«الأبحاث» يمول مشروع التكیف والصمود للعواصف الرملیة القادمة من العراق
• بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
• الخسائر الناجمة عن العواصف الرملیة والغبار قدرت سنویاً بـ190 ملیون دینار
وقّع معھد الكویت للأبحاث العلمیة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشریة صباح الیوم، اتفاقیة منحة لتمویل مشروع التكیف والصمود للعواصف الرملیة والترابیة العابرة للحدود القادمة جنوب جمھوریة العراق وذلك بحضور كلاً من القائم بأعمال مدیر عام المعھد الدكتور مانع محمد السدیراوي ورئیسة المكتب الإقلیمي لدول الخلیج العربي في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشریة الدكتورة امیرة الحسن. وقال السدیراوي ان ھذا المشروع إلى معرفة مسببات تكون العواصف الرملیة والترابیة من النواحي المناخیة والجیولوجیة والكیمیائیة وحمایة ورفع إمكانات التكيف والصمود في مناطق العواصف واستیعاب آثارھا السلبیة وتقلیص حدوث العواصف الرملیة والترابیة وتحقیق مجموعة من أھداف التنمیة المستدامة وإنتاج آلیات ومؤشرات قیاس للتخفیف من آثار العواصف. واوضح القائم بأعمال المدیر العام د. مانع السدیراوي ان ھذا المشروع یتم تنفیذه في منطقتین في جنوب الأراضي العراقیة مساحتیھما مجتمعة 8212 كیلومتر مربع وتعتبران مصدرین رئیسین للعواصف الترابیة والتي حددت ھاتان المنطقتان بعد دراسات علمیة عدیدة نفذھا معھد الكویت للأبحاث العلمیة في مجلات علمیة مرموقة، وحدد من خلالھا مواقع وعدد العواصف الترابیة التي تصل إلى الكویت منذ عام 2020 حتى نھایة 2022. واضاف السدیراوي ان الخسائر الناجمة عن العواصف الرملیة والغبار قدرت سنویاً ب190 ملیون دینار، في حین أن المشروع الذي سینفذ من خلال برنامج الأمم المتحدة بقیمة 4 ملایین دینار سیستھدف مناطق محددة تقع على بعد 250 كلیومتراً شمال الحدود الكویتیة ولھا تأثیر مباشر في البلاد بنسبة تصل إلى%40 من إجمالي التي تتعرض لھا الكویت وجنوب العراق والمنطقة الشرقیة في السعودیة وقطر والبحرین وأجزاء من الامارات. وذكر ان العواصف الترابیة تسببت في إغلاق الموانئ والطرق وخسائر اقتصادیة كبیرة، علاوة على الأضرار الصحیة والبیئیة، كما أن العواصف الرملیة العابرة للحدود تؤدي إلى تراكم الغبار زادت من 60 طناً للكیلومتر المربع الواحد عام 2006 إلى ما یزید على 500 طن لكل كیلومتر مربع في 2022. علما بأن المشروع سیعمل على تثبیت التربة في مناطق شمال العراق، وبالتالي تخفیف الغبار العابر للحدود، علماً أن بناء مصدات داخل البلاد دون معالجة المصدر الأساسي لن یفي بالمطلوب، لا سیما أن مسار الغبار یبدأ من تلك المناطق مروراً بالكویت ووصولاً إلى قطر والامارات العربیة المتحدة. واكد السدیراوي انه سیتم تصمیم بنیة تحتیة مبتكرة لإعادة تأھیل المناطق المتضررة من العواصف الرملیة والترابیة بشكل مستدام والتخفیف من آثارھا الضارة ویعتمد على عدة طرق منھا التثبیت بالنباتات الفطریة والأشجار وبمشاركة مجتمعیة وتعاون بین جھات الدولتین الكویت والعراق، وأن المشروع سیضع الكویت في مكانة رائدة إقلیمیاً لتعزیز قدرة المدن على الصمود أمام العواصف الرملیة والترابیة. سیتم المشروع عبر استعمال الآلیات الثقیلة كالحفارات وقلابات التربة لوضع طبقة طینیة ثقیلة، وتماسك الطبقة الطینیة عند سقوط الأمطار مما یعطي فرصة لنمو النبات الطبیعي، وزراعة أشجار فطریة ومقاومة للجفاف كمصدات الریاح للمساعدة في تثبیت التربة وزیادة الكثافة النباتیة، وتوفیر المیاه من مأخذ مائي من نھر الفرات الشرقي والروافد القریبة عن طریق حفر قنوات بطول 40 كلم لتغذي المناطق التي ستتم زراعتھا، ومساعدة المزارعین في »ذي قار ومیسان« لإیصال المیاه لأراضیھم المتروكة، إضافة إلى إقامة منشآت مائیة، مثل الآبار وقنوات الري. ویذكر ان موقع المشروع الرئیسي سیكون حول مدینة الدیوانیة بمحافظة القادسیة، ومدینة السماوة بمحافظة المثنى، ومدینة الناصریة بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، حیث تم تحدیدھا على أنھا المناطق التي تنشأ منھا العواصف الرملیة والترابیة العابرة للحدود، على ان تكون مدة المشروع اربع سنوات تبدأ خلال الأشھر القادمة.