كتاب أكاديميا

نورة العجمي تكتب: وقاحة الألفاظ‎

 

 

 

 

ذات مساء كان لدي محاضرة تبدأ في وقت متأخر قليلاً
فجلست على أحد الكراسي أعد الثواني و اللحظات ، و أتحدث بيني و بين نفسي عن المبالغة في وقت الفراغ بين المحاضرات و سوء هندسة الجداول لدينا.
كانت بجانبي فتاة فسألتني عن سبب تواجدي و قلت لها الموضوع و كانت من نفس تخصصي
أخذنا الحوار حول التسجيل و الكلية و المواد المفتوحة و المغلقة و تأخر طالبات اللغة العربية في التخرج بسبب هذا الشأن ، استرسلت بالحديث معها ثم قالت لي كلام جميل
(لا تشيلين هم شي كل شي مكتوب) كلام صحيح لكني أتحدث معكِ من باب الفضفضة و أننا مثل الحالة
قالت لا بأس لا “تحّسدين” العالم “رزقج جايج”
ضعّفت على الحاء بشدة ،
لا تحّسدين ؟
و ما الشي الذي قلته يدل على الحسد
لم أذكر اسم طالبة و أقول انظري لفلانة أين وصلت و أنا أين
و لم أقل ألفاظ تدل على الحسد أبداً
كل مافي الموضوع أني متيقظة لمستقبلي و قلت لها ما المفترض فعله
أصبح المتيقظ حسود ؟
أغلقت الموضوع الذي “هي” فتحته و انصرفت بكل هدوء
جلست أفكر
ليس من الغريب أن تجد شخص بيننا لا يستطيع اختيار ألفاظه
لكن معلمة لغة عربية و أخبرتني أن مساندها تربية اسلامية
لا تعلم أن هذا طعن فالنوايا و وقاحة و بجاحة ، و لا تعلم أنه لفظ تهجمي سيء غير مقبول ؟
لماذا لم تحسن اختيار ألفاظها
البعض يفسر وقاحة الألفاظ ب العذر الذي لا أحبه “على النية”
النية لا يعلم بها إلا الله ، و كونك طيب نية لا يعني أنك دائماً بذيء و فظ.
الفتاة رأيتها مرة واحدة و أخذت منها موقف سيء ، بينما يوجد فتيات رأيتهن لدقائق بسيطة إلى الآن أدعو لهن
لماذا ؟
لأننا نذهب و لا يبقى منا إلا الأثر
خِتاماً :
أحسن تعاملك و ألفاظك مع كل من تواجهه فلا تعلم أي عمل يدخلك الجنة
نورة العجمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock