دعوات لتشجيع الشباب على الاهتمام بالتراث البحري واحيائه
دعت شخصيات كويتية معنية بالتراث البحري الى تشجيع الشباب على الاهتمام بالموروث البحري الخليجي وتعزيزه من خلال اقامة المهرجانات المتخصصة والفعاليات التي تستدعي ذكريات الاباء والاجداد في التجارة البحرية والغوص على اللؤلؤ.
واكدت هذه الشخصيات في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة على هامش مشاركتها في مهرجان (كتارا) للمحامل التقليدية الذي تستضيفه قطر حاليا اهمية مثل هذه الفعاليات والمهرجانات في المحافظة على تراث المنطقة الخليجية بجناحيها البري والبحري وتسليط الضوء على دوره في حياة المنطقة ومعيشة ابنائها.
من جهته قال الباحث في التراث البحري الكويتي الدكتور يعقوب الحجي ان مشاركة الكويت في المهرجان تبرز دور الشباب الكويتي المهتم بالحرف البحرية مثل صناعة السفن وادوات الصيد.
واضاف ان “المشاركة الكويتية تميزت بالتنوع وضمت العديد من ادوات الموروث البحري الشعبي مثل اللؤلؤ وانواعه وادوات القياس والوثائق التاريخية التي تبرز دور دولة الكويت القديم في الغوص على اللؤلؤ”.
واوضح الحجي ان المشاركة الكويتية عكست اهتمام فئة الشباب الكويتي الهاوي لتراث وطنه البحري والراغب في نشره بين الاجيال والمحافظة عليه.
واعرب عن شكره للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) على دعوتهم للمشاركين من دولة الكويت ونقل جميع المقتنيات والادوات لشاطئ الدوحة لعرض التاريخ الكويتي المميز على زوار المهرجان.
واكد الحجي اهمية مثل هذه الفعاليات والمهرجانات في المحافظة على تراث المنطقة الخليجية بجناحيها البري والبحري مبينا ان المهرجان يجد صدى لدى جميع الخليجيين الذين عاشوا في بيئتهم البحرية والبرية.
واشار الى ان ظهور النفط ساهم في تغيير حياة الاباء والاجداد الذين اعتمدوا على البحر لكسب قوتهم مبينا ان هذه المهرجانات تستدعي الحنين لتلك الحياة واستذكار من عاش في تلك الفترة.
وذكر الحجي ان المشاركة الكويتية سجلت من خلال مشاركتها في النسخ السابقة للمهرجان حضورا متميزا من خلال ما يقدمه جناحها من تنوع في الموروث البحري يعكس تاريخ صيد اللؤلؤ في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
ودعا الحجي الى تعميم نموذج مهرجان (المحامل التقليدية) على جميع دول مجلس التعاون بحيث يتم من خلاله استعراض النشاطات البحرية والتراث الشعبي والمحافظة على مهنة الاباء والاجداد ونقلها الى الاجيال.
وبين ان مسابقات المهرجان تساهم في تعزيز المنافسة بين المشاركين مما ينعكس على المحافظة على هذا الموروث الشعبي بين الاجيال.
من جهته قال النوخذة الكويتي خليفة الراشد ان المهرجان يساهم في احياء التراث البحري مشيرا الى استمراره منذ سبع سنوات وتميزه من خلال برنامجه المتنوع في الانشطة والفعاليات البحرية الخليجية.
واكد اهمية المشاركة في مثل هذه المهرجانات التي تعيد لنا الماضي الجميل مشيدا بالمحافظة على استمرار المهرجان سنويا ليعكس شريان الخليج الذي وصل من خلاله الاباء والاجداد الى الهند وافريقيا والعديد من الدول الاخرى.
وقال الراشد ان حرص المشاركة الكويتية في المهرجان يأتي مساهمة منها في احياء هذا الموروث من خلال عرض مقتنياتهم وتجربتهم وخبراتهم في هذه الفعاليات التي صممت بشكل يعكس واقع حياة الاباء والاجداد.
ودعا الشباب الكويتي الى المحافظة على هذا الموروث والماضي الجميل الذي يفتخر به اهل الكويت والخليج من خلال زيارة مثل هذه المهرجانات والاطلاع على فعالياتها المتنوعة.
وشدد الراشد على ضرورة تأسيس منطقة مماثلة في دولة الكويت لما هو موجود في قطر لابراز الموروث البحري وتسليط الضوء على مهنة الاباء والاجداد من خلال اقامة الفعاليات البحرية وابراز حياة الاباء والاجداد ومعيشتهم لتبقى لاجيال الحاضر والمستقبل.
ولفت الى دور الاباء والاجداد في منطقة الخليج في تقريب المسافات بين اهلها من خلال الرحلات البحرية في التجارة والصيد عن اللؤلؤ ودخول سفنهم الى بنادر الخليج دون تميز او تفريق.
واكد الراشد اهمية اعادة التاريخ في هذا الجانب واحياء الموروث البحري والتركيز على الاجيال القادمة للمحافظة على هذا التراث البحري المشترك.
من جهته قال النوخذة الكويتي حسين الهولي ان مشاركته في المهرجان تأتي للسنة السادسة على التوالي مبينا ان مشاركتهم كانت تقتصر في النسخ السابقة على الغوص على المحار واللؤلؤ.
واضاف ان “المشاركة الحالية تشهد وجود معرض متميز تعرض فيه المقتنيات الكويتية اضافة الى فريق الغوص”.
وبين الهولي ان المعرض يضم مقتنيات تراثية والعديد من ادوات الغوص التقليدية مثل الفطام والحجر والديين والزيبل والايده التي كان يستخدمها الاباء والاجداد.
وذكر ان المشاركة في المهرجان تهدف ايضا الى وصل التراث الماضي بالجيل الحالي وتوضيح خطورة تلك المهنة والمعاناة التي عاشها الاباء والاجداد من اجل لقمة العيش.
واوضح الهولي ان المهرجان يساهم في زيادة ثقافة المشاركين في ثقافة الخليج بالتراث البحري وتبيان دورها في تأصيل روح التراث والتعاون والتعارف بين المهتمين والمختصين في هذا المجال.
وقال ان المشاركة الكويتية تسجل دائما حضورا متميزا من خلال ابراز اهم انشطة الموروث البحري عبر الجهات المشاركة التي تهتم بتراث الاباء والاجداد.
واشار الهولي الى ان الفريق الكويتي للتراث البحري المشارك في المهرجان يقدم ورشا عملية في طرق الديين وقلاليف لصناعة السفن والعدال (السفن الصغيرة) وتشبيك الصناديق الخشبية وصناعة القفيه وصناعة الرجاب والحجر وعدد من المقتنيات التراثية تشمل الوثائق ومجسمات لاشهر الاسماك الكويتية والادوات القديمة المستخدمة في الغوص وادوات الملاحة.
وشمل المهرجان الذي انطلق الثلاثاء الماضي ويستمر خمسة ايام سوقا للمهن والحرف اليدوية حيث وصل عدد الحرف ما يقارب 32 حرفة منها 10 حرف من قطر وخمس من الكويت والباقي من سلطنة عمان.
وتضمن السوق عددا من الحرف منها الغزل والديين والفطام والحجر والسفن والصناديق القديمة المستخدمة من قبل النواخذة والحدادة والباورات وسكاكين والصل والودج والشوش (مركب صغير من جريد النخل) والقلافة والدعون والصدف والمحار والمحامل والشراع والجفران والحصير والطواشة وفلق المحار والكواخ والقراقير القديمة والشبوك وتجفيف الاسماك.
ويضم المهرجان في نسخته السابعة تسع مسابقات منها الحداق ولفاح (سنيار) وحداق السيف وتنزيل المحمل والسقاب والغوص على اللؤلؤ والتجديف والغوص للشباب والغزل وسباق المحامل الشراعية ومسابقة التفريس محامل (الهوري والشوش).(كونا)