جامعة الكويت

رحلة تطوعية لبناء مشاريع إنسانية بأيدٍ طلابية وطاقات إبداعية من كلية العمارة في “تنزانيا”

العجمي: تدريب وتأهيل الطلبة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع معمارية على أرض الواقع

الهارون: إضافة أكاديمية علمية إنسانية تكللت بالنجاح

الفوزان: شعرت بمدى النعمة التي نعيش فيها

العصيمي: أدعو الطلبة للعمل التطوعي لاستخلاص القيم والعبر للحياة

الشلفان: زرنا جزيرة زنجبار التي تحتوي على إرث معماري عظيم

الدعيج: أصبحت لدينا أفكار لنهضة الجزر الكويتية

أجرت التحقيق: إسراء الكندري

بادرت كلية العمارة بجامعة الكويت بتنظيم رحلة علمية إنسانية إلى جمهورية تنزانيا بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والرحمة العالمية وسفارة دولة الكويت لدى جمهورية تنزانيا وذلك لتعزيز التعاون الفاعل بين طلبة جامعة الكويت والهيئات المختلفة لتصميم مشروع في قرية ماكارونجا الفقيرة بضواحي العاصمة دار السلام.

وأجمع أعضاء الوفد أنه شرف كبير أن تمنحهم جامعة الكويت هذه الفرصة للمساعدة في مد يد العون للشعوب الفقيرة، مؤكدين أن العمل التطوعي مجال خصب لا حدود له مما يجعل منه منفذا لتفريغ طاقات الشباب بشكل حضاري وعلمي هادف.

مشروع معماري

 

البداية كانت مع عضو هيئة التدريس بكلية العمارة د. محمد العجمي الذي أكد بأن الهدف الأساسي للزيارة كان بناء على رغبة من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والرحمة العالمية بتصميم مشروع في قرية ماكرونجا بضواحي العاصمة دار السلام عبارة عن معهد حرفي ومجمع سكني للطالبات في القرية.

وتابع أنه يسعى إلى تعزيز عملية الانخراط بتصميم الأعمال المعمارية ودمج ذلك مع العمل الخيري الانساني الذي يساهم بتنمية ثروة طلبة الجامعة كونها تعد نقطة انطلاق صحيحة وقاعدة متينة عن طريق تكريس ثقافة العمل والابتكار لدى الطلبة.

ويقول العجمي أن هذه الرحلات تهدف أيضا إلى قياس قدرة المعماري على العمل وتوفير بيئة محفزة للابداع، كما تساهم في توظيف طاقات معماريي المستقبل والاستفادة من أفكارهم وابتكاراتهم، بالإضافة إلى أنها تساهم في تطوير وتدريب الطلبة وتأهيلهم لتحويل مشاريعهم من فكرة إلى مشروع معماري ناجح على أرض الواقع.

شراكة استراتيجية

بينما يرى عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت د.يوسف الهارون أن رحلة تنزانيا هذه ما هي إلا إضافة أكاديمية علمية عملية انسانية تكللت بالنجاح لجميع أفراد الرحلة، حيث تضمنت في البداية جمع المعلومات عن موقع المشروع، وعمل أبحاث ميدانية عن موقع المشروع وما يحيط به، واجراء مقابلات مع أهالي قرية ماكارونجا والتعرف على ثقافتهم وزيارة بيوتهم التقليدية.

ويؤكد الهارون أن الشراكة الاستراتيجية بين المؤسسات الخيرية ووزارة التربية والتعليم العالي، تثمر عن إنتاج كيان طلابي رائداً في مجالات العمل الخيري والإنساني، لافتاً إلى أن العمل التطوعي من أقوى العوامل المؤثرة في إعداد الأجيال القادمة لأنه يدخل ضمن تكوينهم خلقياً ونفسياً واجتماعياً.

واقترح تصميم برامج للعمل التطوعي تتضمن مشاركة المنظمات التطوعية الشبابية والجهات الرسمية والقطاع الخاص ووسائل الإعلام في إنجاز الأعمال التطوعية، وضرورة التنسيق والتكامل بين المنظمات التطوعية الشبابية المختلفة، مع ضرورة تكريم المتطوعين الشباب الذين يقدمون خدمات متميزة، لتشجيع العمل التطوعي في صفوف الشباب وإبراز إنجازاتهم ومواهبهم، بالإضافة إلى العمل على إيجاد القوانين والتشريعات المنظمة للعمل التطوعي الشبابي، إلى جانب إيجاد صيغة تنظم عمل المتطوعين الشباب وطاقاتهم كاتحاد أو منظمة أو هيئة تشرف على تدريبهم، وتوزيع المهام عليهم بصفة رسمية.

الوجه المشرق وحول التجربة الفريدة من نوعها تحدثت الطالبة حصة الفوزان عن تلك الرحلة وقالت: « لقد اكتسبت خبرات جديدة بالحياة، و شعرت بمدى النعمة التي أعيش بها دون الإحساس بطعمها إلا بعد هذه التجربة، مشيدةً بمدى اهتمام الكويت اللامحدود في مجال العمل الخيري تحت ظل قائد العمل الإنساني سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وهذا شيء متأصل ومتجذر في نفوس الكويتيين »، مبينة أن العمل الخيري يعبر عن الوجه المشرق والحضاري لدولة الكويت.

وأضافت: «العمل التطوعي سمو ورقي واستغلال للوقت بفائدة واكتساب خبرات واحتكاك مع مختلف طبقات المجتمع وهو باختصار سعادة تدخلها لشخص وزرع بسمة وثقة بالنفس »، مثمنة جهود الهيئة الخيرية والرحمة العالمية في استقطابهم للعمل الخيري والإنساني والتطوعي.

 قيم إنسانية وأيدتها بالرأي الطالبة نورة العصيمي التي قالت: « إن العمل الخيري لا يقتصر على التبرع بالمال وحده، وإنما هناك معانٍ كثيرة يمكن للمتبرع أن يكتسبها من خلال تطوعه الفعلي على أرض الواقع، فهو يغيّر نظرته للحياة بشكل عام، ويكسبه التواضع وهو قيمة إنسانية عظيمة لا يمكن اكتسابها إلا من خلال التجربة.

وقالت العصيمي: «أنها تعلّمت الكثير من الأشياء وأصبحت تميل إلى البساطة في العيش، كما أن نظرتها إلى الحياة والأشياء اختلفت، وتعلمت التواضع مع الآخرين وتقدير النعمة الموجودة بين يديّها، داعيةً الطلبة والشباب إلى تجربة العمل التطوعي لاستخلاص ما استخلصته من عبر وحكم نحتاج إليها جميعاً في حياتنا ».

وواصلت بالقول: «لقد قمنا بالعديد من الأعمال الانسانية خلال تواجدنا هناك فقد زرنا العديد من المناطق والقرى، ومن خلالها عملنا قدمنا لهم المساعدات الانسانية والمالية والمعنوية».

وأكملت حديثها «كما قمنا بزيارة دار الايتام التي كانت لها الأثر البالغ في نفسي وانخرطنا معهم ورسمنا البسمة على وجوههم البريئة، فقد استغرقت الرحلة إليهم أكثر من ساعة، نسير فيها على الأقدام ونركب أكثر من حافلة للوصول إليهم».

وأكدت العصيمي أن هذه الرحلة غيرت الكثير من المفاهيم والمعتقدات التي كانت تؤمن بها فيما بعد ليجعل منها فتاة جديدة، أفضل مما كانت عليه في السابق، بحسب رأيها.

إرث معماري

  وتطرقت الطالبة نورة الشلفان عن مجريات الرحلة حيث قالت: « البداية كانت في دار السلام حيث شاهدنا بيوتهم البسيطة وكنا نحلم معهم ببيوت عصرية تتحقق على أرض الواقع، ولامسنا عن قرب حياتهم البسيطة، فهي تجربة جديدة، أضافت لي الشعور بالسعادة، كوني أقدم شيئاً نبيلاً، فمن الرائع أن تجد نفسك فاعلاً في حياة الآخرين، وأن لك دورك الحقيقي في حياة الناس».

وأضافت: « ختمنا الرحلة بزيارة جزيرة زنجبار التي تحوي الكثير من التراث الإنساني وأهم المباني الأثرية التي تحمل ملامح العمارة السواحلية والتي بحاجة إلى ترميم و معالجة ما بها من أضرار نتجت عن الإهمال لسنوات، وذلك للمحافظة على هذا الارث المعماري العظيم».

نهضة الجزر

بينما أشارت الطالبة فاطمة الدعيج أنه لو أتيحت لهم الفرصة بالمشاركة في نهضة الجزر الكويتية لأتوا بأفكار إبداعية تربط الجزر الكويتية ببعض عن طريق الأنفاق المائية والجسور فوق الماء والطائرات البرمائية التي يمكن استغلالها لتشجيع السياحة، إضافة إلى إنشاء الأكواخ داخل الماء، مؤكدة أن الكويت مهيأة جدا لان تكون مقصداً سياحياً مهماً لكن نفتقر إلى الدعم لتلمس هذه المشاريع أرض الواقع.

وأوضحت بأن دولة الكويت يمكنها الاستفادة من جزرها لاسيما جزيرة فيلكا في بناء قرية سياحية تراثيه متكاملة تحوي شاليهات وفنادق ومناطق للتخييم تقدم الخدمات الفندقية، بالإضافة إلى مرافق سياحية ترفيهية متكامله تتناسب مع البيئة البحرية، ويمكن أن يقصدها السواح من جميع أنحاء العالم لما للجزيرة من طبيعة خاصة.

رسالة شكر

أعربا العجمي والهارون عن عميق شكرهم إلى سفارة دولة الكويت لدى تنزانيا متمثلة بالسفير جاسم الناجم والى الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والرحمة العالمية لقاء الجهود الكبيرة التي يبذلونها في سبيل الارتقاء بالعمل الخيري، ولثقتهم بطلبة كلية العمارة لتصميم وتنفيذ مشاريعهم.

المبادرة الانسانية

تميزت رحلة الوفد باطلاع الطالبات على موقع مشروع المعهد الحرفي والمجمع السكني للطالبات في القرية للبدء بتصميمه وتنفيذه، الامر الذي بعث الفرح والسرور لدى أهالي القرية الذين أعربوا عن سعادتهم بهذه المبادرة الانسانية.

عطاء ممتد

أعمال إنسانية تترجم دور الكويت ومواقفها النبيلة وعطاءها الممتد للشعوب جميعاً انطلاقا من كونها «مركزا للعمل الانساني».

حلقة نقاشية

أجرى الهارون والعجمي خلال الرحلة حلقة نقاشية مع أساتذة قسم العمارة بجامعة دار السلام في تنزانيا عن تخصصات العمارة والعمارة السواحلية التقليدية وارتباطها بالثقافة في تنزانيا، والتي من شأنها تعزيز الخبرات وتنمية القدرات العلمية للارتقاء بالمستوى الأكاديمي. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock