محمد الياسين يكتب: الدراسة في فرنسا خطوة للأمام
أطلقت وزارة التعليم العالي الكويتية خطتها بزيادة عدد الطلبة الكويتيين الموفدين للدراسة في الجمهورية الفرنسية في عام ٢٠٠٩ ، حيث شملت تلك الخطة العديد من التخصصات الأدبية كما تخصصات الحقوق و العلوم السياسية و علوم و آداب اللغة الفرنسية ، بالإضافة إلى التخصصات العلمية التي كانت بمثابة نقلة نوعية كبيرة بإيفاد طلبة كويتيين لدراسة الطاقة النووية ، العلاج الطبيعي ، علوم الأحياء و الإقتصاد ، و لكن سرعان ما تم حذف كل هذه التخصصات و إختزال الدراسة في تخصصات علوم اللغة الفرنسية فقط.
و من وجهة نظري بأن قرار سحب تلك التخصصات لم يكن لسبب فشلها أو لصعوبتها إطلاقاً ، بل بسبب عدم وجود خطة و دارسة واضحة و كافية عن البرامج الدراسية لتلك التخصصات و طبيعة الجامعات الفرنسية المناسبة للطلبة الأجانب ، بكل تأكيد تعتبر فرنسا من أحد الدول التي تستقطب الملايين من الطلبة من العالم أجمع ، لما فيها من مميزات خاصة و فريدة ، بدءً بتكاليف رسوم الدراسة الجامعية المنخفضة و التي تقدر بأقل من ١٥٠ ديناراً كويتي سنوياً ، كذلك وجود المساعدات الإجتماعية التي تقدمها الحكومة الفرنسية للطلبة الأجانب كمعونة للغلاء المعيشي و العديد من العروض و التسهيلات الخاصة للطلبة و هذا ما يميز فرنسا مقارنة في الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا ، بالإضافة إلى العدد الكبير للجامعات الحكومية و التي تتبع النظام الأوروبي ( ٣ سنوات لمرحلة الليسانس ، سنتين للماجستير و من٥إلى٧ سنوات للدكتوراه ) و الذي يجعل فرنسا أيضاً متميزة عن الدول الأخرى .
ما يثير الدهشة هو قرار جهاز الإعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي ، الذي قلص خيارات الطالب الكويتي حتى في الجامعات الحكومية ، حيث جاء القرار الأخير بإحتكار الدراسة في الجامعات الفرنسية على ١٨ جامعة فقط بعكس القرار السابق في عام ٢٠١٢ و الذي كان يضم أكثر من ٩٠ جامعة حكومية في جميع أنحاء فرنسا ، مستندين بذلك على سلم التصنيف العالمي للجامعات الذي لا يرقى بأن يتم تطبيقه على الجامعات الفرنسية و لعل الحديث في هذا الموضوع يطول .
و أختم ينبغي على وزارة التعليم العالي إعادة النظر بمسألة الإعتراف في الجامعات الفرنسية خصوصاً بعد الإعتراف بالمدارس العليا و التي إضافة كبيرة للطلبة الكويتيين الدارسين في فرنسا ، كذلك فتح باب الإبتعاث لمختلف التخصصات العلمية و الأدبية ، بعد دراسة موضوعية و جادة لتصبح فرنسا وجهة جديدة للطلبة الكويتيين .
محمد طه الياسين