كتاب أكاديميا

دلال الشمري تكتب: إحتفلوا بصمت ..!

 

 

 

 

 

تتوهج البيوت و يتغنى الأبناء و الأمهات بهذه الذكرى ، فكثيراً منهم ينتظر هذا اليوم تعبيراً منه عن محبته لـ ” أمه ” ، فنجد أحدهم يجهد في اختيار هدية تليق بمقام هذه السيدة ، و أٌخرى تنتقي أعذب الكلمات لترصها في كرت معانقة هذه المحبة ، و هناك من يداعب أشجان والدته بالورود فهي لغة الحب !
ولكن يراودني السؤال : ” هل الأم بحاجة ليوم خاص في السنة تعبيراً منا عن محبتها ؟! ”
ليقف كُلّ منا مع ذاته وقفة تأمل ، و ليستذكر يومه بكامله ، فنجد أنفسنا عند دخولنا المنزل نهرع مسرعين للبحث عنها ، وجودها راحة ، و في صوتها طمأنينة ، و في إبتسامها ملاذٌ لنا من عناء هذه الدنيا .
الأم نعمة عظيمة يجب أن نكون ممتنين لله دائماً و أبداً لوجودها ، فجنةٌ الله تقطن تحت أقدامها .
ولكن نحن لسنا الوحيدين في هذا العالم نعيش فرحة هذا اليوم ! فهٌناك آخرون يلوذون بصمتهم ، بعيداً عن ضجيج السعادة معانقين ألمهم بذلك الجرح الغزير ، فقد الأم جرحٌ لا يندمل يبقى أثره غائراً في قلب كل شخص يعاني منه .
و هناك أمهات لم تمنحهم هذه الحياة فرصة الأمومة لتتوج كلٌ منهن بهذا اليوم كأميرة بين أبنائها فأيضاً لهذا الفقد ألم كبير .
أحبتي ، رفقاً بهؤلاء ، إرحموا ضعف فقدهم ، و راعوا مشاعر الألم التي تعصف بهم ، فهذا اليوم ذكرى جميلة دعونا نتشارك الإحتفال فيها بصمت ، ممتنين لله عز و جل على نعمة وجودها ، و ندعوا الله بأن يرحم من رحلت لتترك ذكراها بين حنايا أبنائها ، توجوا محبتكم بالشكر لله دائماً و أبدا فهي من أعظم النعم .

بقلم :
دلال الشمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock