كتاب أكاديميا

ماجد نهار شديد الشمري يكتب :الغاز الصخري وحجارة السجيل

إلا أنه وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتضاعف إنتاج واستهلاك النفط الخام عدة مرات، تنبه العالم إلى أهمية الغاز الطبيعي كمصدر مهم للطاقة، فخلال عقد الستينيات من القرن الماضي تضاعف استهلاك الغاز %12، ومع الاكتشافات الحديثة لمكامن الغاز في الشرق الأوسط وروسيا وعدد آخر من الأماكن في العالم، زادت هذه النسبة، حيث يسهم الغاز الطبيعي اليوم بنسبة تُراوح ما بين 18 و%20 من مجمل مصادر الطاقة الحديثة المستخدمة في العالم، إذ يستخدم بصورة رئيسة كوقود في محطات توليد الطاقة الكهربائية وللاستخدامات الصناعية وتدفئة البنايات التجارية والمنازل وفي عمليات الطبخ وتسخين المياه وفي عدد كبير من الصناعات البتروكيميائية ومنها صناعة الأسمدة واليوريا والأمونيا والبلاستيك والألياف الصناعية، كما يمكن من خلال معالجات كيميائية بسيطة للغاز الطبيعي تحضير عدد كبير من المركبات الكيميائية المهمة، كالبنزين والبروبان والبنتان والهكسان والتولوين وغيرها من المركبات، وهذه الأهمية للغاز الطبيعي، أدت إلى التوسع في أعمال البحث والتنقيب عنه، حيث اكتشفت مكامن تجارية له في عدد كبير من بقاع العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط. ويقسَّم الغاز الطبيعي إلى نوعين، تقليدي وغير تقليدي، فالنوع التقليدي والمستخدم حالياً على نطاق واسع وبشكل تجاري
يصنف إلى جاف وترتفع فيه نسبة الميثان والإيثان، وآخر رطب وترتفع فيه نسبة العناصر الأخرى كالبروبان والبيوتان والمواد الهيدروكربونية السائلة والهكسان.
أما النوع الثاني من الغاز، الذي يُطلق عليه اسم الغاز الطبيعي غير التقليدي، فقد عُرف منذ أكثر من ثلاثين عاماً، لكن ونظراً لصعوبة استخلاصه وعدم معرفة احتياطاته بدقة، بقي مهملاً حتى وقت قريب، وقد أسفرت الأبحاث العلمية التي أجريت حديثاً إلى تسجيل قصة نجاح حقيقية في مسيرة تسخير موارد الطبيعة لخدمة الإنسان، حيث طورت تقنيات خاصة للتعامل مع بعض أنواع الغاز الطبيعي غير التقليدي.
الغاز الصخري وحجارة السجيل
الغاز الصخري، هو غاز طبيعي يتشكَّل في صخور السجيل في باطن الأرض التي تحتوي على نسبة من النفط والمواد العضوية الهيدروكربونية وبنسبة تُراوح ما بين 0,5 و%25 ، ويتولد الغاز الصخري بفعل الحرارة والضغط، ويبقى محتجزاً داخل تجويفات تلك الصخور الصلدة التي تمنع نفاذه، وهو يصنَّف من الغازات غير التقليدية، وتقبع صخور السجيل على أعماق سحيقة تصل إلى نحو ألف متر تحت سطح الأرض، وقد يكون الغاز الصخري من النوع الجاف الذي ترتفع فيه نسبة الميثان، أو يكون غنياً بسوائل الغازات الأخرى وكان أول استخراج للغاز الطبيعي من حجر السجيل في أعالي ولاية نيويورك الأمريكية، إذ كانت الآبار المحفورة هناك في القرن التاسع عشر تغذي الإنارة في شوارع فريدونيا، أما الحفر الأفقي لآبار استخراج الغاز الصخري، فقد بدأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والإنتاج الصناعي للغاز الصخري وعلى نطاق محدود لم يبدأ فعلياً حتى عقد السبعينيات، عندما انخفض الاحتياطي المحتمل من الغاز العادي في أمريكا، حيث دعمت الحكومة الأمريكية عدداً من مشاريع إنتاج الطاقة من مصادر متنوعة ومنها مشاريع إنتاج الغاز الصخري وعلى الرغم من تاريخ الغاز الصخري العريق، إلا أن إنتاجه حتى عقد الثمانينيات كان يتم على نطاق ضيق وبطرق بدائية وبكفاءة متدنية، نظراً لصعوبة استخلاص هذا النوع من الغاز وقلة الإمكانات المعرفية والمادية، وسهولة استخراج الغاز الطبيعي التقليدي ومعالجته.

=============================================

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock