‏المهندس صباح الريس وقّع كتابه .. «تاريخ الهندسة في الكويت» قصة النهضة العمرانية

بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس على اليوحة والعديد من الشخصيات العامة، استضاف غاليري «ذي هب» حفل توقيع كتاب «تاريخ الهندسة في الكويت: قصة وطن في سيرة ذاتية» للمهندس صباح محمد أمين الريس، من جيل الرعيل الأول للمهندسين الكويتيين.

المهندس صباح الريس تخصص في الهندسة المدنية، ولد بالكويت في 1939، تخرج في الولايات المتحدة عام 1965، وهو من الرعيل الأول للمهندسين الكويتيين الذي اسهموا في النهضة العمرانية بالكويت في زمن ما بعد النفط، وقد صمم واشرف على أكثر من 1000 مشروع بما فيها بنى تحتية وجسور وطرق ومبان.

شاهد عيان

في كتابه «تاريخ الهندسة في الكويت: قصة وطن في سيرة ذاتية»، يسرد الريس رحلة عمرها نصف قرن، كان خلالها مسهما وشاهد عيان على إعمار الكويت ونهضتها، والكتاب صادر عن دار «ذات السلاسل» في طبعة أنيقة ويقع في 677 صفحة من القطع الكبير، وقد أهدى الريس كتابه إلى «رواد الهندسة في بلادي» الذين اسهموا في بناء الكويت الحديثة.

يقول الريس عن الهدف من تأليف الكتاب الذي استغرق منه 5 سنوات «لا توجد مراجع حول تطور الهندسة في تاريخ الكويت منذ نشأتها، وخلال بحثي لم أجد سوى كتابَي الدكتور سابا جورج شبر وهو «التطور الحاضر للكويت» عام 1964، وكتاب «النمو الحاضر للمدينة العربية» عام 1967، اما الكتب الأخرى حول العمارة في الكويت فإنها كتبت في السبعينات، وأكثرها يحتوي على صور دون التطرق إلى لب الموضوع».

الطفرة العمرانية

كما يشير الريس إلى أن عنوان الكتاب يشير إلى الهندسة، لكنه يتطرق في أجزاء كثيرة إلى الحديث عن الصحة والتعليم في الكويت، لأنهما على صلة بالهندسة على حد قوله، كما يؤكد أيضا أن الكتاب يشمل جزءا من سيرته الذاتية التي تشكل خبرة مهندس من الرعيل الأول عاصر نهضة الكويت الحديثة، وسنحت له الفرصة بتدوين خبرته عنها في كتاب هو خليط من سيرته الذاتية وتوثيق الطفرة العمرانية، حيث يمثل جزءا من تاريخ الهندسة في الكويت.

مدينة الكويت والتثمين

قسم الريس كتابه الضخم إلى 20 فصلا تبدأ بالحديث عن كويت الماضي، حيث تطرق إلى نشأة الكويت وحدودها وموقعها وطقسها، وفي فصل جديد يتناول مدينة الكويت القديمة، حيث يرى أنها لم تتغير منذ نشأتها وحتى عام 1950، وأن تصميم مدينة الكويت جاء ليتعامل مع اصعب العوامل، وهو المناخ، ويتحدث عن نظام التثمين بعد ظهور النفط، حيث اصبحت الدولة هي المالك الوحيد لجميع الأراضي والعقارات، بعد ان دفعت 20 ضعفا على السعر السوقي للعقار والأرض.

وفي هذه الفترة جاء المخطط الهيكلي الأول، ولحقه بعد ذلك المخطط الهيكلي الثاني، لتكون مساحة المدينة 805 هكتارات خصصت منها 485 هكتارا للمشاريع تحت الإنشاء، وبقي 320 هكتارا لمشاريع المخطط الهيكلي الثاني.

الديوانية الكويتية

يتحدث الريس في جزء آخر من كتابه عن مكونات البيت الكويتي، ومن بينها الديوانية الكويتية، التي بدأت كجزء من العمائر المطلة على البحر، وتطور دورها من مناقشة الأمور الشخصية إلى الاضطلاع بدور سياسي، وتوقع الريس أن يقل تأثير الديوانية بسبب سطوة مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، التي جعلت من التواصل بين الافراد متاحا طوال الوقت من دون الالتقاء بشكل مباشر.

المباني المميزة

ويفرد الريس فصلا للحديث عن المباني المميزة في الكويت مثل قصور: السيف ودسمان والشعب ونايف والسلام وبيت ديكسون وقصر الشيخ خزعل، كما يتناول في جزء آخر بداية النهضة المعمارية في الكويت مع دخول عصر النفط، وهو ما أدى إلى إزالة معالم مدينة الكويت القديمة.

لقاء مع ترامب

ويخصص الريس فصلين من كتابه للحديث عن التعليم والصحة في الكويت، وينهي كتابه بفصل يحمل عنوان «حكايات السفر»، يورد فيه بعض المواقف والحكايات الشخصية، ومنها اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل سنوات من توليه الرئاسة، حيث اشترى الريس شقة في برج ترامب في نيويورك، ودعاه لتناول العشاء وعرض عليه مشاركته في مشروعين، فاعتذر الريس لأن ترامب يحب الأضواء والظهور بينما هو يرفض ذلك، وهو ما جعل ترامب يستشيط غضبا من هذا الاتهام.

القبس