على أبواب العبقرية.. 13 علامة تدل على أنَّك أذكى مما تعتقد
التواضع صفة محببة للجميع، لكن، لنكن صرحاء قليلاً. إن كنت عبقريا حقاً، أو أذكى من المعتاد على الأقل، فمن حقك أن تعرف ذلك.
فيما يلي 13 سمة شائعة تدل على أن صاحبها يتمتع بذكاء فائق، نشرها موقع “بيزنيس إنسايدر”، استناداً لتقرير لموقع quoraالأميركي للأسئلة والأجوبة ومُدعَّمة بالأدلة العلمية
هيا، اطَّلع عليها لتعرف أيها موجود لديك!
1. الاحتفاظ بالتركيز في كل الظروف
وفقاً لفرانك تشو، وهو أحد مُستخدمي موقع quora، فإنَّ الأشخاص “الذين يستطيعون التركيز لفتراتٍ طويلة من الوقت دون أن يعبأوا بالإلهاءات المحيطة بهم” هم أشخاصٌ فائقو الذكاء، مُستدِلاً على ذلك بورقةٍ بحثية نُشرت عام 2013 في دورية “كارنت بيولوجي” العلمية.
الورقة تلخص دراستين، تؤكدان أن الأشخاص الذين حصلوا على نتائج عالية في اختبارات الذكاء كانوا أبطأ من غيرهم في التعرُّف على الحركات الكبيرة في خلفيات الصور، وهو ما يرجع في الغالب إلى أنَّ تركيزهم يكون مُنصبَّاً على المعلومات الأهم، وبالتالي يتجاهلون المعلومات الأقل أهمية.
2. كثرة السهر للساعات الأولى من الصباح
أثبتت الأبحاث أنَّه كلما كان المرء ذكياً، ازداد ميله إلى السهر حتى الساعات الباكرة من صباح اليوم التالي.
فمثلاً، نشرت دورية Personality and Individual Differences العلمية لعام 2009 دراسة تبحث العلاقة بين معدل الذكاء في مرحلة الطفولة وعادات النوم لدى الآلاف من الشباب. وبالفعل، وجدت الدراسة أنَّ الأفراد الأكثر ذكاءً قالوا إنَّهم يسهرون متأخراً، ويستيقظون متأخراً عن الباقين خلال أيام الأسبوع، وفي العطلات الأسبوعية أيضاً.
في حين خلصت دراسة أخرى نُشرت في الدورية ذاتها عام 1999 وتناولت 400 مجند بسلاح الجو الأميركي إلى نتائج مماثلة.
3. سرعة التأقلم مع الظروف الجديدة
ذكر عددٌ من مستخدمي موقع quora، أنَّ الأشخاص الأذكياء يتميزون بالمرونة والقدرة على تحقيق النجاح في مختلف البيئات.
فعلى سبيل المثال، كتبت المستخدمة دونا هاميت، وهي مُحرِّرة إخبارية وأمينة مكتبة سابقة، أنَّ الأشخاص الأذكياء يتأقلمون مع الظروف المحيطة عن طريق “معرفة ما يمكن فعله بغضِّ النظر عن الصعوبات والقيود المفروضة عليهم”. وهي فكرة تدعمها دراسةنفسية حديثة.
فالذكاء يعتمد على قدرة المرء على تغيير سلوكياته، إما بغرض التأقلم بفاعلية أكبر مع البيئة المحيطة أو بغرض إضفاء تغييراتٍ على هذه البيئة.
4. تفهم بالضبط حدود ما تعرف وما لا تعرف
عكس ما قد يكون شائعاً، فإن الأذكياء لا يجدون حرجاً في الاعتراف بجهلهم بأي فكرة لا يألفونها.
وعلى حد قول المستخدم جيم وينر: “الأذكياء لا يخشون قول “لا أدري”. لكنَّهم لا يكتفون بذلك، بل يسعون إلى معرفة ما يجهلونه”.
يدعم صحة ملاحظة وينر السابقة دراسة مهمة، أجراها العالمان جاستن كروغر وديفيد دانينغ ونشرتها مجلة “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي”، خلصت إلى أنَّه كلما كان المرء أقل ذكاءً بالغ أكثر وأكثر في تقدير قدراته المعرفية.
على سبيل المثال، وجدت إحدى التجارب أنَّ الطلاب الذين جاء مُعدَّل درجاتهم في أحد اختبارات القبول بكلية الحقوق في الربع الأدنى من النتائج قد بالغوا في تقدير عدد الأسئلة التي أجابوا عنها إجابةً صحيحة بنسبة تقترب من 50%، بينما بخس الطلاب الذين جاء مُعدَّل درجاتهم ضمن الربع الأعلى من النتائج تقدير عدد الأسئلة التي أجابوا عنها إجابة صحيحة.
5. فضول نهم لا يمكن إشباعه
من الأقوال المأثورة عن آلبرت أينشتاين قوله: “ليست لديّ موهبة خاصة، لديّ فقط حبي للاستطلاع”. أو كما قال المستخدم كيزوربر ألاس: “الأذكياء هم مَن يسمحون لأنفسهم بالانبهار بما يعتبره غيرهم مِن المُسلَّمات”.
وتشير دراسةٌ نُشِرت عام 2016 في دورية Journal of Individual Differences إلى وجود علاقة بين الذكاء المرتفع في مرحلة الطفولة والانفتاح على خوض التجارب، التي من بينها حب الاستطلاع، في مرحلة البلوغ.
وتتبَّع العلماء آلاف الأشخاص الذين وُلِدوا في المملكة المتحدة لمدة 50 عاماً، وخلصوا إلى أنَّ مَن حصلوا على درجاتٍ عالية في اختبار الذكاء بسن 11 عاماً قد أصبحوا أكثر انفتاحاً على خوض التجارب عند سن الخمسين.
6. صاحب عقلية متفتحة
رغم أنه يفترض أن آفاقهم واسعة، فإن الأذكياء لا ينأون بأنفسهم عن الأفكار والفرص الجديدة، فكما قالت المستخدمة دونا هاميت: “الأشخاص الأذكياء مستعدون دائماً لقبول وجهات نظر الآخرين، والنظر إليها باحترام وسعة أفق”، وأنَّهم “على أتم استعداد لتقبل الحلول البديلة”.
ويرى علماء النفس، أنَّ الأشخاص المنفتحين، الذين يبحثون عن وجهات نظر بديلة ويقيِّمون الأدلة تقييماً عادلاً، يحصلون في أغلب الأحيان على درجاتٍ أعلى من غيرهم في اختبارات القدرة الدراسية واختبارات الذكاء.
في الوقت ذاته، يُولي الأذكياء عناية فائقة إلى انتقاء الأفكار ووجهات النظر التي يتبنونها، فكما يقول المستخدم كيزوربر ألاس: “العقل الذكي ينفر بقوة من تقبُّل الأمور دون تمحيص، وبالتالي يؤجل الاعتقاد بها إلى حين توافر الأدلة المؤيدة لها”.
7. تفضيل العزلة و”الفردانية”
يوضح المستخدم ديبانكار تريهان، وهو خبير بالتعليم، أنَّ الأشخاص فائقي الذكاء يميلون إلى “الفردانية الشديدة”.
المثير للاهتمام هو أنَّ أحدث الأبحاث التي نشرتها المجلة البريطانية لعلم النفس تشير إلى أنَّ الأشخاص الأذكياء يستمتعون بصحبة الآخرين بدرجة أقل من أغلب الناس.
8. التحلي بقدر كبير من ضبط النفس
كتب المستخدم زهير علي، وهو مهندس برمجة، أنَّ الأشخاص الأذكياء قادرون على التغلب على الاندفاعية عن طريق “التخطيط المُسبَق، وتوضيح الأهداف، واستكشاف الاستراتيجيات البديلة، وأخذ العواقب في الحسبان قبل البدء”.
وقد توصَّل العلماء إلى وجود صلة بين ضبط النفس والذكاء. ففي دراسة أُجريت عام 2009 نشرتها دورية Psychological Science، طُلِب من المشاركين في الدراسة الاختيار بين مكافأتين ماليتين، إحداهما متواضعة لكن فورية، والأخرى باهظة لكن سيجري الحصول عليها في وقتٍ متأخر، لتُظهِر النتائج أنَّ المشاركين الذين اختاروا المكافأة الأكبر المتأخرة، أي مَن يتمتعون بقدرٍ أكبر من ضبط النفس، هم بشكلٍ عام مَن حصلوا على النتائج الأعلى في اختبارات الذكاء.
فسَّر الباحثون ذلك بأنَّ هناك منطقة في الدماغ، تُدعى “القشرة الأمامية الجبهية”، قد يكون لها دور في مساعدة الأشخاص على حل المشكلات الصعبة وإظهار ضبط النفس عند السعي لتحقيق الأهداف.
9. روح الدعابة والإمتاع
تشير المستخدمة أدفيتا بيهاني إلى أنَّ كثيراً من الأشخاص فائقي الذكاء لديهم حس فكاهي عالٍ، وهو الرأي الذي يؤيده علماء جامعة نيو مكسيكو؛ إذ أجروا دراسةً خلصت إلى أنَّ مَن حصلوا على نتائج أعلى بمقاييس الذكاء اللفظي كانت تعليقاتهم على الرسوم الهزلية أكثر طرافةً من تعليقات المشاركين الآخرين.
كما وجدت دراسة أخرى أجروها أنَّ الكوميديين المحترفين قد حصلوا على نتائج أعلى من المتوسط بمقاييس الذكاء اللفظي.
10. تفهم مشاعر وتجارب الآخرين
يقول أحد مستخدمي موقع quora، إنَّ الأذكياء “قادرون على الشعور بما يفكر به الآخرون ويشعرون به تقريباً”.
ويرى بعض علماء النفس أنَّ التعاطف، أي تفهُّم احتياجات الآخرين ومشاعرهم والتصرف بطريقة مراعية لها، يُعَد مُقوِّماً أساسياً من مقومات الذكاء العاطفي؛ فالأشخاص الأذكياء عاطفياً عادةً ما يكونون مهتمين للغاية بتجاذب أطراف الحديث مع الأشخاص الجدد لمعرفة المزيد عنهم.
11. القدرة على الربط بين أمور قد تبدو غير مرتبطة
أشار عددٌ من مستخدمي موقع quora إلى كون الأشخاص الأذكياء قادرين على رؤية أنماط لا يستطيع الآخرون رؤيتها. ويعود ذلك إلى قدرتهم على إيجاد أوجه التشابه بين الأفكار التي تبدو مختلفة ظاهرياً.
فعبَّرت المستخدمة أبريل أستوريا عن ذلك بقولها: “أنتم تعتقدون ألا علاقة بين الطعام الياباني والبطيخ، صحيح؟ خطأ! كلاهما يُقدَّم نيئاً وبارداً”.
المثير للاهتمام هو أنَّ الصحفي تشارلز دوهيغيزعم أنَّ التوصُّل إلى مثل تلك الصلات بين الأمور يعد سمة مميزة من سمات الإبداع (الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذكاء في رأي البعض).
وكان دوهيغ قد درس الطريقة التي اتبعتها شركة ديزني في إنتاج فيلمها الكرتوني الشهير الذي حقق نجاحاً ساحقاً Frozen، واستنتج أنَّ فكرة الفيلم تبدو ذكية وأصلية “ظاهرياً فقط”، لأنَّ الفيلم “يأخذ الأفكار القديمة ويمزجها معاً بطرق جديدة” فحسب.
12. الميل إلى المماطلة والتسويف
يقول المستخدم ماهيش غاركوتي إنَّ الأذكياء أكثر قابلية من غيرهم لتسويف المهام اليومية، ويرجع ذلك غالباً إلى انشغالهم بالعمل على أمور أكثر أهمية. وهي وجهة نظر مثيرة للاهتمام، إلا أنَّ بعض العلماء يرون أنَّ الأذكياء كثيرو التسويف حتى في الأعمال ذات الأهمية بالنسبة لهم.
فمثلاً، يشير آدم غرانت، عالِم النفس بكلية وارتون، إلى أنَّ التسويف والمماطلة هما مفتاحا الابتكار، مُستشهِداً بأنَّ ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، كان يستغلهما استغلالاً استراتيجياً، فقال في لقاءٍ مع الصحفية رايتشل غيليت من موقع بيزنس إنسايدر الإخباري الأميركي: “استغل ستيف جوبز المرات التي كان يُؤجِّل فيها مهامه ويُفكِّر في الاحتمالات المتوقعة على أكمل وجه، بأن كان يسمح لمزيدٍ من الأفكار المختلفة بالظهور، بدلاً من أن يُسرِع بتنفيذ الأفكار الأكثر تقليدية وبداهةً وألفة”.
13. طرح الأسئلة الكبرى في كل المجالات
وفقاً للمستخدم رام كومار، فإنَّ الأفراد الأذكياء “كثيرو التساؤل حول الكون والمغزى من الحياة”. وقال كومار: “الأدهى من ذلك أنَّهم [يتساءلون] طوال الوقت عن المغزى وراء كل شيء”.
لعل هذا التيه الوجودي هو أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص الأذكياء أكثر عرضة للإصابة بالقلق.
فكما ذكر ديفيد ويلسون في مقاله المنشور في مجلة سليت الإلكترونية، ربما يكون الأشخاص الأذكياء جاهزين أكثر من غيرهم للنظر إلى المواقف من عدة زوايا مختلفة، بمعنى أنَّهم يدركون أنَّ هناك دائماً احتمالاً ألا يُكتَب لمساعيهم النجاح.
وربما ينبع قلقهم هذا من حقيقة أنَّهم يتدبَّرون التجربة التي يمرون بها متساءلين عن فائدة خوضها من الأساس
المصدر:
هاف بوست