كيف أفوز برمضان؟ 5 أعمال تضعك على قائمة المحظوظين
كيف أستغل رمضان في الطاعات؟ كيف أفوز برمضان؟ أسئلة بأذهان كل مسلم في شهر رمضان، لما فيه من خير وأجر عظيم، يسعى الجميع للفوز به؛ لتعويض ما يفوتنا في حياتنا المزدحمة بالأعمال والأمور الدنيوية الأخرى.
المهم هو كيفية الفوز برمضان بأعمال بسيطة ولكن أجرها عند الله عظيم، وفي هذا الموضوع سنعرض بعض الأمور التي ستحقق هدفك بمجهود بسيط لتكون مع الفائزين.
(١)-صلة الرحم:
إن صلة الرحم لها فضل عظيم وثوابها عند الله أعظم، فقد أوصانا الله تعالى بصلة الرحم، وحذرنا من قطع الأرحام في العديد من آيات القرآن، فصلة الرحم أمر سهل وميسر، فزيارة الأقارب والاتصال بهم أصبح أمراً يسيراً في أيامنا هذه بعدما أنعم الله علينا بوسائل المواصلات المختلفة ووسائل التواصل المتعددة، فلا تفوت هذه الفرصة في هذه الأيام المباركة.
فالله سبحانه وتعالى يقول: “وما يضل به إلا الفاسقين* الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون” البقرة:26-27
وقوله تعالى: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم” . سورة محمد:32-33، وهذه الآيات تبين عظمة صلة الرحم وشدة غضب الله على من يقطعها ووصف قاطعيها بالخاسرين ولعنهم الله.
كما وردت صلة الرحم في العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغب في وصلها وحذر من قطعها، ففي حديث رسول الله عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” رواه البخاري، فاقترنت صلة الرحم بصفة الإيمان.
وعن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم”. رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه، وهذا الحديث الشريف يبين عواقب قطع الرحم على المسلم وخطورتها على مسار حياته قبل وفاته.
وعن أثر صلة الرحم الطيب على العبد المؤمن، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”. رواه مسلم. وما أحوجنا في هذه الأيام المباركة أن نتصل بالله سبحانه وتعالى، وأن يصلنا الله فيتقبل دعاءنا ويغفر لنا خطايانا.
(٢)-إسباغ الوضوء على المكاره:
مع كل فرض أوجب الله الوضوء على من أحدث حدثا صغيراً –نواقض الوضوء-، والوضوء عملية سهلة يتطهر فيها جسد المسلم من كل دنس، ويستعيد به النشاط والحيوية ليقف أمام الله طاهراً نظيفاً، ولكن كيف تحصل على أعلى أجر من الوضوء؟
وعد الله المؤمنين المتوضئين بالمغفرة من الخطايا، فقد روى الإمام مسلم وأحمد والنسائي والترمذي عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط).
وإسباغ الوضوء على المكاره معناها مقسم إلى قسمين، الأول كلمة اسباغ هو إتمام الوضوء، أى يصل الماء إلى جميع الأجزاء المحددة بالوضوء بشكل تام، -الذراع على سبيل المثال من الأصابع وحتى عظمة الكوع لا أن يصل الماء إلى العضد فقط-، أما الجزء الثاني وهو “على المكاره”، وهي الأوقات التي يصعب على المسلم الوضوء بها، مثل البرد الشديد أو إعياء الجسد، فتلك الأوقات يكون فيها أجر الوضوء عظيماً حتى يصل إلى أنه يمحو الخطايا ويرفع به درجات المسلم، فما بالك في أيام رمضان التي تتضاعف بها الحسنات.
(٣)-الصدقات:
نعلم جميعاً أن الصدقة من الأعمال التى حثنا عليها الله ورسوله، فما بالك بالصدقات في شهر رمضان، فقد أخرج الترمذي من حديث أنس ـرضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”.
ذلك إلى جانب فضل الصدقة التي وعدنا الله بها ورسوله، وقال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة التغابن: 16]، كما قال صلى الله عليه وسلم: : (والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار) [صحيح الترغيب].
استغل أخى المسلم هذه الأيام المباركة وتصدق بما تجود به نفسك، وأعلم أن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تصل إلى الفقير والمحتاج، فقليل من الطعام أو قليل من المال ثوابه عند الله عظيم، أو تصدق بوقتك أو تصدق بعلمك ومعرفتك، فالصدقة منابعها ومصارفها عديدة، ما عليك إلا أن تبدأ.
(٤)-الصلاة على وقتها وفي جماعة:
إن أيام رمضان مليئة بالذكر والقرآن، تمتلئ المساجد بالمصلين رغبة ورهبة إلى الله، فلا تكن في مؤخرة الصفوف، أو من الغائبين عن الصلاة على وقتها وفي جماعة.
فقد أبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصلاة، وقدمها على أمور قد تتعجب لها وتظنها أعظم منها أجراً، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل -أو أي الأعمال- أحب إلى الله؟ قال: “الصلاة على وقتها” قال: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين” قال: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الأذان – أبواب صلاة الجماعة والإمامة – باب فضل صلاة الجماعة حديث [رقم:627]، وأخرجه مسلم في صحيحه.
عمل يسير ولكن ثوابه عند الله كبير، ضع الصلاة على أجندة يومك، فالله أحق من سواه أن تحافظ على مواعيد الوقوف بين يديه، وفي المقابل وعد الله المحافظين على الصلاة في جماعة وفي مواقيتها بالخير فلا تتكاسل واستغل تلك الأيام في ضبط مواقيت صلاتك.
(٥)-بر الوالدين:
الوالدان من أعظم النعم التي منّ الله بها على الإنسان، فهما قيمة لا يقدرهما سوى من افتقد حنانهما ورقة قلبهما، فلا تكن مع النادمين على فراق الوالدين واستغل كل وقتك في إرضائهما وإدخال البهجة والسرور على قلوبهما، ضعهما على قائمة الأولويات، اجعلهما قبل العمل والأبناء والزوجة والأصدقاء، لا أن يكون نصيبهم هو الساعات المتبقية من يومك، إن توفرت تواصلت معهما وإن لم تتوفر انقطعت.
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف ” قيل: من يا رسول الله؟ قال: ” من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة”، وعن سالم بن عبد الله عن أبيه – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ثلاثة لا ينظر الله -عز وجل- إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث.. وثلاثة لا يدخلون الجنة؛ العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى” .
الوالدان هما كنز الدنيا والآخرة، ففي رضائهما في الدنيا حلاوة ولذة لا يدركها إلا من نال رضاهما، يكفيك دعاؤهما إليك بالخير في كل خطوة وأحضانهما التي تسع هموم الدنيا ونظراتهما التي تصب عليك الحنان، وفي الآخرة هما طوق نجاة قد يكون هو فرصتك للفرار من النار؛ كي يستقبلاك على أبواب الجنة.
كلها أعمال بسيطة لا تكلفك الكثير، فقط السعى وراء تحقيقها والإصرار على الالتزام بها، ومحاربة مشاغل الدنيا وهمومها، ففي هذه الأمور لذة في الدنيا وعظيم الأجر في الآخرة.
المصدر :
مواقع