أ. عبدالله السميري يكتب: صناعة سفينة البوم
تمثل سفينة “البوم” الشراعية علامة بارزة ورمزا لدولة الكويت ،فكان الكويتيون يعتمدون عليها اعتماد كلياً في الصيد والتجارة ونقل المياه العذبة، لذا ارتبطت حياتهم بالبوم فامتلكوا في هذا الجانب خبرات واسعة، والتي أعطت الكويتيين شهرة عريضة مستمدة من خبرة صناعة القلاليف الذين أجادوا هندسة بنائها وللقلافه طقوسها وأدبياتها التي تتناقلها عائلات ”القلاليف” مع توارثهم للمهنة وأسرارها·
انت السفن تصنع يدوياً باستخدام الماء والنار والشمس والزيت ، وكان يستغرق العمل بها عاماً كاملاً، وكان بناؤها يرتبط بوجود النقع المناسبة والمحمية بالصخور البحرية لصد أمواج البحر، ويشير إلى أن صانعي السفن كانوا يستخدمون شجر (الساي) لصناعة جسد السفينة والذي يمتاز بأنه لا يسرب الماء، بل إنه يصبح أكثر صلابة كلما طال أمده في الماء، أما أضلاعها فكان يتم استخدام خشب ”القرط” أو ”السيدر” .
ويقوم الأستاذ باختيار (البيص) وهو القاعدة الأساسية للسفينة، ثم يوضع البيص على قواعد خشبية تسمى (طعوم)، ثم يأتي دور (الميل) الذي يوضع على البيص ويدق المسمار، بشرط ألا يحيد يميناً أو شمالاً عن القاعدة، بعد ذلك يأتي دور لوح (المالك)، الذي هو أول لوح يوضع في جسد السفينة الخارجي وهو أهمها، ثم يثبت (الخد) فوق لوح المالج بحيث يكون ميلانه اكبر منه.
أما الشلامين فهي أربع قطع خشبية طول الواحدة منها متر تقوم بتثبيت المالج، ثم يوضع (الجافتوه) وهو لوح قوي يوضح داخل جوف السفينة فوق البيص، وتتوالى الألواح بحيث يكون ميلانها للخارج أكثر فأكثر، أما التريج فهو آخر لوح في جسد السفينة من الأعلى.
أ.عبدالله سعود السميري
معهد التدريب المهني
قسم العمارة