معهد الابحاث: 30 بالمئة من الاراضي العربية الصالحة للزراعة عرضة للتصحر
قال المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور محمد الراشد اليوم الاثنين ان الوطن العربي مصنف ضمن المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة مشيرا إلى ان 30 في المئة من أراضيه الصالحة للزراعة معرضة للتصحر. وأوضح الراشد في كلمة نيابة عن المدير العام للمعهد الدكتورة سميرة عمر بافتتاح ورشة عمل اقليمية بعنوان (إدارة محطات مياه الصرف الصحي البلدية بالدول العربية) ان الوطن العربي يحتوي على أقل من 1 في المئة من الجريان السطحي للمياه ونحو 2 في المئة من إجمالي كمية الأمطار في العالم.
وأضاف ان استهلاك الوطن العربي من المياه تضاعف خمس مرات خلال ال 50 عاما الماضية إذ يقدر الاستهلاك السنوي بحوالي 230 مليار متر مكعب منها 43 مليار متر مكعب تستهلك في الشرب والصناعة و187 مليار متر مكعب في الزراعة.
وبين ان دولة الكويت أدركت حجم هذه التحديات وخطورتها فأولت حكومتها أهمية خاصة لمرفق معالجة مياه الصرف الصحي باعتباره موردا مائيا يتزايد مع الزيادة في معدل استهلاك الماء العذب.
وأشار الى ان الكويت أنشأت في ستينيات القرن الماضي شبكة صرف صحي ومحطات لمعالجة هذه النوعية من المياه حفاظا على البيئة وصحة الانسان كما أنشأت في تسعينات القرن ذاته محطات الضخ والمعالجة للاستفادة من مياه الصرف الصحي في ري المزروعات والتشجير.
وتابع ان الألفية الجديدة شهدت إنشاء أكبر محطة معالجة مياه صرف صحي في العالم آنذاك باستخدام المعالجة الرباعية المتطورة وهي محطة (الصليبية) التي دخلت الخدمة عام 2005 وتنتج مياه معالجة ذات جودة عالية في مستوى جودة ومواصفات مياه الشرب.
وأفاد الراشد ان الكويت تعد من الدول الرائدة على مستوى العالم في معالجة مياه الصرف الصحي وتسعى من خلال وزارة الأشغال العامة لبناء محطات معالجة جديدة على أعلى مستوى من التقنية وصديقة للبيئة بحيث تكون ذاتية التشغيل وتوفر وتنتج الطاقة.
ولفت إلى ان الكويت حصلت نتيجة لجهودها على المركز الأول عربيا في المياه المعالجة بنسبة 100 في المئة وفق تصنيف برنامج الرصد المشترك مبينا انها تواصل تطبيق أعلى المعايير العالمية لتأكيد ريادتها في هذا المجال.
وأوضح ان المعالجة الثلاثية في الكويت تمثل ادنى درجات المعالجة لمياه الصرف الصحي إذ تستخدم المياه المنتجة منها في الري والتخضير فيما تعد المعالجة الرباعية في محطة الصليبية أعلى درجات المعالجة من حيث الجودة إذ يتم استخدامها في ري المزروعات الغذائية.
وبين ان كميات مياه الصرف الصحي المتدفقة لمحطات المعالجة تصل لأكثر من مليون متر مكعب يوميا ويتم معالجتها واستخدامها في التحريج والري.
من جانبه أكد الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الدكتور مبارك مجذوب في كلمة مماثلة أهمية المحافظة على المياه لضمان بقائه واستمراريته عبر نشر الوعي الثقافي بمشاكل التلوث.
وأضاف مجذوب ان معالجة مياه الصرف الصحي يتطلب البحث عن وسائل معالجة غير ميكانيكية قدر الإمكان موضحا ان هذه الورشة تواكب التوجه العالمي في مجال إدارة مياه الصرف الصحي وتنسجم مع أهداف وغايات التنمية المستدامة 2030.
من جهته ذكر ممثل مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الإقليمي للعلوم للدول العربية في القاهرة الدكتور عبدالعزيز زكي في كلمة مماثلة أن المياه هى حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعالم والمنطقة العربية.
وأشار زكي إلى أهمية قطاع المياه باعتباره أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة وتعاون الدول العربية وإدراكها أهمية الإدارة المتكاملة للموارد المائية وارتباطها الوثيق بالأمن الغذائي واستخدامات الطاقة والمحافظة على البيئة.
وأوضح الإحصاءات العالمية بينت ان البلدان مرتفعة الدخل تعالج حوالي 70 في المئة من مياه الصرف الصحي البلدية والصناعية فيما تعالج البلدان متوسطة الدخل 38 في المئة منها في حين تعالج البلدان منخفضة الدخل 8 في المئة.
ولفت إلى ان اكثر من 80 في المئة من مياه الصرف الصحي يتم تصريفها على الصعيد العالمي دون معالجة خاصة في البلدان النامية بسبب فقر البنية الأساسية والقدرة التقنية والمؤسسية والتمويل.
وأفاد زكي ان تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته (يونسكو) عام 2017 تحت عنوان (مياه الصرف الصحي الموارد غير المستغلة) اشار الى انه من بين 181 دولة لم يكن هناك سوى 55 دولة لديها معلومات عن توليد مياه الصرف الصحي ومعالجتها واستخدامها.
وقال انه بحلول عام 2030 سيتم تحسين نوعية المياه عبر الحد من التلوث والقضاء على إلقاء النفايات والتقليل من المواد الكيميائية والخطرة وخفض نسبة المياه العادمة إلى النصف وزيادة إعادة التدوير.
وأوضح ان المرحلة الجديدة من البرنامج الهيدرولوجي الدولي الممتد بين عامي 2014 و2021 تناقش محور الأمن المائي وتحدياته المحلية والإقليمية والدولية وأهمها تفعيل دور علوم المياه وتطبيقاتها وتفعيل دور جميع الفئات المستخدمة للمياه. (كونا)