د. يوسف المرتجي يكتب: إجازة
انتهت الامتحانات، وانتهى الضغط، بل ان الفصل الدراسي بأكمله انتهى، نجح من نجح وتخلف من تخلف فرح من فرح وحزن من حزن، ولكن الاهم ما بعد ذلك ماذا سيحدث؟ بالأخص لأبنائنا الطلاب، هل فعلا ستبدأ الاجازة والراحة وممارسة الهوايات وقضاء الاوقات بعيدا عن الروتين الدراسي ؟ للأسف ان بعض الاسر لا تفرق بين الاجازة والدراسة. وتبدأ بإعداد ابنائها للفصل القادم، سواء بالتحضير او المراجعة او غير ذلك من الواجبات والأعمال المدرسية والدراسية ! لا يا سادة .. ليس كذلك تدار الامور، فهناك قدرات للأبناء واحتياجات , ونمو عاطفي , كما هو النمو العقلي المعرفي. يحتاج الابناء لان يستمتعوا بأوقاتهم وقت الاجازة ويشعرون بالفرق بين وقت الجهد والعمل وبين وقت الاستمتاع والراحة حتى ينشؤن وينموا تفكيرهم معهم , ليكونوا مهيئين للعمل وقت العمل والراحة وقت الراحة، وليس هناك مجال للخلط بينهم.
تلك الاسر والتي لا هم لها إلا الارقام التي تكتب في النتائج، متغافلين الحاجات النفسية والعاطفية لأبنائهم، غير واعين لكم الضغط الذي يتعرض له ابنائهم جراء مواصلة قضاء الوقت بين طيات الكتب والأعمال المدرسية، سواء اثناء الفصل الدراسي أو بعد انتهائه، فيطالبون ابنائهم بالبدء بالتحضير للفصل القادم، بل ان البعض يطالبهم بان يستمروا بالدراسة وكأنهم في يوم دراسي اعتيادي سواء كانوا متفوقين ام غير ذلك، وهذا من شأنه ان يشكل ضغطا نفسيا على الابناء , والذي يمتد الى صحتهم الجسدية التي قد تؤثر على كفاءة عمل اعضاء الجسم بل انها تتسبب بالامراض التي تظهر وتسمى الامراض النفس جسمية، كما الحال لدى الاشخاص العاديين، فقد يظهر الصداع او الصداع النصفي، او اضطرابات المعدة او القولون , او الطفح الجلدي وغيرها الكثير من الامراض الجسدية ذات الاصل او المنشأ النفسي . .فلا تبرروا لأنفسكم ذلك على انه لمصلحتهم او غيرها من التبريرات الغير علمية , او تربوية , والتي تقوم على الاعتقادات الخاطئة والمقارنات البالية , لا تكونوا بتصرفاتكم هذه سببا لكرههم المدرسة والدراسة , ولا نقول لكم فلينسوا كل ما يتعلق بالدراسة بل ان كان لابد من ذلك فليكن بالقليل الذي لا يؤثر على استمتاعهم بإجازتهم , اي ان يكون عكس اوقات الدوام الدراسي الرسمي اقل القليل من الدراسة والباقي للهوايات والمرح والراحة خذوهم الى دور السينما والمسارح والأندية والأماكن الترفيهية التي يحبونها |, دعوهم يتذوقون لذة الاجازة التي تتذوقونها في اجازاتكم وتذكروا ان الاعتدالبكل شيء طريق للصحة النفسية والجسدية السليمة .
د. يوسف المرتجي – قسم علم النفس – كلية التربية الاساسية
