مافيا التعليم في الكويت «6-6»
في هذا الجزء الاخير من المقال كما وعدتكم سيتم طرح العديد من الاسئلة التي تدور في ذهن المهتمين بالشؤون التعليمية والتربوية بدولة الكويت: فهل نحن راغبون في التعلم ودعم العملية التعليمية والتربوية والاستفادة من الوفرة المالية واستثمار هذه الأموال في تنمية أبنائنا ليكونوا قادة في المستقبل ؟ هل أبناؤنا بالفعل راغبون في التعلم؟! هل الهيئة التعليمية راغبة في ممارسة التعليم والقيام بدورها التعليمي والتربوي ؟!هل البيئة التعليمية جاذبة للطالب والطالبة؟ هل البيئة التعليمية جاذبة للمعلم وللهيئة التعليمية والإدارية؟!هل هناك تعاون واقعي وفعال بين المدرسة والبيت؟ هل وظيفة المعلم تجد الاحترام والتقدير بالمجتمع الكويتي؟! هل تم تأهيل المعلم تأهيلا علميا وتربويا كافيا وصحيحا قبل انخراطه وممارسته لمهنة التدريس والتعليم ؟! هل يتم اختيار المعلم والهيئة التعليمية بطرق علمية سليمة؟
هل يتم تدريب المعلم لكي يواكب التطوير في الوسائل العلمية والتربوية الحديثة؟! هل يتم تحديث المناهج والأساليب التعليمية بطرق علمية سليمة تأخذ بالحسبان القيم والعادات الاسلامية وتنمية الروح الوطنية والإخاء الوطني ونشر قيم التسامح والتعاون والانفتاح على العالم في ظل عصر العولمة؟! هل تم ادخال القيم الوطنية والمبادئ التي جاء بها الدستور الكويتي مثل العدل والمساواة والتسامح والأخوة والتعاون والحربة واحترام الرأي والرأي الآخر في المنظومة التعليمية والتربوية؟
هل يتم تحديث المناهج بحيث تتناسب مع المرحلة العمرية للطالب في كل مرحلة من مراحل التعليم المختلفة؟ وهل يتم التركيز على اسلوب الفهم والاستيعاب بدلا من التلقين والحشو في المناهج الدراسية بحيث تتناسب مع المرحلة العمرية للطالب في كل مرحلة من مراحل التعليم؟ هل يتم انتهاج التخطيط الاستراتيجي في العملية التعليمية والتربوية؟! وهل يتم التركيز على الطالب بصفته محورا رئيسيا للعملية التعليمية والتربوية؟! هل يتم تقييم الطالب بأسلوب علمي وتربوي سليم؟! هل يتم تقييم المعلم ومتابعته بطرق تقييم سليمة وشفافة، تحفظ كرامة المعلم وتحقق العدل والمساواة؟ هل يتم تحفيز المعلم؟ وهل طرق وأساليب التحفيز المستخدمة كافية ومتناسبة مع الجهد المبذول؟هل يتم عملية اختيار الهيئة التعليميةوالإدارية بموضوعية وشفافية؟وهل تجرى مقابلات شخصية للمعلم والهيئة التعليمية والإدارية قبل عملية التعيين لاختيار الكفاءات المناسبة والقادرة على القيام بمسؤولياتها التعليمية والتربوية على أكمل وجه؟! هل يتم تدريب وتطوير الهيئة التعليمية والإدارية باستمرار وفي المجال التعليمي والتربوي والإداري المناسب ؟!هل يتم تقييم ومتابعة الهيئة التعليمية والإدارية بشكل دوري؟!وهل يتم تطبيق أسلوب الترغيب والترهيب في عملية التقييم والمتابعة للهيئة التعليمية والإدارية؟! هل نتخذ من جودة التعليم هدفا استراتيجيا لنا في استراتيجية الوزارة؟ وهل نستفيد من التطورالعلمي و التكنولوجي في رفع كفاءة وأداء المنظومة التعليمية والتربوية؟
كل هذه الأسئلة يجب أن تشغل ذهن كل موظف ومسئول في وزارة التربية ووزارة التعليم العالي؟ وإذا لم تشغل هذه الأسئلة احدا فإنه لا يستحق أن يكون موظفا في وزارة التربية أو وزارة التعليم العالي، كذلك يجب أن تشغل هذه الأسئلة أذهاننا كأولياء أمور للطلبة وإلا فلا نستحق أن نكون أولياء أمور لأجيال المستقبل.
وعلي نفس النمط والمنوال نكرر الأسئلة السابقة لمؤسسات التعليم العالي بدولة الكويت، هل البيئة التعليمية بالمعاهد العليا والجامعات بدولة الكويت بيئة محفزة للتعليم العالي والبحث العلمي؟ وهل تسهم هذه المؤسسات في خدمة المجتمع والدولة وإعداد الباحثين والعلماء والمتخصصين في المجالات العلميةالمختلفة؟! هل اختبارات القدرات التي تقيمها الجامعة للقبول تقيس قدرات المتقدمين بأسلوب علمي صحيح ودقيق وشفاف؟! هل البحوث والتقارير التي يطلبها الدكاترة من طلبة الجامعة والمعاهد العليا تتم على أسس علمية وأكاديمية دقيقة وسليمة؟ وهل يتم تصحيح وتقييم هذه التقارير والبحوث ومناقشتها مع الطالب الذي أعد هذه البحوث والتقارير؟ هل هناك تقييم دوري لأداء الأستاذ الجامعي وتحديد مدى صلاحيته للقيام بالمهام العلمية والأكاديمية؟! هل نسبة الاساتذة لعدد الطلبة بالجامعة والهيئة تتوافق مع المعايير الاكاديمية العالمية؟! هل ادارة الجامعة والهيئة مؤهلة تأهيلا اداريا وفنيا كافيا ؟!هل مرافق مباني الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تتناسب مع عدد الطلبة وتلبي الاحتياجات الدراسية والتدريبية والمتطلبات العلمية والبحثية والتخصصات المختلفة؟!هل تتناسب ميزانية الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مع جودة مخرجات الهيئة والجامعة؟! هل تتخذ الهيئة والجامعة من الجودة الشاملة هدفا استراتيجيا لها من ضمن الاهداف الاستراتيجية للتعليم العالي بدولة الكويت؟!
الحديث يطول والهم كبير ولكن لا زلنا متفائلين بأن الكويت تملك كل الموارد التي يمكنها أن تتجاوز هذه المشاكل والعقبات متي ما أخلصت النية وأوجدت الارادة والإدارة الفعالة والكفوءة.!!
نعم إنها المسئولية التي يتهرب منها البعض تحت العديد من الأعذار والمبررات؟! فهل نصحو قبل فوات الآوان؟! أم ننتظر ونكرربعض العبرات المشهورة «الله لا يغير علينا» و«نحن أحسن من غيرنا» ؟
هل نعي خطورة الوضع التعليمي الذي نعيشه ؟ التعليم في خطر أكررها ثلاثا ،التعليم في خطر.في خطر.!: هل وصلت الرسالة؟!!
ودمتم سالمين
د. محمد الدويهيس
