سوسن إبراهيم تكتب: لا حياة لمن تنادي
١٤ مليون فتاة قاصر حول العالم تُسرق طفولتها، تُسرق دُماها وألعابها وتُباع سنويا ً.١٤ مليون فتاة تُزوج وتُحرم طفولتها. الأسباب عديدة ومختلفة ولكنّ النتيجة واحدة. تعود أسباب هذه الظاهرة إلى مسببات اقتصادية واجتماعية سنتطرق لها في هذا المقال.تنتشر هذه الظاهرة حينما تصبح الفتاة في بعض العائلات كالبضاعة أو السلعة يُتاجر بها وتُباع لمن يدفع أكثر (المهر). أو تكون الفتاة المضحّى بها أو كبش الفِداء كما يقولون في سبيل رفاء وراحة الأسرة المتعففة أو حتى الضحية التي تُهجر من بلدها وتصبح لاجئة لأسباب سياسية كالحروب. أو تعتمد في انتشارها ببساطة على العادات والتقاليد المتبعة في بعض العائلات. الزواج المبكر يُخدش طفولة الفتاة ويخلع حياءها ويسرق منها أعز مراحل حياتها، بلا ذنب ولا خطيئة اقترفتها غير أنها زُجت بعائلة لم تأتمنها ولم تحفظها.وللأسف من آلاف السنين وإلى الآن تُزوج الفتيات من غير رضا أو قبول وكيف ذلك وهي مجبورة ومرغمة على الزواج. لم يتركوها تنضج ولا تعقل فكيف يجعلونها سجينة أسيرة في حياة الزوجية!الحياة التي لم تختارها فحسب، بل والتي تُمارس فيها مختلف الانتهاكات وتقبع فيها تحت وطأة الألم والظلم بلا حسيب ولا رقيب. تتزوج فتُلقى بيد من حديد في دوامة الحياة. تُسرق طفولتها كما تُسرق أحلامها البريئات. تُزف بثوبها المتهالك أو ترتدي ثوبا ً أبيضا ً ملطخا ً بالعار ومزركشا ً بالويلات، تبقى تعاني وحيدة مكسورة. ويا ويلها إذا نطقت أو عبرت فليس لها سوى الله. سوى الله تشكي همها وترفع له دعاءها وترجو رحمته. وللأسف الشديد تموت أغلبهن نتاج هذا الزواج الجائر بعد عواقبه المأساوية. بعد تعرضها لأشكال وألوان العنف وبعد معاناتها. هي لم تُرغم على الزواج فحسب بل أُرغمت على المعاناة ومُنعت من الحياة. و “لا حياة لمن تنادي“. سوسن إبراهيم محمد @SawsanIris3