د. شملان القناعي: لا بد أن تكون الاختيارات للقيادات الجامعية بناءً على الكفاءة وعلى أساس معايير العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص
كل المؤشرات تشير إلى زيادة تراجع المستوى العالمي للجامعة
الأمر يحتم علينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون على إغاثة جامعتنا والأخذ بيدها
الفراغ الإداري أسهم في تدهور مستوى تصنيف الجامعة ومخرجاتها
وجود خلل كبير وأزمة حقيقية تعاني منها جامعة الكويت والكل ينظر ويرى دون أن يحرك ساكناً
مساواة أعضاء الهيئة الأكاديمية المساندة بنظرائهم في «التطبيقي» من حيث مد العمر التقاعدي إلى سن الخامسة والسبعين
أكاديميا | جامعة الكويت – متابعات
أكد رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت د. شملان القناعي أنَّ الحديث عن جامعة الكويت سيظل مفتوحاً وممتداً طالما أنَّ كل المؤشرات تشير إلى زيادة تراجع المستوى العالمي لجامعة الكويت العريقة وابتعادها عن المسار الصحيح والمتمثل في تلك السقطات الواحدة تلو الأخرى، فكما تعلمون فقد هبط مستوى الجامعة مجدداً في تصنيف الجامعات العالمي QS من مستوى 801-1000 في العام 2021، إلى مستوى 1001-1200 في العام الجامعي الحالي 2022، الأمر الذي يكشف عن وجود خلل كبير وأزمة حقيقية تعاني منها جامعة الكويت والكل ينظر ويرى دون أن يحرك ساكناً، ذلك أنَّ المشكلة باتت عصية ومتجذرة وعميقة.
وقال خلال الغبقة الرمضانية السنوية للجمعية والتي أقيمت تحت رعاية وحضور وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. علي المضف ومدير جامعة الكويت الدكتور يوسف الرومي بحضور جمع غفير من الأساتذة والأكاديميين ومنتسبيها: ومازلنا نسبح في فلك الكلام وأحاديث هلام. إنَّ أهم ما يعنينا هو تطوير التعليم العالي من أجل خدمة وطننا وأبناءه البررة الذين سيحملون على عاتقهم أمانة المسؤولية الوطنية في مستقبل الكويت. لذا، يتعين علينا الاعتراف بأنَّ هناك مشاكل وكل ما يطرح من حلول مؤقتة وغير ناجعة لا يسمن ولا يغني من جوع. والأدهى من ذلك هو أنّه وفي ظل هذه المشاكل يتم تقليل ميزانية الجامعة ويوجه النصيب الأكبر منها للمباني والإنشاءات والنصيب الآخر يوجه للرواتب والأجور فقط، أما نصيب البحث العلمي فأصبح يقلص في كل مرة وهو أمر لا يستقيم إطلاقاً مع عمليات الإصلاح للارتقاء بالجامعة وتصنيفها، فلا تقاس الجامعات المرموقة إلا بمقدار أبحاثها العلمية وهو الأجدر أن نهتم به إذا كنا نريد إصلاح الخلل الموجود في التصنيف العالمي للجامعة.
وأضاف القناعي: ومن الأسباب أيضاً التي ساهمت في تدهور مستوى تصنيف الجامعة ومخرجاتها حالة الفراغ الإداري الذي تعيشه الجامعة منذ تفشي فيروس كورونا في العام 2019 وانتهاء المدة الزمنية لمعظم قياديي الجامعة ما أدى إلى ركود أكاديمي وإداري ألقى بظلاله على أداء المنظومة الجامعية ككل، ولقد طالبت جمعية أعضاء هيئة التدريس مراراً وتكراراً تدارك هذا الأمر وتفعيل دور مجلس الجامعة لاتخاذ قرارات مهمة وصائبة نحو تشكيل لجان لاختيار عمداء الكليات والأقسام العلمية بالأصالة وسد جميع شواغر المناصب القيادية حيث بات الأداء الأكاديمي والإداري باهتاً وغير ذي فاعلية.
وذكر القناعي: نحن أعضاء الهيئة التدريسية نواجه مشاكل كثيرة، ومستعدون للمساهمة بحلها، ولكن لا يمكن أن تكون تلك الحلول على حساب مكانتنا العلمية والأكاديمية، فتقليل مكافأة الفصل الصيفي وفقاً للائحة الجديدة أمر قد رفضته الجمعية العمومية الاستثنائية بالإجماع ونأمل أن يلقى هذا الرفض لهذه اللائحة غير المنصفة صداً لدى الإدارة الجديدة بما يترتب عليه إلغاؤها لحين تبني لائحة جديدة تكون أكثر انصافاً وعدالة. ومن جهة أخرى، نأمل بأن يتم النظر بجدية واجتهاد إلى مواضيع أخرى ملحة مثل:
التقتير في ميزانيات المهمات العلمية والأبحاث
– ودحض أي محاولات سمعنا عنها حديثا خارجة من مكتب نائب المدير للشؤون العلمية بحجب إعلان البعثات للسنة الحالية وهو ما لا يستقيم مع التوجهات والتطلعات!
– ومساواة أعضاء الهيئة الأكاديمية المساندة بنظرائهم في التطبيقي من حيث مد العمر التقاعدي إلى سن الخامسة والسبعين
وخلاف ذلك من مواضيع مستعدون لفتح الحوار بشأنها معكم في أي وقت. وبناء عليه، فنحن وجميع زملائكم بالجامعة ننتظر منكم مراجعة هذه المشاكل بعين الحرص قبل تفاقمها، ومن هذا المكان ندعوكم وبقلب مخلص أن يتم مراجعة العديد من هذه القضايا على وجه السرعة من أجل انقاذ هذا الصرح العلمي العتيد.
وتابع القناعي: دعوني ألخص مشاكل الجامعة بعبارة حزينة مفادها هو أنَّ تواضع أداء الإدارات المتعاقبة هو السبب الحقيقي الذي يكمن خلف كل تلك التحديات مع تقديرنا لجهود الزملاء، ولكي نتخلص من تلك التركة لا بد وأن تكون الاختيارات للقيادات الجامعية بناء على الكفاءة وعلى أساس معايير العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص التي كفلها الدستور الكويتي.
وأضاف: كلنا شجون وبداخلنا هموم على ما آل إليه حال جامعتنا الوحيدة، هذا الصرح الأكاديمي الكبير الذي نتشرف جميعاً بالانتساب إليه، ونشعر بأن جرحا قد أصاب هذا الكيان ومازال ينزف دون إغاثة. والأمر يحتم علينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون على إغاثة جامعتنا والأخذ بيدها ونحن أبناءها للنهوض من كبوتها ودفعها إلى الأمام مرة أخرى حتى تستعيد مكانتها المستحقة ولتعود ببريقها اللامع في سيرتها الأولى، ولن يتأتى ذلك إلا بتضافر جميع الجهود المخلصة والعمل على إيجاد الحلول الناجعة للقضاء على كل المثالب والقضايا المزمنة التي أشرنا إليها.