الإدارية استضافت بنك الكويت المركزي وناقشت العملات الرقمية
نظم أستاذة كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت الدكتور مشاري الناهض والدكتور سعد الناهض ضمن سلسلة ريادة الأعمال حلقة نقاشية حول العملات الرقمية، والتي استضافا بها مدير إدارة الرقابة المكتبية في بنك الكويت المركزي السيد عبدالله المحري للحديث عن العملات الرقمية.
بداية تطرق الدكتور سعد الناهض لتعريف العملات الرقمية أو المشفرة Cryptocurrencies ، وأشار الى عدم أهليتها الى الآن بأن تسمى عملة نقدية، وذلك لافتقارها أهم صفات العملة النقدية بأن تحفظ قيمتها الشرائية، وهو الأمر الغير متوفر حاليا في العملات الرقمية المشفرة مقارنة بالعملات النقدية الورقية الصادرة من البنوك المركزية.
ومن جهته علل الدكتور سعد الناهض أن رواج العملات الرقمية والتذبذب الشديد في قيمتها و تزاحم المتداولين لامتلاك هذه العملات ناتج عن رغبة المتداولين في المضاربة والحلم بالربح السريع، وليس بالضرورة بغرض استخدامها لشراء سلع او خدمات كالعملات النقدية الورقية.
من جهته أكد عبدالله المحري أن بنك الكويت المركزي يملك أدوات وسياسات نقدية من شأنها الحفاظ على ثبات العملة والاستقرار المالي، منوها الى أن العملات الرقمية عالية المخاطر وقيمتها متذبذبة بشدة، ولازالت في طور التجريب، ولا يمكن في الوقت الحالي النظر اليها كعملة رسمية، وأشار الى أن البنوك في الكويت اليوم ليس لديها أي انكشافات على العملات الرقمية، مشددا على أهمية الدور التوعوي للبنك المركزي في هذا الموضوع.
وسلط الدكتور سعد الناهض الضوء على أن المخاطر العالية في تداول العملات الرقمية ناتجة من عدم وجود نماذج مالية و قيمة اقتصادية ذات فائدة من خلالها يمكننا تحديد سعر عادل لها، حيث أن جميع أنواع الأوراق المالية الأخرى تستند على نماذج مالية وبيئة تشغيلية يمكننا من خلالها معرفة السعر العادل لتلك الأوراق المالية، في حين أن العملات الرقمية قيمتها في الوقت الراهن ناتج عن تفاوت كبير في تكهنات المتداولين المستقبلية لتلك العملات والحجم الكبير لعمليات المضاربة.
وفيما يخص الابتكار في العملات الرقمية تطرق الدكتور سعد الناهض إلى وجود الابتكار في العملات الرقمية والمتمثل في نظام الـ Blockchain، إلا أن مثل هذا الابتكار لا يمكن أن يكون ناجح في النظام النقدي العشوائي على شبكات فردية لا مركزية, و لكن قد يكون له فائدة كبيرة و زيادة في الكفاءة في أيدي الجهات الرقابية والبنوك المركزية لأنهم المصدر الأساسي للثقة والثبات للعملات نقدية، وأشار د. سعد الناهض إلى أن في التاريخ أمثلة كثيرة تثبت أن غياب السياسة النقدية تؤدي الى هلع و فوضى خصوصا خلال الازمات الاقتصادية.
ومن جهته نوه عبدالله المحري على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية في عالم النقود من قبل الجهات الرقابية والحرص على تشجيع بيئة التكنولوجيا المالية FinTech and Regulatory Fintech Platforms ، لزيادة معدل الكفاءة في التعاملات النقدية والمالية بعد التأكد من سلامة ومتانة هذه الابتكارات التكنولوجية.
كما تطرق المحري الى أن البنك المركزي الكويتي وبالتنسيق مع محافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي بصدد تأسيس شركة المدفوعات الخليجية، التي من شأنها ربط خبرات التكنولوجيا المالية والتعاملات المالية والنقدية، والتنسيق فيما يتعلق بقابلية إصدار وتأسيس بيئة مستقبلية للعملات الرقمية بحيث تكون مسنودة من البنوك المركزية في دول مجلس التعاون.
وفي ختام الندوة ذكر د. سعد الناهض على ان العملات الرقمية والتكنلوجيا المساندة لها لا زالت في طور التجربة، مما يجعلها عرضة للمضاربين في السوق، ومما يزيد خطر الاستثمار فيها، وشدد على ضرورة معرفة المخاطر الكبيرة المصاحبة لها قبل الخوض فيها، وختم بنصيحته المهتمين بالعملات الرقمية على الاستثمار في شركات تكنولوجية تستخدم نظام البلوكشين في جوانب تشغيلية تكون لها جدوى اقتصادية و وظائف حيوية كحماية قواعد البيانات او تثبيت السجلات العقارية والمالية، على سبيل المثال و ليس الحصر.
ومن جهته ختم المحري الندوة بتشديده على الدور االتوعوي للبنك المركزي في هذا الشأن، وحرصه على دراسة وفهم أي تكنولوجيا مالية بما فيها العملات الرقمية قبل الخوض فيها وأهمية السيطرة عليها وتنظيمها، للحصول على الجوانب الإيجابية من هذه الابتكارات والابتعاد عن الجوانب السلبية حتى لا يساء استخدام هذه التكنولوجيا في عمليات مشبوهة مثل التهرب الضريبي او غسيل الأموال.