التربية الوطنية والمواطنة..بقلم : د.صفناز علي الشطي
التربية الوطنية والمواطنة هما مفهومان مترابطان يعكسان أهمية تعليم الأفراد حقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم، وكذلك تعزيز انتمائهم الوطني. تعنى التربية الوطنية: بتنمية الوعي بأهمية الوطن وتاريخه، وثقافته، وقيمه، كما تهدف إلى إعداد المواطن ليكون فردا فعالا وإيجابيا في مجتمعه. أما المواطنة، فهي تعني الشعور بالانتماء للوطن، والتزام الفرد بالمشاركة الفعالة في تنمية مجتمعه واحترام القوانين والأنظمة العامة ، وتسهم التربية الوطنية وتربية المواطنة في الكويت بشكل فعال في تعزيز مفهوم المواطنة المتساوية، وهو أمر حيوي لضمان التعايش والانسجام بين أفراد المجتمع. وتعمل المناهج في وزارة التربية بالكويت وكذلك في الفصول الدراسية حيث تهدف إلى تنمية القيم والمواطنة و تعزيز الوعي بمبادئ المساواة واحترام التنوع الثقافي والقيم والتقاليد، و تعريف الطلاب بالرموز الوطنية والتاريخ والتراث الكويتي، مما يخلق رابطًا قويًا بين المواطنين ويعزز الوحدة الوطنية، وبالتالي إعداد المواطن الصالح من خلال غرس القيم والمبادئ الأساسية التي تساعد الفرد على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه والالتزام بمسؤولياته تجاه الوطن، وبالتالي يصل الى الهدف الأساسي وهو بناء مجتمع يقوم على قيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص .
أهداف التربية الوطنية والمواطنة:
تعمل التربية الوطنية على تعزيز حب الوطن والانتماء له، مما يحفز المواطن على المشاركة بفعالية في تطور بلاده والحفاظ على مكتسباتها ، وتنمي الولاء الوطني لدى الأفراد، مما يجعلهم يشعرون بالفخر بوطنهم وبتاريخه، ويدفعهم إلى الدفاع عنه وحمايته ، وتعريف المواطن بحقوقه وواجباته القانونية والسياسية والاجتماعية، مما يساعده على فهم النظام التشريعي في مجتمعه واحترام وتقدير الدساتير والقوانين والانظمة و مكانته في المجتمع وكيفية الاستفادة من حقوقه ، وكذلك بواجباته مثل احترام القوانين والنظام العام ، و أيضا تعزز وعي الفرد بأهمية سيادة القانون في تحقيق المساواة، مما يجعله يشعر بالأمان والاستقرار والمساهمة في الحفاظ على أمن البلاد.
و تلعب التربية الوطنية دورا مهما في تعزيز وغرس القيم الأخلاقية مثل الصدق، الأمانة، التعاون، والاحترام ومساعدة الآخرين و التسامح ، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعايش بسلام وقادر على التفاعل مع الآخرين بإجابية وبناء علاقات سليمة ، و كذلك غرس مفهوم العمل والانجاز من خلال زرع حب العمل والمساهمة في بناء وطنه ، والانخراط في العمل التطوعي والخدمة المجتمعية ، فكل هذا يعزز من الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع .
دور التربية الوطنية في المدارس :
التربية الوطنية تلعب دورًا جوهريًا وهي جزء أساسي من المنهج الدراسي في معظم الدول، إذ يتم من خلاله تعليم الطلاب القيم الوطنية والمبادئ الأساسية للمواطنة. هذا الدور يشمل التعريف بالقوانين الوطنية، الرموز الوطنية مثل العلم والنشيد الوطني، والتقاليد الاجتماعية التي تعزز الوحدة الوطنية. فنجد الدور العام للتربية الوطنية باعداد مواطن صالح يعرف حقوقه وحرياته ويؤدي واجباته ومسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه ، فالتعليم هدف ووسيلة للتغيير عن طريق الارتقاء بمستوى التحصيل العلمي ، وفي الوقت ذاته خلق مجتمع واع ، وهنا يبرز التزام المناهج المدرسية في توظيف الوعي للتربية الوطنية والمواطنة بما تحتويه من معارف ومهارات وقيم تمثل مشروعا تربويا للتغيير التربوي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي للدولة وتنمية الولاء والانتماء للوطن ، وغرس القيم الأخلاقية والسلوكية ، وتشجيع المشاركة المجتمعية والعمل الإنتاجي وتعزيز الوحدة الوطنية ، ولتحقيق المواطنة خلال العملية التعليمية عن طريق:
1- نشر ثقافة حقوق وواجبات الأفراد من خلال مختلف المواد الدراسية والممارسات التعليمية الواقعية التي تعكس ذلك ، على أن يكون المعلمين نماذج مميزة لذلك.
2- مراعاة تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للمتعلمين ، في كل من الحقوق والواجبات بصورة فعلية رغم اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم ، أو المستوى الثقافي أو الاجتماعي .. وغير ذلك ، مع وجود ضمانات فكرية وقانونية عادلة ونزيهه ، ينصف من تتعرض حقوقه للانتهاك.
3- تشجيع المتعلمين على المشاركة في الحياة العامة المدرسية والمجتمعية ، بجوانبها المختلفة ، كالاشتراك في الجماعات المدرسية المختلفة ، وايضا المشاركة في تجميل المدرسة والبيئة الخارجية ، وكذلك اتاحة الفرص لعرض أفكارهم ومقترحاتهم المرتبطة بحل بعض المشكلات أو الارتقاء بالعملية التعليمية بجوانبها المتنوعة ، والحفاظ على الممتلكات العامة .
4- تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن من خلال بذل الجهود للارتقاء بالمستوى التحصيلي والفكري ، والالتزام بالقوانين الخاصة بالدولة .
5- مساعدة المتعلمين على تعلم وممارسة المواطنة الرقمية ، والتوعية بالقضايا الانسانية والمجتمعية ، وممارسة السلوك القانوني والاخلاقي في هذا الشأن .
6- تدريب المتعلمين على التواصل الجيد خلال تقديم معلومات مفيدة بناءة وتجنب التنمر أو نشر أخبار غير صحيحة ، مع التأكيد على احترام خصوصيات الآخرين.
فبهذه الطرق تسهم التربية الوطنية في المدارس في بناء مجتمع مزدهر ومتماسك، يعزز من استقرار الدولة ونموها.
بقلم / د. صفناز علي الشطي
أستاذ مشارك – قسم المناهج وطرق التدريس – كلية التربية الأساسية