كتاب أكاديميا

د. علي الحويل يكتب: التعليم والصحة و60 عاماً من الجمود

بعد قرابة الستين عاما من العيش في رغد عائدات النفط لا تزال الكويت عاجزة عن تقديم خدمات التعليم المتكاملة لكل أبنائها، وعاجزة أيضا عن تقديم رعاية صحية متقدمة لمواطنيها، فما يقدم من رعاية في مستشفياتها المتهالكة – لسوء الإدارة – هو اقرب إلى الرعاية التي تقدمها المراكز الصحية المتخصصة فهي لا تزال بحاجة إلى إرسال مرضاها إلى مستشفيات الدول المتقدمة لعجزها عن التعامل مع العديد من الأمراض بعضها لم يعد شديد الدقة والحرج!
ولا يظهر في الأفق أن هناك نية جادة لرفع مستوى الخدمات الصحية، فقد بدأ العمل بما يسمى بالبورد الكويتي، وهو المقابل والمعادل للشهادات العليا من أوروبا وشمال أميركا ولك أن تتخيل بلدا كالكويت بمواطنيها الـ 1.25 مليون يصدر شهادة دكتوراه في الطب بدلا من أن يكون مقرا لإصدار الزمالة البريطانية أو مثيلاتها! سوء تقدير ومكابرة من معهد الكويت للتخصصات الطبية بمباركة من وزارة الصحة، فواضح أن الأنفع والأجدى ان يجرى التعاقد مع جامعات أوروبية أو كندية وأميركية لتضع برنامجا يؤهل الطبيب لنيل زمالتها على ان يكون مقر الدراسة المعترف به هو الكويت فتستفيد مستشفياتنا من الأطباء الأساتذة مقدمي البرنامج في معاينة مرضاها ورفع المستوى المهني للأطباء المحليين ولا تخسر خدمات أطبائها المتدربين، وهذا ما نفذته دولة قطر بتعاقدها مع جامعة ويل كورنيل الرفيعة المستوى.
على الجانب التعليمي فإن تصنيف الكويت الدولي للتعليم الأساسي انحدر إلى 103 من بين 140 دولة وصنفت جامعة الكويت على المقياس الدولي 1625 ويتفاوت تصنيف جامعاتها الخاصة بين اكثر من 4000 الى ما يزيد على 20000 يؤكد هذا التراجع الحاد أن الوقت قد حان لنلجأ للغرب لنستفيد من تجاربه وعلومه باستقدام هيئات تدريسية منه معززة بمعلمينا المتخرجين من جامعاته وليسهل ذلك علينا اتخاذ القرار باعتماد اللغة الانجليزية لغة للتعليم فمن يظن أن العربية لها مستقبل في المجال العلمي مكابر أو غير مطلع، علينا ان نواجه الحقيقة كما واجهتها جامعة السوربون الفرنسية عندما درست الطب باللغة العربية في القرون الوسطى لتقدم علومه عند العرب آنذاك ثم عادت لتدرسه بالفرنسية بعد 400 عام والآن تنظر بجدية لتدريسه بالانجليزية، ان على وزارة التربية بدلا من المصادقة بالمشاركة في احتفالات تكريم المعلم واهية الحجة، الاهتمام بتطوير إمكانات وقدرات المعلم العلمية والتعليمية بإلحاقه بدورات تدريبية قبل وخلال الخدمة تنتهي بامتحانات تقييم للمستوى ليبقى الكفؤ ويغادر سلك التدريس غير الأكفاء عندها يجب تكريم المعلم وإعطائه حقوقه كاملة ليتفرغ للإبداع.
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock