الجودة بمفهومها الشمولي..بقلم : م. ناصر راشد العجمي
تعتبر الجودة واحدة من العناصر الضرورية المحيطة بنا في عالمنا خصوصاً في عصرنا الحالي مع التسارع في التقدم التقني وتزايد المنافسة في النواحي الانتاجية والخدمية نجد ان الجودة يتسع مفهومها عن كونها جودة منتج او خدمة لتشمل جودة المؤسسات بهدف تحسين وتطوير الاداء والعمليات ,والتحكم في الوقت, وتقليل التكاليف , ورفع الانتماء , وتحقيق رغبات العملاء, ومتطلبات السوق والافراد , والجميع يندرج تحت مطابقة المواصفات سواء الفنية منها او الادارية
فنجد ان المنتج الذي لا يحتوي علي الجودة المناسبة ولا يسعي الي التحسين المستمر هو منتج ليس له مستقبل حتى وان كان اقل في التكلفة وان كان اسعار بيعه اقل من المنتج صاحب الجودة فالامر لا يتعلق بالتكلفة او الاسعار لانه يفتقر الى كثير من المواصفات المطلوبة والضرورية لمواكبة السوق وتحدياته والقاعدة نفسها سواء كنا نتحدث عن منتج او خدمة او حتي منظومة ادارية غير متبعة لمواصفات انظمة الجودة
فاذا تحدثنا عن المنظومة التدريبية علي سبيل المثال فهي منظومة لابد ان تكون مواكبة لانظمة الجودة ومطابقة لها والتي تهدف الي التحسين المستمر ورفع الكفاءات وتتمثل انظمة الجودة في المنظومة الادارية وكذلك الفنية
اما عن دورها في المنظومة الادارية فهو تحسين الاجراءات ورفع كفاءة المدربين والمتدربين
وعن دورها في المنظومة الفنية فهي رفع المستوى الفني للمتدرب والتحسين المستمر بهدف مواكبة سوق العمل ورفع كفاءة المتدربين الفنية ورفع الانتماء للمنظومة وكذلك تخفيض التكاليف والتحكم في الوقت بشكل مناسب
– اما عن تطبيق انظمة الجودة في المنظومات الصناعية فهي تنفصل بشكل واضح الى ادارتين وهما ادارة مطابقة الجودة quality control )), وادارة توكيد الجودة (quality assurance) يعملان بشكل منفصل ولكن يتناغمان بهدف نجاح المنظومة وتحقيق نظام جودة متكامل يهدف الي التحسين المستمر ومطابقة المواصفات
فيعمل قسم الجودة علي مطابقة المنتج للمواصفات والعمل علي تحسينه وتقليل التكاليف
ويعمل قسم توكيد الجودة علي رفع كفاءة المنظومة اداريا والتاكد من مطابقة المنظومة الادارة والفنية للمواصفات الحاكمة لكل منهما
اما عن دور الجودة في المنظومات المقدمة للخدمات فهي تتمثل في تحسين المنظومة الادارية وتحسين الاجراءات وتذليل العقبات الادارية واما عن الدور الفني في هذه المنظومة فهي متمثل في تحسين الخدمة المقدمة والعمل علي تحقيق رغبات العميل ,والتحكم في الوقت بهدف تحسين الخدمة ,وكذلك العمل علي رفع انتماء العميل , وتطوير الاداء
اما عن دور الجودة في خدمة المجتمع فهي تتمثل في استخدام الحكومات للجودة في التحسين المستمر وتطوير المنظومة الادارية ومعالجة المشكلات لذلك نجد ان لكل منظومة حكومية اهداف ورؤية من اهمها هو التحسين المستمر المتمثل في رفع جودة الخدمات وتقليل الاعباء وتحسين جودة حياة المجتمع فمثلا تسعي المنظومات الحكومية علي التأكد من مطابقة القطاع العام والخاص للمواصفات كما وتعمل علي تحسين وتطوير المواصفات .
بقلم : م. ناصر راشد العجمي
عضو هيئة التدريب
معهد التدريب المهني