره لأحد..
ويتفاوت على كثير منا أن أسترجاع ذكريات الأمس يتم بطريقة عفوية وبصورة تلقائية أو حتى في غاية السهولة وحقيقة الأمر غير ذلك أطلاقاً ..
يقول ” جان كلودفيو ” ( أن للتذكر ” أسرار ” لا يطالها جهل الجاهل ، والبساطة الظاهرة تمضي ورائها تظاهراً بالشك في مسائل هامة ، صحيح أننا نتذكر كل لحظة ، ولكن كيف نتذكر ؟ )
طبيعة الذاكرة أو وظيفتها العامة تتم بعمليتين مزدوجتين هما ( الحفظ ، التذكر ) ومن هنا نشأ التمييز بين الحافظة والذاكرة ، فخصت الاولى بأختزان المعلومات والصور الذهنية والثانية منوطة بالأستذكار أي – إسترجاع ما أختزن – إذاً تصبح هناك قوة ذهنية قادرة على ربط الماضي بالحاضر ..
لذا حث العلماء على ضرورة العناية بتقوية الذاكرة والإبقاء على سلامتها مادامت قوتها عاملاً حاسماً في شخصيتنا القويمة التي لا غنى عنها في حياتنا العامة ، ويكفي حتى نعي هذه الحقائق أن نقارن بين شخصين يتمتع أحدهما بذاكرة سليمة قوية بينما الآخر يعاني من ذاكرة ضعيفة ” لندرك سبب المكانة المرموقة التي يتبوأها الأول في بيئته الإجتماعية وتداعي مكانه الآخر ، لكن هذه الظاهرة يجب الا تدع اولئك الذين ساءت صحة ذاكرتهم الى الكسل والخمول ، فقد أثبتت الدراسات والتجارب أن الذاكرة ” ملكة ” قابلة للنمو والتقوية عن طريق التعلم وبوسائل الإستظهار والحفظ الجيد.