أ. د. فيصل الشريفي يكتب “الغشاشون”
الطلبة بعدم السماح لهم بالغش، وأن لجان المراقبة فيها محاباة «على ناس وناس»، عندها سنحصل على نتيجة واحدة وهي أن التعليم لا يعاني من الفاقد التعليمي الذي يصل إلى خمس سنوات فقط، بل إلى فقدان الأخلاق وهدم مبادئ التعليم. من يتحمل المسؤولية؟ هناك بعض النقاط المهمة المرتبطة بهذا السلوك، ودور المجتمع والأسرة ووزارة التربية تجاه هذه الثقافة السيئة التي جعلت الغش وسيلة للتفوق على حساب المجتهدين من الطلبة المجدين ومنها: أولاً: بعض الأسر تبارك لأبنائها هذا الفعل من خلال توفير المبالغ اللازمة لشبكات تهريب الامتحانات ومصوري البراشيم والسماعات والدروس الخصوصية. ثانياً: ضعف كفاءة المناهج الدراسية والمعلمين مع استثناء المميزين منهم، وكلاهما أشبعا دراسة دون أن تقوم وزارة التربية بأي إجراء يتناسب مع هذا الوضع المتردي. ثالثاً: تراخي إدارات المدارس الحكومية في متابعة التحصيل الدراسي للطلبة وغياب دور التوجيه الفني في تقييم كفاءة المعلمين. رابعاً: تساهل بعض المدارس الخاصة مع الطلبة حتى أن بعضها يقدم التفوق والنجاح هدية لمن يدفع أكثر. خامساً: تفشي ظاهرة الشهادات الوهمية، وهذا الأمر ينسحب على خريجي الكليات المحلية الحكومية والخاصة، فالواسطة بالدرجات سيدة الموقف. وكنتيجة لما سبق سيعاني التعليم ولن تتحقق الإصلاحات التعليمية إلا من خلال ثورة تثقيفية ترسخ القيم الأخلاقية، ومعالجة حقيقية لمرتكزات منظومة التعليم (طالب ومعلم ومنهج وبيئة مدرسية وأسرة) وأخيراً محاسبة جادة للقيادات التعليمية، ودمتم سالمين.