تزوير الشهادات.. يستهدف الجامعات الخاصة

وصلت «عصابات الشهادات الوهمية» الاوربية إلى البلاد، حيث شهدت تزوير نموذج شهادة لاحدى الجامعات الخاصة بالكويت، إضافة إلى كشف الدرجات وشهادة لمن يهمه الأمر، وعرضها للبيع على بعض المواقع الالكترونية الاجنبية، كما تم توثيقها بأختام مقلدة للجامعة ومجلس الجامعات الخاصة في وزارة التعليم العالي، إضافة إلى توقيعات بعض مسؤولي الوزارة.

وجاءت في تلك المواقع الالكترونية نبذة مختصرة عن الجامعة وميزاتها والجهة التي تشرف عليها، كما أعلنت أن سعر الشهادة يتوقف على طلب الزبون من حيث المعدل والتخصص وغيرهما، وعرضت نموذجاً لشهادة وهمية باسم إحدى الطالبات.

إجراءات مشددة <<<<< لأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة في وزارة التعليم العالي د. حبيب أبل أن الشهادات المزورة قضية تعاني منها جميع الدول، موضحاً أن الامانة العامة لم ترصد شهادات مزورة، حيث إن الاجراءات التي تسير عليها الامانة بالتعاون مع الجامعات تعتبر دقيقة ومشددة. آلية إصدار الشهادات وأوضح أبل أن آلية العمل في اصدار الشهادات تتم عبر قاعدة بيانات مطابقة تصدر من قبل الجامعة المعنية، وتتم مطابقتها والتدقيق عليها من قبل الامانة، حيث يتم التأكيد على بيانات الطالب الواردة من الجامعة، ومن ثم يتم اصدار شهادة المعادلة للجامعة المعنية.

وأضاف انه بعد ان يتم العمل على اصدار شهادة المعادلة للطالب، نقوم بتسليمها للجامعة، والتي تقوم بدورها بتسليمها للطالب، لافتاً إلى أن الأمانة العامة تقوم بارسال اسماء الخريجين في الجامعات الخاصة لديوان الخدمة المدنية كل فصل دراسي.

لا شكاوى ولفت إلى أنه لم ترد للأمانة شكاوى بشأن تزوير الشهادات، مؤكداً أنه في حال علمنا بأي شكوى سنقوم باتخاذ الاجراءات القانونية مباشرة، موضحاً أن الاسم المذكور في الشهادة المنشورة على أحد المواقع الالكترونية غير مدرج ضمن قاعدة البيانات الخاصة في مجلس الجامعات والجامعة المعنية، كما أن المعلومات الواردة في الشهادة غير صحيحة بتاتاً.

ضد التزوير من جانبها، أوضحت الجامعة الأميركية أن الادارة على دراية ووعي بانتشار ظاهرة تزوير الدرجات العلمية، وتعد الجامعة الأميركية من أهم الجامعات الخاصة في الكويت، مما يجعل شهاداتها ذات قيمة وثقل لدى جهات العمل.

وأضافت الجامعة في بيان لـ القبس أنه لتجنب احتمالات التزوير تقوم الجامعة باستخدام أختام وأوراق ضد التزوير يتم جلبها من الولايات المتحدة الأميركية.

وبينت أن الأوراق والأختام يتم تصنيعها خصيصاً للجامعة، بحيث تكون بارزة وبها علامات مائية تتحول إلى كلمة COPY أو نسخة بمجرد محاولة نسخها أو تصويرها، وبذلك يمكن لأي من موظفي قسم التسجيل بالجامعة كشف أي شهادة مزورة تصل إليهم.

ظاهرة التزوير وأضافت الجامعة أن ظاهرة تزوير الدرجات العلمية أصبحت عالمية وتعاني منها أكبر الجامعات، وقطاعات التوظيف بشكل عام، مشددة على ضرورة أن تقوم جهات التوظيف بإجراءات الكشف على الشهادات من قبل الجامعات المصدرة لها، كما ينصح بإجراء الاختبارات للمتقدمين للوظائف للتحقق من صحة خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية.

حماية الشهادات وسألت القبس خبير أمن المعلومات م. محمد الدوب بشأن حماية الشهادات من التزوير، فقال إن المشكلة التي تواجهها بعض المؤسسات التعليمية تتمثل في الاعتماد على أختام الحبر فقط، مبيّناً أن أختام الحبر قابلة للتزوير في المكتبات داخل البلاد أو خارجها، وهي ليست بمشكلة مستعصية على اللصوص، إضافة إلى غياب التحقق الآلي السليم.

وأشار الدوب إلى إنه يجب الاجتهاد لترك الاعتماد على المستندات الورقية بالكامل، «وهذا مع الأسف يبدو أنه لن يحصل»، موضحاً أن الحل يتمثل في الاجراءات المتبعة كاستخدام ورق معين واستخدام التوقيع الالكتروني، حيث إنها موجودة لدى الهيئة العامة للمعلومات المدنية. وبين أنه من المستحيل سرقته بشرط أن يتم التحقق منه بالطريقة الآلية السليمة.

ولفت إلى أنه ينبغي على الجامعات أن توفّر نظاماً يمكن الدخول إليه من قبل الجهات الرسمية وجهات العمل للتحقق من الشهادات المقدمة إليها، مضيفاً أن الطالب المزوّر قد يكون بالفعل مقيداً في الجامعة، ولكنه قد يلجأ إلى تغيير الدرجات أو المواد في شهادته.

خطوات الشراء

عمد الموقع إلى توضيح خطوات شراء الشهادات، متمثلة في تعبئة نموذج يحتوي على بيانات المشتري وعنوان التوصيل، ثم دفع %50 من ثمن الشهادة كعربون، وكتابة مسودة للشهادة تحتوي على البيانات المراد ذكرها في الشهادة، كالتخصص والمعدل، والتأكيد على الرغبة في إتمام المعاملة، ثم دفع بقية المبلغ بعد رؤية نموذج الشهادة والموافقة عليه.

حجب المواقع

عن حجب المواقع التي تبيع الشهادات المزورة، قال م. محمد الدوب إن ذلك لن يجدي نفعاً، فجميع المستندات المطبوعة يمكن تزويرها، ولا تختلف الشهادات في إمكانية تزويرها، فالمزورون المحترفون يسهل عليهم تزوير أي ورقة أو مستند، إضافة إلى التواقيع والأختام، كما لا ينفع وجود «الباركود» إلا إذا كانت بداخله قيمة مشفرة يتم التحقق منها آلياً.

جامعات أخرى

عرضت المواقع شهادات وهمية صادرة باسم بعض الجامعات العربية الحكومية والخاصة، كجامعة في السعودية، وأخرى في لبنان، إضافة إلى القاهرة، كما أتاحت بعض المواقع إمكانية تعبئة نموذج لطلب شهادة أي من الجامعات واسم الدولة التي تنتمي إليها الجامعة، ويتم التواصل مع الزبون لمعرفة إمكانية توفيرها.

خدمات مختلفة

تقدم تلك المواقع خدمات متعددة، حيث تصدر شهادات وهمية بدرجات علمية تتراوح بين الدبلوم والبكالريوس إلى الماجستير والدكتوراه، كما يمكن إصدار بطاقة هوية الطالب لأي من الجامعات المذكورة، إضافة إلى تقليد شهادات الثانوية العامة، وإجراء تعديل على الشهادات الأصلية، واستخراج شهادتي «الآيلتز» و«التوفل».

مواصلة الدراسة

أعلن نائب رئيس الاتحاد العام لطلبة التطبيقي للشؤون الاعلامية خالد الكندري عن فتح باب التقديم للبعثات الطلابية لحملة الدبلوم المتفوقين بكليات الهيئة خلال العام الدراسي 2017 – 2016 لاستكمال دراستهم والحصول على درجة البكالوريوس.

القبس