سوسن إبراهيم تكتب: إلى أحدهم…
صُدف وأقدار هي الحياة. ما تأخذه يكون لك وما يؤخذ منك لم يكن يوماً لك. هي هكذا الحياة، ليس كل ما نتمناه نحصل عليه، بعض الأشياء حُرمنا منها بلا اعتبارات لذواتنا أو ما نُريده بكل بساطة.
رأيته هذا الصباح يتفقد ما بحوزته لكي يعرف إذا نسي شيء أم لا. رأيته وكأنني لم أراه، لم أنظر إلى ثيابه أو إلى ما يحمله بيده حرفياً. لم أنظر إلا إلى عينيه، كنت مستغرقتاُ فيهما وقد كانتا يُشعان حباً وحناناً. رأيته وعيناه عليها. نعم !!
لم يلتفت إلا عليها وعيناه لم تبصر إلا عيناها. كأنه واقعٌ في حبها. ينظر إليها نظرات حب وخوف وإشفاق. الحب لأنها جزءٌ منه. والخوف لأنه يخاف عليها من نسمات الهواء. والإشفاق لأنه يعلم أنها تجهل سبب قسوته عليها.
تحبه في قرارة نفسها وتفديه بروحها إذا لزم الأمر. ولكنها لم تدرك ذلك بعد، تحبه وتعلم أنها لا شيء بدونه ولكنها لم تختبر بُعده فلم تتخيل فكرة فراقه بعد. مشاعرهما جياشة ليس بمقدور أحد أن يتجاهل نظراتهما أو صوتهما. من رغم أنهما في كثيرٍ من الأحيان متناقضان.
لقد تكررت رؤيتي لهما كل صباح. وكما العادة هي صدفة وقد يكون قدراً رؤيتهما. لسببٍ ما أشعر أنهما مزيجاً من مشاعر فقدتها يوماً ما. مشاعر أبلغ من الكلمات ومن حروف الحب والهجاء. مشاعر قد عجز عن وصفها الشعراء ولكن لم يعجز الفراق أن يسطرها في قلوب التائهين والغرباء.
أكتب اليوم إلى أحدهم؛ لم تراني ولم تعرفني ولكنني اليوم أكتب عن نظرات أججت في نفسي مشاعر جمة وأمنيات شتى.
إلى روح أب وقلب ابنة…
إلى أحدهم…
سوسن إبراهيم محمد