جامعة الكويتأبحاث علمية

دراسة للدكتورة سلوى الجسار: كليات التربية لا تزود الطلبة بالمهارات

د. سلوى عبدالله الجسار* | خلصت دراسة علمية عن «واقع برنامج إعداد معلم المرحلتين المتوسطة والثانوية في تحقيق الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى الطلبة المعلمين بكلية التربية في جامعة الكويت»، إلى أن برامج كليات التربية لا تساعد على تزويد الطلبة المعلمين المهارات اللازمة والمعلومات المهمة لمواجهة المشكلات التعليمية الميدانية، وعدم إعدادهم بكفاءة لتنمية الولاء الوطني للمتعلمين في المدارس، إضافة إلى أن معظم الدراسات قد اتفقت على أهمية الانتماء الوطني لدى المتعلمين في المدارس والدور الكبير الذي يقوم به المعلم في ترسيخ وتعميق المفاهيم الوطنية، إلا أن بعض الدراسات أوضحت أن برنامج إعداد المعلمين للتربية يحتاج الى مزيد من التطوير للنهوض بمستوى الطلبة المعلمين وغرس مفاهيم الانتماء الوطني لديهم.كما لفتت الدراسة التي أعدتها د. سلوى الجسار إلى أهمية دور المناهج الدراسية في تنمية القيم الدينية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية والجمالية لدى طلبة المدارس في المراحل التعليمية المختلفة، وضرورة العمل على الارتقاء بمستوى أداء المعلم من خلال رفع وعيه الاجتماعي والمهني في مؤسسات إعداده. وشددت على أهمية المؤسسات التربوية في تعميق وتأصيل الانتماء الوطني والاجتماعي والمهني لدى الطلبة المعلمين قبل الخدمة وللمعلمين أثناء الخدمة.وفي عرض لمخلص الدراسة، فقد هدفت الى التعريف على مدى فاعلية برنامج كلية التربية بجامعة الكويت في إكساب الطلبة المعلمين التخصص المتوسط والثانوي مفاهيم الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي، وذلك في ضوء بعض المتغيرات مثل التخصصات العلمية والأدبية ومتغيرة الجنس لدى الطلبة المعلمين.وطرحت الدراسة ثلاثة أسئلة رئيسية وستة فروض، حيث تكونت عينة الدراسة من 137 طالباً وطالبة مسجلين في الفرقة الرابعة للعام الجامعي الذين اجتازوا 100 وحدة دراسية تقريباً.وقد تم تطبيق أداة البحث التي شملت 42 عبارة موزعة على ثلاثة محاور هي: الانتماء الوطني والانتماء المهني والانتماء الاجتماعي.وقامت الباحثة بالتأكيد من صدقها وثباتها قبل تطبيقها على عينة الدراسة الحالية. كما تم استخدام الأساليب الإحصائية المناسبة للإجابة عن أسئلة البحث واختبار صحة الفروض.وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج، من اهمها أن محاور الانتماءات الثلاثة «الوطني، المهني، الاجتماعي» قد تحققت بدرجات متوسطة بالنسبة للطلبة المعلمين، ولكن لم يصل البرنامج الى درجة عالية من التحقيق، مما يؤكد الحاجة الى إجراء بعض التطوير للارتقاء بالبرنامج.الانتماء الوطنيكما أبرزت الدراسة أن محور الانتماء الوطني جاء بمتوسط حسابي أقل من المحاور الأخرى رغم أهميته في غرس المبادئ والقيم والاتجاهات الوطنية لدى الطلبة المعلمين.ويرى الطلاب المعلمون أن برنامج كلية التربية يحقق اهدافه في تقوية الانتماء المهني لديهم بدرجة أكثر وبشكل دال احصائيا إذا ما قورنوا بالطالبات المعلمات في البرنامج، في حين لا توجد فروق بين الطلاب والطالبات من حيث تحقيق البرنامج للانتماء الوطني والانتماء الاجتماعي لديهم.كما انه لا توجد فروق ذات دلالة لدى الطلبة في التخصصات الادبية والعلمية من حيث تحقيق البرنامج للانتماء المهني والاجتماعي.اما بالنسبة لمحور الانتماء الوطني، فقد رأى طلبة التخصص الأدبي ان البرنامج يحقق لديهم هذا الانتماء بشكل دال إحصائيا إذا ما قورنوا بطلبة التخصص العلمي.ولقد قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات المفيدة وعدداً من الدراسات المستقبلية المرتبطة بنتائج الدراسة الحالية.أداة الدراسةأداة الدراسة عبارة عن استبانة تم إعدادها من خلال الاطلاع على الأدبيات والدراسات التربوية المتصلة بمجال البحث، بالإضافة الى خبرة الباحثة في مجال المناهج وطرق تدريس الاجتماعيات وتربية المواطنة، واشتملت الأداة على بيانات عامة: النوع (طالب – طالبة)، التخصيص الأكاديمي (أدبي – علمي).الأهدافالتعرف على مدى فعالية برنامج كلية التربية في جامعة الكويت في إكساب الطلبة المعلمين مفاهيم الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي.كشف القصور والقوة في برنامج إعداد المعلمين للمرحلتين المتوسطة والثانوية في كلية التربية في ترسيخ الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى الطلبة المعلمين.محاولة العمل على الارتقاء ببرنامج كلية التربية بجامعة الكويت، من خلال ما يقدم من مقترحات وتوصيات، بهدف تعميق مفاهيم الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى طلبة كلية التربية.الحدود والأهميةأجريت الدراسة على طلبة مقررات حلقة البحث في التخصصين العلمي والادبي المتوقع تخرجهم في الفصل الدراسي الثاني والمقيدين في برنامج إعداد معلمي المرحلتين المتوسطة والثانوية في كلية التربية بجامعة الكويت.ولقد عمدت الباحثة اختيار برنامج المتوسط والثانوي فقط لأن هؤلاء الخريجين سوف يقومون بالتدريس لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية بأعمار زمنية تتراوح بين 11 – 18 سنة.وتتضح اهمية الدراسة الحالية من خلال ما يلي:1- بناء أداة للتعرف على دور برنامج إعداد المعلمين في كلية التربية بجامعة الكويت في تحقيق الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى الطلبة المعلمين.2- الكشف عن الوضع القائم للطلبة المعلمين ومدى اكتسابهم لمفاهيم الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي من خلال برنامج اعدادهم في كلية التربية.3- لا زالت هناك مبادرات قليلة في مجال البحث والتي تتناول مواضيع الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى طلبة كلية التربية في جامعة الكويت.4- ندرة الدراسات العربية في مجال إيجاد العلاقة ما بين برنامج إعداد المعلمين في كلية التربية ونوعية المعلومات التي تقدم للطلبة المعلمين في ترسيخ المفاهيم الوطنية للمتعلمين.التوصياتبعد عرضها للنتائج التفصيلية وطرق معالجة البيانات احصائيا لكل محور، خلصت الباحثة إلى جملة من التوصيات، وهي:1- إعادة النظر في مناهج ومحتوى المقررات الدراسية وطرق التدريس المتبعة من قبل اعضاء هيئة التدريس لبرنامج إعداد معلم المرحلتين المتوسطة والثانوية، والعمل على تدعيم مقررات التخصصات الأدبية والعلمية بالمفاهيم والمعلومات والقيم والخبرات التي تساعد على تعميق الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى الطلبة المعلمين بما تتطلبه ظروف الوطن والتطويرات العالمية السريعة.2- تضمين برنامج إعداد معلم المرحلتين المتوسطة والثانوية بالأنشطة التربوية والتعاونية والمؤسسية والمجتمعية من خلال مشاريع مختلفة وخدمات مؤسسية وتطوعية متنوعة تساعد على تنمية الولاء الوطني والاجتماعي لدى الطلبة المعلمين.3- مهنة التدريس ليست كغيرها من الوظائف الأخرى، فهي مهنة شاقة كالطب والهندسة، ولا ينجح بها إلا من أتم اعدادة علميا وتربويا، لذا يجب على كلية التربية بناء الشخصية التربوية المتزنة ذات الخلفية العلمية والمهنية، وتدعم الاتجاهات الايجابية لمهنة التدريس بما ينعكس أثره فكرياً وتربوياً واجتماعيا على التلاميذ.4- إعادة النظر في سياسات القبول في كلية التربية بجامعة الكويت وإجراء مقابلات واختبارات للمتقدمين لكلية التربية واختيار من يتوافر لديهم الخلفية العلمية والثقافية العامة والرغبه بمهنة التدريس.5- تدريب الطلبة المعلمين على احترام اللوائح والقوانين، وتعريفهم بمسؤولياتهم كمواطنين وقياديين تجاه المجتمع والبيئة.الأسئلة والفرضيات:السؤال الأول«إلى أي مدى يحقق برنامج إعداد المعلمين – برنامج المتوسط والثانوي – الانتماء الوطني لدى الطلبة المعلمين في كلية التربية بجامعة الكويت؟».الفرضية الأولى: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الانتماء الوطني لدى الطلاب المعلمين والطالبات المعلمات في كلية التربية بجامعة الكويت.الفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الانتماء الوطني لدى الطلبة المعلمين في التخصصات الأدبية والتخصصات العلمية في كلية التربية بجامعة الكويت.السؤال الثاني«إلى أي مدى يحقق برنامج إعداد المعلمين – برنامج المتوسط والثانوي – الانتماء المهني لدى الطلبة المعلمين في كلية التربية بجامعة الكويت؟».الفرضية الأولى: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الانتماء المهني لدى الطلاب المعلمين والطالبات المعلمات في كلية التربية بجامعة الكويت.الفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الانتماء المهني لدى الطلبة المعلمين في التخصصات الأدبية والتخصصات العلمية في كلية التربية بجامعة الكويت.السؤال الثالثإلى أي مدى يحقق برنامج إعداد المعلمين – برنامج المتوسط والثانوي الانتماء الاجتماعي لدى الطلبة المعلمين في كلية التربية بجامعة الكويت؟الفرضية الأولى: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الانتماء الاجتماعي لدى الطلاب المعلمين والطالبات المعلمات في كلية التربية بجامعة الكويت.الفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الانتماء الاجتماعي لدى الطلبة المعلمين في التخصصات الأدبية والتخصصات العلمية في كلية التربية بجامعة الكويت.مشكلة الدراسةتحددت مشكلة الدراسة في التعرف على دور برنامج إعداد المعلمين في كلية التربية بجامعة الكويت في تحقيق الانتماء الوطني والمهني والاجتماعي لدى الطلبة المعلمين.أستاذ مشارك بقسم المناهج وطرق التدريس – كلية التربية – جامعة الكويتعضو مجلس الأمة سابقاًالمصدر: القبس


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock